الانباء: لبنان بين حضور قمة بغداد ومقاطعة أصدقاء سورية

بين القمة العربية في بغداد غدا واجتماع أصدقاء سورية دون لبنان، نهاية الاسبوع الجاري شرعت المعارضة السورية، بحسب حلفائها في لبنان، وضع الخطوط العريضة للعهد الوطني العتيد بحديثها عن دولة المساواة المدنية.

وتزامن هذا التوجه مع اعلان كوفي انان عدم السماح باستمرار الأزمة السورية على هذا النحو، وانه لا يمكن لأي طرف ان يقاوم رياح التغيير، وتفاهم الرئيس الأميركي أوباما مع الرئيس الروسي مدفيديف على دعم خطة انان وانبثاق حكومة مشروعة واغلاق تركيا لسفارتها في دمشق.

الرئيس اللبناني ميشال سليمان يتوجه الى بغداد يوم غد الخميس للمشاركة في القمة العربية الدورية، ويعود الى بيروت في اليوم نفسه.

ويرافق سليمان وفد مصغر من المستشارين والإعلاميين، فضلا عن وزير الخارجية عدنان منصور الذي سبقه الى بغداد امس.

وإلى تركيا يتوجه البطريرك الماروني بشارة الراعي غدا في زيارة تستمر ثلاثة أيام، يلتقي خلالها عددا من المسؤولين الأتراك. النائب الأرمني في البرلمان اللبناني اغوب بقرادونيان تساءل عن مبرر زيارة الراعي الى تركيا، حيث لا كنائس مارونية ولا ابرشيات مارونية، كما في البلدان الأخرى التي زارها!

حكوميا، جدد رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع انتقاده الوضع الحكومي ولاسيما أزمة الكهرباء المستفحلة معتبرا ان محاولة تكتل التغيير والاصلاح في موضوع الكهرباء تقوم على اما السير بما نريد واما لا كهرباء في لبنان. وعن مواقف البطريرك الراعي قال جعجع ان كلامه السياسي لا يعبر عن تطلعات القوات اللبنانية.

في هذا الوقت استمر الجدل اللبناني حول الأحداث السورية، وانعكاساتها على لبنان وآخرها الخلاف الحاد الذي واكب صياغة البيان الختامي للقمة الروحية في بكركي.

وفي هذا الإطار، دعا النائب اللبناني مروان حمادة العضو البارز في قوى 14 آذار الدول الكبرى المهتمة بالشأن السوري الى المساعدة على بناء حكم مدني تعددي، كما طالبت المعارضة السورية، لا ان تفرض أحادية من مذهب على الشعب السوري كله، او من قسم من اللبنانيين يمثل 25 او 30% على كل اللبنانيين.

وقال حمادة: نريد ان يكون المسيحي شريكا حقيقيا للمسلم، ومن ضمن المناصفة السياسية في السلطة، والشيعي شريكا حقيقيا وليس فارضا للحكومة بقوة السلاح. واعتبر حمادة ان تيار المستقبل لايزال التيار الغالب في الساحة السنية في لبنان وهو متحالف مع الجماعة الاسلامية التي لا تؤمن بالسلاح.

وتوقف حمادة في حديث لقناة «المستقبل» امام الموقف المميز لشيخ عقل الطائفة الدرزية نعيم حسن خلال اللقاء الروحي في بكركي وقال: دون شك هناك مصلحة درزية في لبنان وسورية وفي العالم العربي والاسلامي بان نعبر عن رغبتنا في ان يكون هناك حل سياسي في سورية، بان تتوقف المجزرة وان تعتمد خطة الجامعة العربية التي اعتمدتها الأمم المتحدة عبر البيان الرئاسي لمجلس الامن، والذي اخذ عليها كوفي انان موافقة موسكو ولاحقا بكين. واضاف: هذا الموقف ليس درزيا وحسب انه موقف اغلبية سورية والعرب والعالم وقال الدروز في سورية ليسوا جزءا من التركيبة الحاكمة اليوم، ولا كلمة لهم في الوضع السوري، لقد الفوا من المعادلة السورية منذ فترة طويلة وليست اي استقبالات تنظمها مخابرات النظام في اي بلدة سورية معينة تعبر عن الموقف الدرزي، الموقف الدرزي هو ما عبر عنه شيخ العقل خلال لقاء بكركي. وكرر حمادة قوله له ان الدروز لا يقبلون ان يصنفوا حراس حدود عند اسرائيل ولا شبيحة عند آل الأسد فنحن وطنيون وقوميون عرب، ونحن في اساس بناء الجمهورية العربية السورية، ودعا الى اسقاط نجاح الاجرام في سورية، واعتبر موقف قيادة الجيش من النازحين السوريين معقولا، لكن حول قصة الخلية التكفيرية قال: حتى الان لم يحسم قضائيا ما اذا كانت موجودة وغير موجودة، وهنا لا استطيع الجزم لا في هذا الاتجاه ولا ذاك وانا لا اريد من اي جهاز لبناني ان يشارك في الدعاية القائلة ان التكفيريين اجتاحوا المنطقة العربية، وهم الآن بصدد اجتياح لبنان.

السابق
الشرق: مشروع قرار القمة: حوار وطني جاد في سوريا
التالي
الاخبار: الحكومة تبدأ بالاهتزاز اليوم