الثورة على الطريق الصحيح

حفلت عطلة نهاية الاسبوع بحدثين بارزين، على الصعيد السوري، لا يمكن تجاهلهما، بل يجدر التوقف عندهما نظراً لما يمكن أن يترتّب عليهما في المستقبل القريب الآتي.

بداية: قرار المعارضة بتوحيد صفوفها. إنّ هذا القرار، الذي وضع موضع التنفيذ الفوري، كان ولا يزال مطلب جميع الغيارى الحرصاء على الثورة، وداعمي الثوار، والباحثين عن الأمان والطمأنينة للشعب السوري بأطيافه كافة، إضافة الى أنّه يتعذّر مجابهة نظام القتل والإبادة بصفوف مفكّكة.

أما الحدث الثاني فكان البيان الذي أصدرته جماعة الاخوان المسلمين السوريين والذي كشف عن وجه حضاري وإنساني وفكر تطوّري للاخوان، وجاء جواباً على تمسّك واشنطن باستمرار النظام لتعذّر ايجاد بديل له… وقد لفتتنا عناصر البيان كلها، ونشير منها الى النقط الآتية:

1- اعتماد الاخوان التقويم الغربي… وهذه رسالة واضحة الى الغرب حول فصل الدين عن السياسة.

2- الالتزام بالتعدّدية في المجتمع السوري الواحد… أي وطن متعدّد مسلم ومسيحي لدرجة أنّ لا مانع من أن يصل الى رئاسة الجمهورية رئيس مسيحي. وهذا يستعيد كم أنّ سوريا كانت سبّاقة في هذا المضمار منذ أن أوكلت رئاسة حكومتها الى المسيحي (اللبناني من الكفير) فارس الخوري الذي قاد مفاوضات الاستقلال والجلاء بمهارة وحنكة ودراية ووطنية صلبة وقومية عربية ثابتة.

3- المناداة بالحرية بمفاهيمها كافة: حرية التعبير، حرية الرأي، حرية المعتقد، حرية الإعلام، حرية الانتخابات ترشحاً واقتراعاً…

4- الانتخابات النزيهة الحرة فيقرّر الشعب ماذا يريد ومَن يريد أن يمثله في المجلس النيابي ويتولى شؤونه في السلطة التنفيذية.

5- تداول السلطة… وهذا أهم بند في تقديرنا لأنّه المدخل الى البنود الواردة أعلاه كلها. ويزداد أهمية في البلدان العربية بعدما خلّد الحكام أنفسهم على الكراسي ما طالت بهم الحياة!

إنهما حدثان بارزان يحملان الكثير من الأمل لكل من يثق بأنّ الشعب السوري منتصر لا محالة في تحقيق أهدافه المشروعة.

السابق
اضراب الحكومة عن العمل!
التالي
14 اذار مشروع مذهبي بقفازات مدنية