البناء: مدفيديف وأوباما يدعمان تحرك أنان ودمشق تقدّم مقترحاتها على خطته

حتى كوفي أنان ربما خرج أمس عن طور مهمته الدبلوماسية، فتوجه إلى السعودية وقطر بضرورة مساعدته في إنجاح مهمته في سورية، وكاد أن يقول لحمد والفيصل: أوقفوا أموالكم وسلاحكم ومرتزقتكم عن التسلل إلى سورية كي تنجح مهمتي فيها، في وقت توجه فيه المبعوث الدولي إلى بكين بعد انتهاء محادثاته في موسكو، وفي الوقت الذي دعا فيه الرئيس الروسي مدفيديف الرئيس أوباما خلال قمتهما في سيول إلى ما يشبه قول أنان للسعودية وقطر، بأن تساعد أميركا روسيا في عدم التسبب بمشكلات كبيرة في سورية، خاصة، أن مصادر موثوقة في المعارضة السورية اعترفت أمس بوجود مسلحين أحدهما بريطاني والثاني فرنسي بين مجموعة المسلحين الذين أحبطت وحدات الجيش السوري فجر أمس عملية تسللهم إلى الداخل السوري من الحدود التركية !

فمن سيول، أعلن الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف أنه ونظيره الأميركي باراك أوباما يدعمان مهمة مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية كوفي أنان، داعياً إلى ضرورة أن تعمل موسكو وواشنطن معاً بشكل لا يخلق مشاكل كبيرة في سورية.

واعتبر مدفيديف في تصريحات بعد لقائه أوباما في سيول أمس على هامش القمة الدولية الثانية للأمن النووي أن هذه المهمة تشكل طريقاً للوصول إلى النقطة الأولى للتهدئة في سورية وتمهيد الطريق للاتصالات بين مختلف القوى الاجتماعية الموجودة في سورية، مؤكداً أنه سيتم تقديم كل الدعم لمهمة أنان.

ولفت الرئيس الروسي إلى ضرورة اختتام مهمة أنان بحوار كامل الأبعاد بين السلطات السورية وجميع المجموعات الموجودة في سورية، مذكراً بلقائه المبعوث الخاص للأمم المتحدة في موسكو أمس

وأوضح مدفيديف أن مباحثاته مع أوباما تناولت أيضاً الوضع في الشرق الأوسط وبرنامجي إيران وكوريا الديمقراطية النوويين.

وفي موازاة ذلك، وقبيل مغادرته موسكو إلى بكين دعا كوفي أنان المبعوث الخاص للامم المتحدة والجامعة العربية لشؤون سورية في ختام زيارته موسكو أمس المملكة العربية السعودية وقطر الى دعم مهمته في سورية. وشدد على ضرورة ان تحترم جميع الأطراف عملية السلام في تلك البلاد.

وقال أنان في مؤتمر صحافي له عقد في ختام زيارته إلى موسكو: "في الشرق الاوسط هناك كثير من النزاعات التي تمس حياة الناس. ويجب احترام القانون الدولي لدى تسوية هذ النزاعات". واضاف: "اتوقع ان يدعم المجتمع الدولي بأسره عملية السلام" في سورية.

ورداً على سؤال حول مواعيد التسوية قال المبعوث ان "الوضع في سورية يتطلب حلاً عاجلاً، إلا انه لا يجب تحديد اية مواعيد".

وذكر ان الاتفاق على ارسال بعثة المراقبين الأممية الى سورية سيتم في وقت قريب. واضاف قوله: "يجب السماح للمراقبين بالدخول. وينبغي على جميع الاطراف ان تحترم مهمتهم وتظهر السعي للجلوس الى طاولة المفاوضات".

هذا وأعرب أنان عن رضاه بشأن نتائج زيارته إلى موسكو التي التقى خلالها مع الرئيس الروسي دميتري مدفيديف يوم الاحد الماضي. ويغادر المبعوث الاممي موسكو متوجها الى الصين لمواصلة الجهود الدبلوماسية لتسوية الازمة في سورية.

وفي بكين، قال هونغ لي المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية أمس إن الصين ستواصل العمل مع كل الأطراف وستلعب دوراً نشطاً وبناء في التوصل إلى حل سلمي وملائم للقضية السورية.

ونقلت وكالة الانباء الصينية شينخوا عن هونغ قوله في مؤتمر صحافي، إن حل القضية السورية يتطلب مشاركة وحواراً بين الاطراف الرئيسية وينبغي على المجتمع الدولي توفير الظروف الملائمة لذلك.

وأوضح أن الاجراءات التي اتخذها المجتمع الدولي بالنسبة إلى سورية ينبغي أن تساعد في تخفيف الوضع هناك وتعزيز الحوار السياسي وحل الخلافات والحفاظ على السلام والاستقرار في الشرق الأوسط.

