الاخبار: ميقاتي يتّهم: 26 مليون دولار عمولات البواخر

بقيت قضية الكهرباء ساطعة على المشهد الحكومي وسط رائحة عمولات بدأت تفوح من محركات الباخرتين اللتين رست عليهما مناقصة توليد الطاقة الأخيرة، على ذمة من يلتقون رئيس الحكومة

من جديد، يفرض رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إيقاعه على عمل مجلس الوزراء. في ملف استئجار بواخر الكهرباء، قبل به «مبدئياً»، لكنه وضع شروطاً لا تزال «تنقّز» بعض الوزراء من إمكان إطاحة الملف برمّته. لكن ميقاتي يؤكد امام جميع من يلتقيهم انه حصل على مراده المزدوج: الكهرباء والحفاظ على المال العام. وبعض من يتشاور معهم يضعون دافعاً واحداً للشروط التي فرضها على الملف، وهو «المعطيات الموجودة في حوزته، والتي تشير إلى وجود عمولات ستدفعها الشركتان اللتان رست عليهما المناقصة». وفي عدد من اللقاءات التي أجراها مع شخصيات رسمية وغير رسمية أخيراً، قال ميقاتي إنه يعرف أن «كل واحدة من الشركتين ستدفع عمولة قدرها 13 مليون دولار»، لقاء حصولها على عقد البواخر. لا يحدد ميقاتي، بحسب من التقوه، من سيتلقى هذه العمولة، لكن مقربين منه يشيرون إلى اثنين من الوزراء.

