الأسد في بابا عمرو.. رسائل للداخل والخارج بعد موقفه الايجابي من خطة أنان وعشية قمة بغداد

في خطوة مفاجئة، قام الرئيس السوري بشار الأسد، أمس، بزيارة استمرت ساعتين تقريبا لحي بابا عمرو مركز الاشتباكات التي حصلت بين الجيش السوري ومسلحين واستغرقت عشرين يوما، وذلك بعد أكثر من أسبوع على سيطرة القوات السورية عليه تماما. وقاال الرئيس السوري بشّار الأسد، امس، ان الدولة لم تتأخر في أداء واجبها في حماية مواطنيها، مشيراً الى أنه كان لابد من العمل لاستعادة الأمن والأمان وفرض سلطة القانون

ونقلت "وكالة الأنباء السورية الرسمية" (سانا) عن الأسد قوله خلال جولة تفقدية له في حي بابا عمرو المدمّر في محافظة حمص الذي شهد احداثا دامية تسببت في سقوط مئات القتلى، ان "الدولة لم تتأخر في أداء واجبها في حماية مواطنيها لكنها منحت هؤلاء الذين حادوا عن جادة الصواب أقصى قدر ممكن من الفرص للعودة الى وطنيتهم وإلقاء أسلحتهم الا أنهم رفضوا تلقف هذه الفرص وزادوا في ارهابهم فكان لابد من العمل لاستعادة الأمن والأمان وفرض سلطة القانون".
وأضاف أن "الظروف الاستثنائية التي شهدتها حمص عموما وبابا عمرو خصوصا، تتطلب تضافر جهود المحافظة وأعضاء مجلس مدينة حمص مع أهالي المدينة والعمل في شكل استثنائي لجهة مضاعفة العمل والسرعة في التنفيذ".

من جهة ثانية، أعلن متحدث باسم مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي أنان أمس أن الحكومة السورية وافقت على خطة أنان، واعتبر هذا القرار "مرحلة أولية مهمة " لوضع حد لأعمال العنف، مشيرا إلى أن الأهم من الموافقة هو التطبيق الفعلي للخطة.. وشدد على أن "التنفيذ رئيسي، ليس فقط للشعب السوري، العالق في وسط هذه المأساة، ولكن أيضاً للمنطقة والمجتمع الدولي بأسره".
وكان أنان أوضح عقب اجتماع مع رئيس الوزراء الصيني ون جيا باو في بيجينغ: " تلقيت ردا من الحكومة السورية، وهو رد ايجابي ونأمل أن نعمل معها لترجمته إلى فعل". وذكَر ان النقاط الست لخطته تتناول " مناقشات سياسية وسحب الاسلحة الثقيلة والقوات من المراكز السكنية والسماح للمساعدات الانسانية بالدخول من دون معوقات وإطلاق السجناء والسماح بحرية حركة ودخول وخروج الصحافيين ".
في المقابل، لقي القبول السوري للخطة ترحيباً غربياً حذراً اقترن بمطالبة الرئيس السوري بشار الاسد بأن يقرن الاقوال بالافعال.
علق الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف قائلا: أن مهمة أنان هي الفرصة الأخيرة لتجنب حرب أهلية في سورية.
ورأى أن "رحيل الرئيس السوري بشار الأسد لن يحل الأزمة السورية"، مشيراً إلى أن "الشعب السوري هو فقط من يحدد مصير سورية لا قادة الدول الأجنبية".

وسط هذه التطورات الإيجابية في سورية، تتجه الأنظار إلى بغداد حيث ستلتئم القمة العربية يوم غد الخميس لبحث الملفات العربية الساخنة وبينها الوضع في سورية.

السابق
النهار: الجزيرة تستجيب طلب ساركوزي عدم بث شريط لجرائم تولوز
التالي
مغشوشة يا لافروف