وأشار المتحدث إلى أنه في ظل الوضع الحالي لم تدرس الصين حضور (اجتماع أصدقاء سورية) الثاني المقرر انعقاده في اسطنبول في نيسان المقبل.

محلياً، قدم مجلس الشعب السوري أمس التماساً الى الرئيس بشار الأسد لتأجيل موعد الانتخابات التشريعية المقرر اجراؤها في 7 ايار المقبل الى موعد لاحق حتى يتم ترسيخ الاصلاحات الشاملة.

وذكرت وكالة "سانا" ان المجلس قدم التماسه خلال جلسته التي عقدها أمس برئاسة محمود الأبرش رئيس المجلس "ليتسنى ترسيخ الإصلاحات الشاملة وانتظار مقررات الحوار الوطني الشامل وتمكين الأحزاب المرخصة في ضوء قانون الأحزاب الجديد من القيام بدورها الوطني من أجل انتخابات ديمقراطية وفقاً للدستور الجديد".

على صعيد آخر، شيعت من مستشفيي تشرين العسكري في دمشق وزاهي أزرق في اللاذقية أمس إلى مثاويهم الأخيرة جثامين خمسة شهداء من عناصر الجيش وقوات حفظ النظام استهدفتهم المجموعات الإرهابية المسلحة في محافظتي درعا وحماه.

أمنياً، أحبطت الجهات المختصة أمس محاولة تسلل مجموعة إرهابية مسلحة من الأراضي التركية إلى الأراضي السورية ما بين بلدة دركوش مقابل قرية الغزالة الحدودية ومدينة سلقين في ريف إدلب وأسفر الاشتباك عن مقتل عدد من الإرهابيين وإصابة آخرين بينما لاذ باقي أفراد المجموعة الإرهابية بالفرار إلى داخل الاراضي التركية.

كما قامت طواقم طبية من الجانب التركي بنقل القتلى والمصابين من المجموعة الإرهابية إلى الأراضي التركية وتقديم الإسعافات الطبية لهم.

ونقل مراسل سانا عن مصدر مطلع في المحافظة قوله إن الجهات المختصة صادرت ما بحوزة الإرهابيين من أسلحة متنوعة شملت بنادق وقناصات وقواذف آر بي جي وبنادق بمبكشن وأجهزة اتصال حديثة ومتفجرات وصواعق ودروع تركوها خلال فرارهم.

هذا وقد كشفت مصادر خاصة في إدلب أن شخصين أحدهما بريطاني والآخر فرنسي قد قتلا صباح أمس أثناء الاشتباك بين القوات السورية والإرهابيين الذين حاولوا التسلل من تركيا.

المصادر أكدت انه تم ضبط كميات كبيرة من الأسحلة كانت بحوزة الإرهابيين كما تم ضبط جوازات سفر عليها تأشيرات لعدد من الدول الخليجية إضافة لتركيا.

كما أشارت المصادر إلى أن الجيش السوري أحبط محاولة جديدة لتسلل مسلحين حاولوا العبور من تركيا عبر الجانودية هذه المرة، إذ تمت تصفية عدد منهم في حين فر الباقون إلى تركيا. الجهات المختصة تمكنت إثر اشتباك من تصفية 2 من أخطر الإرهابيين هما: محمد حاج قاسم وغيث جيرو في حين أصيب رائد حلاق.

وفي قرية الزعينية في جسر الشغور داهمت القوى الامنية وكرا لمسلحين حيث قبضت على عدد كبير منهم، في حين عثر على جثتي الشهيدين محمد الأعرج وتركي شباط من عناصر حفظ النظام كانا اختطفا قبل يومين، كما استشهد المجند محمد عليكو.

كذلك استهدفت مجموعة إرهابية مسلحة فجر أمس بعملية تخريبية خطاً لنقل المازوت من حمص إلى حماه بعبوة ناسفة في منطقة تل دو بريف حمص ما أدى إلى نشوب حريق في نقطة التفجير تمت السيطرة عليه من قبل الجهات المعنية.

وذكر مصدر في وزارة النفط أن قطر الخط المستهدف 20 انشاً، وأن شركة المحروقات قامت بإيقاف الضخ في الخط، وتقوم حالياً بالتنسيق مع الجهات المعنية بإصلاح الخط ووضعه بالخدمة من جديد.

وكانت مجموعة إرهابية مسلحة استهدفت في الخامس عشر من الشهر الماضي خطاً لنقل مادة المازوت الممتد من مصفاة حمص إلى خزانات النفط بعدرا في ريف دمشق عبر تفجيره بعبوة ناسفة في منطقة بين بابا عمرو والسلطانية في حمص ما أدى إلى حدوث انفجار واشتعال النار في الخط في نقطة التفجير

السابق
اللواء: الدولة تتآكل .. والإضرابات القطاعية تهدّد بشلّ المرافق
التالي
الاخبار: لحاق قطع الحساب بلا تسويات بجلسة مجلس الوزراء غداً