البناء: نصر الله: الحكومة مصلحة للبلد ونظرية اسقاط النظام في سورية انتهت

الحدث الأبرز أمس كان في المناطق الفلسطينية المحتلة من خلال اشتعال مدن وقرى الضفة الغربية والقدس ومناطق في الأراضي المحتلة عام 48 بالتظاهرات الفلسطينية في ذكرى يوم الأرض، فيما أقام فلسطينيو لبنان وبمشاركة وطنية لبنانية تجمعا شعبيا تحول الى مهرجان في قلعة الشقيف بعد تعذر الوصول الى احد المواقع الملاصقة للخط الأزرق. كما شملت التظاهرات مناطق عدة في قطاع غزة.

وقد عمدت قوات الاحتلال "الإسرائيلي" في الأراضي المحتلة الى مواجهة التظاهرات بالحديد والنار وقنابل الغاز ما ادى الى مئات الإصابات في الضفة الغربية تجاوزت الـ 300 والعشرات في قطاع غزة، اضافة الى اعتقال العشرات.

كذلك، أقيمت في المناسبة مسيرة حاشدة من الفلسطينيين والسوريين في دمشق، كما نفذ الفلسطينيون والقوى الوطنية الأردنية اعتصاما في غور الأردن بالقرب من الحدود مع الضفة الغربية المحتلة.

نصرالله

وفي هذا السياق، قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في كلمة له عصر أمس لمناسبة افتتاح "مجمّع السيدة زينب" في الضاحية الجنوبية ان "يوم الارض هويوم من أيام فلسطين ويوم من أيام القدس، وجرت العادة ان يخرج الاخوان الفلسطينيون سواء في داخل فلسطين او في الشتات للتظاهر وليتضامن معهم آخرون من مناطق مختلفة في الأرض، دلالة هذا الاحياء كبيرة جدا وهي تعبير عن التمسك بالحق وبالقضية وبالمقدسات وبالارض". مؤكدا ان الفلسطينيين بهذا الاصرار، انما يعبرون عن تمسكهم بأرضهم ومن ورائهم كل الأمة".

وفي الموضوع السوري، أكد السيد نصرالله ان التدخل العسكري الخارجي الذي كان يشكل خطرا حقيقيا في الشهور الماضية انتهى بشكل حاسم، او على الاقل تراجع ولم يعد يتحدث عنه الا الولايات المتحدة التي هي أضعف جهة".

وأوضح ان "الكلام عن ارسال قوات عربية الى سورية انتهى، كما ان تسليح المعارضة انتهى على المستويين الدولي والعربي بسبب مخاطره". كما أكد ان "المعارضة المسلحة عاجزة عن إسقاط النظام وهذا الامر واضح على الأرض".

واعتبر السيد نصرالله ان "العالم وصل الى ان المطلوب في سورية حل سياسي وهذا الامر كنا ننادي به منذ اليوم الأول، والبعض تحدث عن سقوط الرئيس السوري الأسد لكن الوضع الاقليمي والدولي تجاوز هذا الامر"، موضحا أنه "منذ لحظة وصول المبعوث الدولي أنان الى سورية وعدم استناده الى مبادرة الجامعة العربية يعني ان هذا الامر انتهى وتجاوز كل الحدود". وقال: "المطلوب اليوم الحوار بين النظام والمعارضة، والقيادة السورية كانت جاهزة لهذا الأمر منذ البداية ونحن تحدثنا عن هذا الموضوع". وقال ان اي حل غير الحل السياسي ليس من مصلحة سورية ولا مصلحة الأمة بل من مصلحة "إسرائيل" وكل من يريد تفتيت المنطقة". وقال ان بعض المنتظرين لنتائج الأحداث في سورية عليهم اليوم اعادة التقويم"، لافتا الى انه "اصبح واضحا ان الاتجاه العام للأحداث بات محسوما، ولا داعي لأن يضيّع البعض في لبنان الوقت وإكمال الرهانات الفاشلة والخاسرة".

وفي ما يتعلق بالشأن الداخلي، رأى السيد نصرالله ان استمرار الحكومة مصلحة للبلد ولاستقراره. ونحن دائما نطلب منها ان تعمل وان تكون جدية". اضاف: "اننا نحرص ما أمكن على عدم انتقادها ولكن هذا لا يعني انه ليس لدينا ملاحظات ولكن طالما اننا نعتبر انها مصلحة نرى ان العمل الجدي والتواصل والتعاون هو الأجدى لحل المشاكل".

