أنان تلقّى رداً سورياً رسمياً على خطته.. وضغوط روسية ودولية ليستجب الاسد وينفذ

تلقى المبعوث المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي أنان رداً سورياً رسمياً على خطته لحل الأزمة، فيما يستعد للتوجه من روسيا الى الصين سعياً الى دعم بيجينغ للنقاط الست التي اقترحها لايجاد حل سياسي في سوريا بعدما كان حصل على دعم الرئيسين الاميركي باراك أوباما والروسي دميتري ميدفيديف اللذين التقيا أمس على هامش قمة نووية في سيول.

وأفاد الناطق باسم أنان، أحمد فوزي، في بيان بجنيف أن "الحكومة السورية ردت رسمياً على خطة المبعوث الخاص المشترك الى سوريا المكونة من ست نقاط، كما أيدها مجلس الأمن. يدرس أنان الرد وسيرد عليه قريباً جداً".
وبعد ثلاثة أيام من المحادثات في موسكو التقى خلالها ميدفيديف ووزير الخارجية سيرغي لافروف رأى أنان أن على السوريين ان يقرروا ما اذا كان على الأسد ترك الحكم. وقال: "ان القرار في استقالة الأسد يعود الى السوريين… من المهم في هذا الوقت العمل على ان يجلس جميع السوريين الى طاولة المفاوضات".
ولم يشأ تحديد جدول زمني لعملية التسوية قائلاً: "في رأيي انه ليس منطقيا السعي الى تحديد مهل يتفق خلالها أطراف النزاع". وأوضح أنه "من النقاشات التي أجريناها مع السلطات السورية، لم نستثن احتمال ارسال قوة مراقبة تابعة للأمم المتحدة للتأكد من ان الاطراف يحترمون الالتزامات التي سيتعهدونها".

ومن يتابع تدرّج المواقف الروسية من الأزمة السورية لا يحتاج إلى عناء كبير ليكتشف أنّ موسكو انتقلت من مرحلة استخدام "الفيتو"، لمنع تغيير النظام السوري، إلى مرحلة ممارسة زيادة الضغط، لتغيير سلوك هذا النظام الذي طالما اعتُبر حليفاً لها.

ويتجلّى هذا التدرّج في تطوّر الموقف الروسي في:

1 – إعلان وزير الخارجية سيرغي لافروف الأكثر دفاعاً عن دمشق، في جلسة استجواب في مجلس الدوما الروسي، أنّ الرئيس بشار الأسد تأخّر كثيراً في تطبيق الإصلاحات، و"للأسف كلّ نصائحنا لم تطبّق حتى الآن في الوقت اللازم".

2 – اعتبار مصدر رسمي في الكرملين "أنّ وضع الأسد صعب. ولا أعرف ما إذا توافرت له فرصة البقاء، أو لا، لكن أعتقد أنّ الرأي السائد هو أن لا أحد يتكهّن ببقائه في السلطة لعقود".

3 – كلام الرئيس ديمتري مدفيديف بعد اجتماعه مع كوفي أنان مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا، عن أنّ مهمّة أنان قد تكون "فرصة أخيرة لتجنّب حرب أهلية دموية وطويلة".

وقد بدأت موسكو تضغط على الأسد في محاولة لإنجاح مساعي أنان، لكنها لم تتخلّ عنه بعد. فقد زار عدد من المسؤولين الأوروبيّين العاصمة الروسية في الأسابيع الماضية ليقترحوا أفكاراً متعدّدة، منها إحالة ملف الرئيس السوري إلى المحكمة الجنائية الدولية بعد سقوط أكثر من عشرة آلاف قتيل في سوريا، لكن الكرملين رفض هذه الفكرة في المرحلة الراهنة.
وكانت القيادة الروسية طلبت حذف البند الذي يحدّد مهمّة أنان بأسبوعين في مشروع البيان الرئاسي الذي اعتمده مجلس الأمن وينصّ على اتخاذ خطوات لاحقة ضدّ النظام، ما لم يتمّ التوصّل إلى هدنة خلالها
.
 هل تؤدي الضغوط على الرئيس الأسد إلى نتيجة؟ من يتابع المتغيرات يرى ان إنّ الرئيس الأسد لا يملك فرض حوار وكذلك مسألة الحسم العسكري ليست بهذه السهولة.

من هنا، يبدو أنّ مهمّة أنان محكوم عليها بأن تلقى مصير بعثة المراقبين العرب، لأنّ أطراف المعارضة عاجزون عن إنتاج حلّ سياسي، ويتطلّعون إلى موجة جديدة من المواجهات المسلّحة

السابق
من يضبط الأرض في يوم الأرض؟
التالي
المشكلة في العراق وليست في القمة العربية