في المقابل، يرى وزراء متحالفون مع تكتل التغيير والإصلاح، لكن من غير المعجبين بأداء وزير الطاقة جبران باسيل أن العرض الذي قدمه الأخير لمشروع البواخر وتفاصيله في جلسة مجلس الوزراء أول من أمس كان «منطقياً إلى أبعد الحدود». ورأى هؤلاء في قبول باسيل شروط ميقاتي استعداداً من الأول للتحدي بهدف تبديد كل الشكوك التي يثيرها وسطيو مجلس الوزراء حول هذا الملف. كما يرى هؤلاء ان باسيل، ورغم كل الملاحظات على طريقة تعامله مع شركائه في المجلس، «يريد ان يأكل عنباً لا أن يقتل الناطور».
هذا ما يدور في الغرف المغلقة. أما علناً، فنفى ميقاتي في حديث إلى المؤسسة اللبنانية للإرسال ضمن برنامج «كلام الناس» أي كلام منه «عن الوزير باسيل الذي يتمتع بكل الكفاءة في وزارته، ووزير المال محمد الصفدي الذي هو صديق عزيز، بأنّهما شريكان في الشركتين التركية والأميركية اللتين رسا عليهما خيار استئجار الباخرة». وقال: «أنا والصفدي، وهو يسمح لي بأن أتكلم باسمه، لا يمكن ان نترك بعضنا، وما بيننا هو أكثر من حلف سياسي، ولم نصل ولا مرة إلى مرحلة الخلاف، لكن جسمنا لبيس».
وأشار إلى أن «سعر استئجار البواخر كان مضخّماً ومجلس الوزراء كله يتحفّظ على السعر، خصوصاً الوزيرين محمد فنيش وعلي خليل اللذين قالا لي إذا لم يكن السعر يرضيك فنحن نتحفظ عليه، لكننا نطلب اعطاء فترة زمنية محددة للمفاوضة، والسعر الذي يرضيك تعرضه على المجلس. واذا لم نصل للسعر الذي اريده فسنعود إلى مسألة المناقصة».
وأعلن أن التفاوض مع الشركات المشغّلة للبواخر سيبدأ الإثنين المقبل وبعد الأعياد قد تظهر النتائج، «وإذا لم نتوصّل إلى حل بالمفاوضات نتجه إلى طرح الموضوع على مناقصة عالمية جديدة».
وإذ أعلن انه يكنّ كل الاحترام للعماد ميشال عون ولوزرائه، أكد أنه يتعاطى مع كل ملف بملفه بكل تجرد، وقال: «أنا أجيّر إنجاز الكهرباء لباسيل اذا كان يريد ذلك».
وعن العرض الإيراني لتزويد لبنان بالطاقة أكد ميقاتي اننا «سنبحث كل العروض والذي يعطينا عرضاً أفضل مستعدون لقبوله»، موضحاً أن «العرض موجود عند وزير الطاقة فليطرحه على مجلس الوزراء، لكن يجب درس الموضوع من الناحية القانونية لكي نرى كيفية الدفع للإيرانيين على أن لا نعرض لبنان لعقوبات دولية».
وأكد أنه «خلال 3 اشهر سترى الناس كيف سيصير موضوع الخلوي»، معلناً دعمه للوزير نقولا صحناوي حتى النهاية في هذا الأمر، موضحاً أن مشكلة المدير العام لـ«أوجيرو» عبد المنعم يوسف «سياسية وليست في الوزارة، ولهذا أجرب أن أحلّها في السياسة».
جاهز للرجم
وأعلن ميقاتي أنه جاهز «للجلد في مجلس النواب وحتى للرجم»، متحدياً «أن يكون هناك سياسيون في لبنان علاقتهم مثل علاقتي مع (رئيس المجلس) نبيه بري».
وعن تعيين رئيس مجلس القضاء الأعلى، اوضح ميقاتي أن الآلية تنص على أن «يقوم رئيس مجلس الوزراء بالتشاور مع كل اعضاء الحكومة للتوصل إلى التوافق المطلوب، وبعدما قمت بهذا التشاور لم تمشِ الأمور». وأكد أنه سيتشاور مع مختلف القوى الحكومية بشأن تعيين المدعي العام التمييزي ومع رئيس الجمهورية. وأشار إلى ان «الترقيات الدبلوماسية ستصدر قريباً وهي باتت معي».
وإذ أوضح ميقاتي أن الجيش اللبناني يقوم بواجبه كاملاً ولديه كل التغطية السياسية، لفت إلى انه اطلع من استخبارات على الجيش «على بعض المعطيات بشأن الخلية الأصولية، فتبين لي صحة هذا الموضوع لكن ما نشر عنه كان مضخماً».
دعوة اللجان
نيابياً، دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري اللجان المشتركة الى جلسة في العاشرة والنصف قبل ظهرالخميس المقبل، وذلك لدرس اقتراح القانون المتعلق بقانون السير، اقتراح القانون الرامي الى إنشاء هيئة إدارة الكوارث، مشروع القانون المتعلق بالقواعد الفنية وإجراءات تقييم المطابقة.
الفاتيكان يُثني على الراعي
على صعيد آخر، تابع البطريرك الماروني بشارة الراعي زياراته الرعوية، وتوجه أمس إلى انقرة تلبية لدعوة رسمية من الحكومة التركية واستهل الزيارة بلقاء مع الرئيس التركي عبدالله غول.
وفي موقف يعبّر عن رأي الفاتيكان في مواقف الراعي التي أثارت جدلاً في اوساط مسيحيي «14 آذار»، أثنى السفير البابوي المونسنيور غابريالي كاتشا خلال استقباله الوزير السابق وديع الخازن على مواقف الراعي «الوطنية»، مؤكداً انها «تعزّز روح ميثاق العيش المشترك، فضلاً عن جولاته على الرعايا المارونية في لبنان وعالم الانتشار».
«التقدمي» يقاطع انتخابات «LAU»
على صعيد الانتخابات الجامعية، أعلنت «منظمة الشباب التقدمي» أنها تقاطع الانتخابات الطلابية في الجامعة اللبنانية الأميركية «LAU» المقررة اليوم، وذلك رفضاً للاصطفاف و«عدم ترجيح كفة فريق على فريق آخر».
إطلاق نار في فردان
أمنياً، وقع خلاف ليل امس بين مرافقي السفير الكويتي في بيروت وأحد العمال في مطعم في منطقة فردان ــ عين التينة. وقال مسؤولون أمنيون لبنانيون لـ«الأخبار» إن أحد مرافقي السفير ضرب عامل المطعم على رأسه بمسدس. ولما تجمّع عمال المطعم للدفاع عن زميلهم، حمل مرافق آخر رشاشاً حربياً وأطلق النار في الهواء، ما أدى إلى إصابة عدد من زبائن المطعم بالهلع، وأغمي على إحدى السيدات.

السابق
تكثيف الدوريات تحضيرا ليوم الارض
التالي
ميقاتي يُلاعب الجميع..