يوم الأرض

تمر الذكرى السادسة والثلاثون ليوم الأرض بمزيد من الغضب الشعبي كما في كل سنة من دون أن يكون شاملاً أو حاضراً لدى من يملكون القرار النافذ، الأمر الذي يجعله مقتصراً على التوجه نحو الوطن المحتل، فلا الجامعة العربية ولا الأمم المتحدة تعطي هذه المناسبة ما تستحق من الاهتمام العملي، وسيتكرر المشهد او الزحف سنة بعد سنة وتكون النتيجة مجرّد استعادة للتذكير باحتلال وطن من قبل سلطة تستهين حتى بقرارات مجلس الأمن ووثيقة حقوق الإنسان.

وكما في كل مرّة ضاعفت إسرائيل من استنفارها العسكري لمواجهة المنادين بالتحرير وحق العودة واثقة من انها لن تواجه بموقف دولي حازم وهي مستندة إلى دعم من يغدق عليها السلاح والمال مع الاستعداد لإستخدام حق النقض لإبطال قرار الإدانة كما تفعل واشنطن منذ النكبة وحتى الآن وتناسي القرار القائل بحق العودة تحت الرقم مائة وأربعة وتسعين، ولا التفات الى ما يعانيه شعب غزة بصورة خاصة من مجازر واعتداءات تصل إلى حدّ منع المواد الغذائية والأدوية والإنارة.

وقد اختتم مؤتمر قمّة بغداد أعماله ببيان لم يُركّز كثيراً على اتخاذ موقف موحد لمساندة أصحاب الأرض والمناضلين ولو بشد الأصابع على الجمر كما قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس في تلك القمة، وهذا نداء يتكرر ولا يلقى التجاوب المطلوب باستثناء الاكتفاء بعبارات وخطابات التنديد بالمعتدي المحتل ولا شعور عملياً بآلام من يتعرضون للقصف بأسلحة مختلفة يومياً والحصار وغارات الطائرات التي لا توفّر المواطنين وهم في بيوتهم ومخيماتهم والساعين إلى رزقهم.
وغياب القرار الجماعي والموقف الحازم يجعل من احتل وشرد ودمر وبنى المستوطنات وصولاً إلى التهويد أكثر قسوة وشراسة، وقد جاء استنفار قواته المسلحة وحشوده العسكرية على الحدود ترجمة لمضيِّه في فرض ما يتعارض مع المبادئ الدولية بما فيها ميثاق الأمم المتحدة وقد ارتكب مجازر بحق المندفعين نحو الأرض المحتلة من دون أن يواجه باجتماع على مستوى القمة أو من مجلس الأمن.

واللافت أن الموقف العربي الجماعي هو ذاته منذ النكبة وحتى الآن وينسحب حتى على أبناء القضية الجوهرية ويؤدي إلى تعدد التوجهات والآراء، وهذا لا يعطي يوم الأرض بعده العملي، وتستغل إسرائيل هذا الواقع لتزداد تنكراً واستهانة بمساعي السلام والدعوة إلى حل عادل وشامل، ويتكرر يوم الأرض حتى تحريك مشاعر أبناء هذه الأمة وجعل الربيع العربي عاملاً دافعاً لقلب المفاهيم السابقة.

السابق
الشرق الأوسط: اشتباكات في دمشق.. والمعارضة تدعو الأسد لتسليم سلطاته للشرع
التالي
يوم الارض: 3 ملايين شخص شاركوا.. وخلافات قصّرت مدة الاحتفال جنوباً !!