صيف بلا كهرباء!

قلائل هم المواطنون الخبراء في ملف الكهرباء والذين يمكن ان يعرفوا من هو المصيب ومن هو المخطىء في عملية معالجة ازمة الكهرباء المتوقعة في الصيف المقبل، والتي اقترح الوزير جبران باسيل ان يجري التعامل معها بخطة طوارىء من خلال استئجار بواخر لإنتاج الطاقة وتعويض النقص المتوقع.

والنقاش الدائر في الحكومة حول هذا الملف وموقف الجميع منه لا يعني المواطنين سوى انهم في النهاية يريدون ان تصل الكهرباء الى منازلهم اسوة يجميع بلدان العالم حتى تلك «المتخلفة» منها والفقيرة التي لا يصل دخل المواطن فيها الى ثمانين دولارا شهريا.
اللافت في اي نقاش حول امور معيشية وحياتية وخدماتية تخص المواطن ان الامور سرعان ما تتحول الى السياسة، ويصبح الامر اشبه بتسجيل نقاط لهذا الطرف على ذاك، وفي النهاية لا احد يدفع الثمن والفاتورة سوى المواطنين الذين عاشوا شتاء قارسا بمعدل تغذية كهربائية متعب وتقنين صارم، ويتحضرون لصيف قاس ايضا يبدو انه سيكون اسوأ من فصل الشتاء على مستوى التغذية اذا لم تقم الدولة والحكومة بمعالجات حقيقية تُخرِج الامر من دائرة الكلام الى الفعل والتنفيذ وتأمين التيار الكهربائي.

لا احد من المواطنين مهتم الان بمن هو المصيب ومن هو المخطىء، ولسان حالهم انهم يدفعون فواتير الكهرباء مضاعفة ولن يكون اي حل اسوأ مما كان عليه الامر في السنوات والاشهر الماضية. وهذه الحكومة المستقيلة من العمل السياسي عموما، والتي تمر الاحداث والملفات عليها كما تمر على «الغرباء» يكفي ان تؤمن معالجات طوارىء لما هو متوقع في الصيف وسيكون جميع اللبنانيين ممتنين لها ولجميع اطرافها ولن يدقق احد في من هو البطل الذي وفّر لهم خدمة يدفعون ثمنها في النهاية.

السابق
الانباء: النار السورية اقتربت من حدود لبنان: رصاص على المنازل وقنابل مضيئة ونزوح إلى الداخل
التالي
سورية بين المرغوب والممكن