ورأى ان "النكايات هي التي تعرقل الكثير من الانجازات والمشاريع، النكايات الشخصية والحزبية والفئوية"، ودعا "كل مكونات السلطة والحكومة ان يكون هناك همة وعمل ومسؤولية علينا تحملها امام الناس كما علينا الاتفاق والعمل لأن هذا يحمي البلد".

استعداد عراقي للتحرك باتجاه سورية

أما في الشأن السوري، فإن الأنظار تتجه الى ما يمكن ان يقوم به العراق من جهود بعد تسلمه رئاسة القمة العربية، خصوصا ان موقفي الرئيس العراقي جلال طالباني ورئيس الحكومة نوري المالكي في افتتاح اعمال القمة العربية أول من أمس ركزا على ايجاد تسوية سياسية للأوضاع في سورية، بعيدا من التدخل الأجنبي واستخدام السلاح من جانب المجموعات المسلحة.

وبحسب مصادر دبلوماسية، من العاصمة العراقية فإن القيادة العراقية ستتحرك في الفترة القريبة في سبيل طرح بعض الأفكار والعناوين التي تساهم في تهدئة الأمور والاتجاه نحو الحل السياسي. كما ان هذه المصادر لم تستبعد حصول تواصل في وقت قريب بين بغداد ودمشق وربما من خلال قيام أحد المسؤولين العراقيين. قد يقوم وزير الخارجي هوشيار زيباري بزيارة العاصمة السورية، كذلك استبعدت المصادر استمرار قطر في رئاسة اللجنة الوزارية العربية المعنية

بالملف السوري، لأن ذلك سيسيء الى موقع العراق برئاسة القمة، خصوصا ان رؤية الدوحة للتعاطي مع الملف السوري تختلف عن الرؤية العراقية. وهذا الأمر يمكن استخلاصه ايضا من اقتصار تمثيل قطر في القمة على مندوبها في الجامعة العربية.

دمشق: من يدعو للحوار

لا يسلح "الإرهابيين"

وأمس علّقت صحيفة "تشرين" السورية على نتائج القمة العربية فقالت: "إن المواطن السوري كان يتمنى لو أن الموقف العربي من أزمة بلاده وسبل حلها كان مشابهاً لموقف دول مجموعة "بريكس"، التي حدد قادتها في اجتماعهم أمس أربعة مبادئ رئيسية لحل الأزمة السورية: دعم مهمة أنان، رفض التدخل الخارجي في شؤون سورية الداخلية، اعتماد الحوار سبيلاً وحيداً لحل الأزمة، ووضع حد لإرهاب المجموعات المسلحة".

ولفتت الصحيفة الى ان "من يدعم الحوار لا يدعو الى تسليح من يعتبرهم معارضة لزيادة بقعة الدماء السورية المراقة بأموال وكذب بعض أنظمة الخليج، ومن يرفض التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية السورية لا يهرع إلى مجلس الأمن لاستصدار قرار يجيز هذا التدخل بأشكاله كافة".

واعتبرت ان "القمة العربية خرجت بمقررات ليست سوى امتداد لسياسة الأنظمة، التي اختطفت منذ أكثر من عام مؤسسة الجامعة العربية، والمستندة في تعاملها مع الأزمة السورية إلى إباحة التدخل العسكري الأجنبي ودفع البلاد نحو حرب أهلية تنهكها وتنهي مشروعها القومي الذي يرعب الممالك والإمارات الصغيرة، ولذلك كان الموقف السوري الحازم والواضح بأنه لن يتم التعامل مع أي مبادرة عربية تناقش وتقر في ظل غياب سورية".

.. وحقد سعودي

ولوحظ في هذا الاطار، ان وسائل الإعلام السعودية المحسوبة كلها أصلا على النظام هاجمت نتائج القمة العربية. كما ادعت صحيفة "الوطن" السعودية ان اقرار القمة حول سورية كان دون المأمول" ووصلت الصحيفة الى حدود مهاجمة العراق لانه لا يتبنى سياسة التآمر على سورية.

كذلك، فعلت صحيفة "عكاظ" حيث دافعت عما يسمى "المعارضة السورية" وإرهابها ضد المدنيين ووجهت حقدها ضد القيادة السورية.

أنان سيزور طهران

في هذا الوقت، أعلنت وكالة "رويترز" ان أنان سيزور طهران بشأن تطبيق خطته من دون تحديد موعد لذلك.

