ارادة الساحات أبقى من بنادق الجيش

لفت نظري على شاشة التلفاز وخاصة على شاشة قناة المنار التابعة لحزب الله هذا الشعار " ارادة الساحات أبقى من بنادق الجيش " الذي هو عنوان لمعرض فوتوغرافي عن واقع أزمة البحرين والذي يجسد بطبيعة الحال واقع ثورات الربيع العربي .
شعار جميل ومعبر لاحتفال خطابي تكلله كلمات تصطحبها مشاعر جياشة عن حالات اضطهاد وقمع وتنكيل وكبت للحريات وترافقها اناشيد حماسية تدغدغ المشاعر وترسم كلماتها مشاهد انتهاك الحرمات والمساجد وقتل الاطفال والشيوخ واغتصاب النساء وتدمير البلاد واستعباد العباد ، كلمات كادت ان تجعلني لبرهة من الزمن أن اغوص في اعماق الخيال لولا انني نظرت فجأة الى شعار القناة فرأيتها المنار ، ولماذا تفاجأت وصدمت عندما عرفت ان هذه القناة هي المنار لأن من يريد ان يتكلم عن الحق والاضطهاد ويرسم صور الذل والهوان للشعوب العربية المقهورة ويطلب العدل والمساواة لها يجب ان يرى كل الحقيقة وينظر الى حقوق الشعوب سواسية و من هذه الشعوب الشعب السوري.
فالشعب البحريني ربما منتقص في حقوقه وفي حرياته ومن حقه الطبيعي والانساني ان يطالب بحريات افضل وحقوق افضل ومساواة افضل ، ومن المعروف ان النظام في البحرين سمع صوت الشعب فسارع الملك وأنشأ لجنة دولية لتقصي الحقائق ورفع تقارير عن الوضع القائم وقام ببعض الاصلاحات ونحن لا ندافع عنه وربما هنالك بعض المسؤولين الامنيين استعملوا القوة والعنف ضد المتظاهرين ويجب ان يحاكموا لكي تتم معالجة الاخطاء التي حصلت ولا تتفاقم الازمة .
بالعودة الى موضوعنا والذي هو ازدواجية المعايير من قبل الخط الذي تمثله هذه القناة والتي ترى ما يحصل في البحرين وتتكلم عنه وتثير الدنيا ولا تقعدها وفي نفس الوقت لا ترى ما يحصل في سوريا الا مجرد مؤامرة قام بها شعب على نظام شعب توصفه بانه جماعات ارهابية مسلحة شعب متآمر مع الغرب على نظام الممانعة والمقاومة عن أي مقاومة يتكلمون مقاومة الظالم للمظلوم ، مقاومة الراعي للرعية، مقاومة الحاكم لشعبه ، مقاومة نظام لشعبه من اجل عدم تحرير أرضه الجولان مغتصب ومحتل والنظام يقف حارسا لحماية المحتل ، عجبا بهذه القناة التي لا ترى آلاف الشهداء من الشعب السوري يقتلون برصاص شبيحة هذا النظام ، مساجد تهدم فوق رؤوس المصلين ، مدن تدك بأعتى آلات التدمير ، جيش يدمر بلده ويقتل شعبه فماذا نقول ؟ كيف لنا ان نصدق هكذا اعلام ؟ يشوه الحقائق وينصر الظالم على المظلوم ويسوق له ويدافع عنه .
جراء موقف حزب الله وما يمثله من الازمة في سورية والذي عبر عنه بالوقوف الى جانب الظالم ضد المظلوم والنظام ضد الشعب والباطل في وجه الحق انما عبر عن كونه فصيل تابع لمحور معين وله مصالح خاصة تتخطى سمات المقاومة والادعاءات والشعارات التي يطلقها ولكن فعلا تبقى ارادة كل الساحات العربية أبقى من كل بنادق الجيوش حتى لو كانت بنادق شبيحة نظام الاسد .

السابق
الانتخابات المصرية واعتزام بعض من الإخوان على الترشح
التالي
الغرب يحث مصر على اعطاء مخرج آمن للمجلس العسكري