النهار: الجزيرة تستجيب طلب ساركوزي عدم بث شريط لجرائم تولوز

دعا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وعائلات ضحايا هجمات تولوز ومونتوبان وسائل الاعلام الى الامتناع عن بث شريط فيديو عن أعمال القتل التي ارتكبها محمد مراح في فرنسا، في طلب استجابت له قناة "الجزيرة" الفضائية القطرية.
وأفادت المحطة في بيان أنها "طبقاً للسلوك الأخلاقي، ونظراً إلى حقيقة كون أشرطة الفيديو لا تضيف اي معلومات، فإنها لن تبث محتوياتها". وأوضحت أن الاشرطة، وهي بعنوان "القاعدة تهاجم فرنسا"، أرسلت الى مكتبها في باريس، وقد سُلمت الى الشرطة الفرنسية. وأوضح مصدر في الشرطة أن مرسل الشريط الذي يحمل تاريخ الاربعاء الماضي في 21 آذار، ليس مراح، وقد يكون أرسل "من خارج تولوز". ويعمل المحققون على معرفة هوية المرسل.

وتصور اللقطات قتل مراح سبعة اشخاص بين 11 آذار و19 منه في تولوز ومونتوبان بجنوب غرب فرنسا. وفي الشريط "صور لمختلف عمليات القتل مع موسيقى وآيات قرآنية"، استناداً الى مصدر أمني.
وصرح مدير مكتب القناة في باريس زياد طروش بأن الشريط يعرض وجهة نظر القاتل، ويمكن "سماع أصوات الضحايا". وأشار إلى أن النيابة العامة في باريس لم تمنع المحطة من "ممارسة عملها". وأضاف: "نحن لسنا قناة إثارة. لا نتطلع إلى بث صور من دون حساب المخاطر والنتائج".
وكان قرار عدم بث الشريط اتخذ في اجتماع للإدارة في قطر.
وكان الرئيس الفرنسي، وعائلات الضحايا، طالبوا الثلثاء محطات التلفزيون بعدم بث أشرطة فيديو تظهر الجرائم السبع التي ارتكبها مراح. وقال ساركوزي: "أطلب من المسؤولين في جميع شبكات التلفزة عدم بث التسجيلات تحت اي ذريعة، احتراماً للضحايا واحتراماً للجمهورية"، مشيراً إلى أنها "صور دنيئة". وحض وكيل عائلة مدرس الدين جوناثان ساندلر الذي قتل مع ولديه وسائل الاعلام على عدم بث الصور "احتراماً لألم العائلة وحدادها"، ملوحاً باللجوء الى "الوسائل القضائية المتاحة لمنع أي بث".
والطلب نفسه صدر عن لطيفة بن زياتن، والدة احد الجنود الثلاثة الذين قتلهم مراح. وقالت: "ابني البالغ من العمر 30 سنة هو الذي قتل، ويريدون بث ذلك كأنه فيلم. لا اريد رؤية ذلك".
وكشف مصدر مقرب من التحقيق ان المحققين الفرنسيين يحاولون تحديد هوية "شخص ثالث" قد يكون شارك مع مراح وشقيقه عبدالقادر في سرقة الدراجة النارية التي استخدمها خلال جريمتي تولوز ومونتوبان. واتهم عبد القادر بالتواطؤ في عملية القتل وتشكيل عصابة اجرامية للإعداد لأعمال ارهابية، وأودع السجن منذ الأحد.

والد مراح
إلى ذلك، نددت السلطات الفرنسية بشدة الثلثاء بتهديدات والد مراح باقامة دعوى على فرنسا، معتبرة انها "وقحة".
وكان محمد بن علال مراح قال في مؤتمر صحافي إن "الدولة الفرنسية دولة عظمى، وتملك كل الوسائل التي تمكنها من اعتقاله حياً. سأوكل اكبر المحامين واشتغل ما تبقى من عمري لأدفع تكاليف القضية. سأقاضيها لأنها قتلت ابني".
ورد عليه وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه بانه "لو كنت والد هذا الوحش، لكنت لزمت الصمت من العار". ودافع عن إجراءات مكافحة الارهاب التي أعلن عنها ساركوزي. وقال: "صحيح أنه في قانوننا، يمكن ان تكون هناك ثغرات. على سبيل المثال الذهاب الى معسكر تدريب في افغانستان، هذا الأمر يخضع لسلطة القانون. في المقابل الذهاب الى مدرسة قرآنية او الدعوة إلى الجهاد ضد الغرب، أي الارهاب والقتل والحقد، ذلك لا يخضع لسلطة القانون، وهنا ثمة ثغرة ويجب معالجتها".
ورأى هنري غينو، مستشار الرئيس الفرنسي، ان ما عبّر عنه والد مراح "وقح".
وفي اجتماع عقده في قصر الإليزيه مع أعضاء القوة الخاصة والمحققين الذين شاركوا فى عملية محاصرة مراح في تولوز، قال ساركوزي إن موقف والد مراح "لن يمر دون عواقب"… أريد أن أذكر هذا الرجل أن ابنه صدّر جرائمه وحرص بفكره الشيطاني على بث الصور على أحدى القنوات التلفزيونية". ووصف مراح بأنه "قاتل سبعة أشخاص".
إلى ذلك، قال الوالد الموجود في الجزائر إن نجله سيوارى في الجزائر، وأنه يحمل جواز سفر جزائرياً، خلافا لما تردد من أنه غير مسجل في القنصلية الجزائرية في تولوز.
وذكر أن "آخر مرة سافر الى الجزائر كان في 2010، كان لديه جواز سفر جزائري كسائر ابنائي الخمسة الذين يحملون الجنسية المزدوجة".
وهو كان يتحدث من منزله في فرندة بولاية تيارت على مسافة 340 كيلومتراً جنوب غرب الجزائر. وروى أن "محمد كان شديد الارتباط بي منذ طفولته، وحتى بعدما طلقت والدته، كان دائما يفضل البقاء معي. أنا لا افهم ما الذي حصل بالضبط، فقد تابعت الأحداث مثلي مثل سائر العالم عبر التلفزيون". وأشار إلى أن نجله كان "شديد التعلق بالقرآن، ويواظب على الصلاة".

السابق
السفير: الحكومة تبحر في البواخر .. وترسو في المعامل!
التالي
الأسد في بابا عمرو.. رسائل للداخل والخارج بعد موقفه الايجابي من خطة أنان وعشية قمة بغداد