وطالب المتحدث باسم أنان احمد فوزي الحكومة السورية "بتطبيق خطة أنان" وقال نتوقع تنفيذ الخطة على الفور بوضوح"، اضاف: "عمليات القتل والانتهاكات يجب ان تتوقف الآن".

وفي سياق متصل، قال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو، ان «وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه أجرى مكالمة هاتفية مع أنان، أبلغه خلالها «دعم فرنسا لاتخاذ الإجراءات الفورية لتنفيذ الخطة بما فيها إنسحاب الجيش السوري وأسلحته الثقيلة من المدن.

الصين تدعو «المعارضة» لقبول خطة أنان

ودعا المتحدث باسم الخارجية الصينية ما يسمى «المعارضة السورية» للرد على خطة أنان بأسرع ما يمكن» وقال: الصين ترحب بالرد الايجابي من الحكومة السورية على الخطة داعياً الجهات المعنية في المجتمع الدولي لدعم مهمة المبعوث الدولي.

عبد الله وكلينتون!

وفي سياق آخر، اجتمع الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز مع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أمس وجرى البحث في الأوضاع الإقليمية، خصوصاً في سورية.

وذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية «واس» أن عبد الله وكلينتون بحثا تطورات الأوضاع في سورية، بالإضافة إلى استعراض ما ستقوم به الولايات المتحدة من جهود لوقف حمام الدم هناك».

… وإجراءات أميركية!

وفي الإطار ذاته، ادعى مسؤول في البيت الأبيض أن نظام الرئيس الأسد يختنق مالياً زاعماً أن المسار الذي اتخذه غير قابل للاستمرار وأيامه في الحكومة معدودة!!.

من ناحيته، واصل وكيل وزارة الخزانة الأميركي لمكافحة الارهاب والمخابرات المالية ديفيد كوهين، اليهودي الأصل والمعروف بمناصرته لـ«إسرائيل» تهديدات ضد كل من يقف مع

سورية، زاعماً أن الولايات المتحدة والمجتمع الدولي سيحاسبان أولئك الذين يقفون مع نظام الرئيس الأسد.

كذلك أعلنت وزارة الخزانة الأميركية أنها فرضت عقوبات على ثلاثة مسؤولين في الحكومة السورية لدورهم في ما زعمته «دعم العنف ضد المواطنين ومنعت الأميركيين من التعامل معهم، وهم وزير الدفاع داوود راجحة ونائب رئيس أركان الجيش منير أدانوف ومدير الأمن الرئاسي زهير شاليش».

وفي السياق ذاته، انضمت كوريا الجنوبية إلى الملف الغربي في دعم ما يسمى المعارضة، فأعلنت عن تقديم ما وصفته «مساعدات انسانية بقيمة مليون دولار للمعارضة السورية».

مؤتمر فاشل في اسطنبول؟

وإلى ذلك، يعقد في اسطنبول يوم غد مؤتمر ما يسمى «أصدقاء سورية» بمشاركة مسؤولين عرب، خاصةً من دول الخليج، ومسؤولين غربيين وبعض الجهات السورية التي تحركها الإدارة الأميركية، لكن المتحدث باسم المفوضية للشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاترين أشتون أعلن أنها لن تشارك في المؤتمر وأنها سترسل من ينوب عنها».

ولكن مصادر مراقبة زعمت فشل الاجتماع المذكور نظراً للخلافات بين ما يسمى أطراف «المعارضة السورية» باستثناء بعض الدعم المالي لما يسمى «مجلس اسطنبول».
وفي الإطار ذاته، انتقد المجلس المذكور نتائج القمة العربية، داعياً إلى ما زعمه «وضع خطة في مجلس الجامعة العربية الداعية لتفويض صلاحيات الرئيس الأسد لتفويض نائبه موضع التنفيذ»!

وفي موازاة ذلك، عبرت مسيرات لما يسمى «المعارضة السورية» عن استيائها لمقررات القمة العربية التي «خذلت» توقعاتها، والتي لا يمكن أن تقدم لمشروعنا أي عنصر داعم، في الوقت الذي كنا ننتظر فيه بعض المقررات التي تلبي مطالبنا.

السابق
الحياة: 14 آذار أمام خطوات لمصالحة مستقليها ولإجابتهم عن مصير الإصلاحات
التالي
الشرق الأوسط: اشتباكات في دمشق.. والمعارضة تدعو الأسد لتسليم سلطاته للشرع