الخوري: تطورات المنطقة حافز لتثبيت ركائز الاستقلال الثاني للبنان وتكريس قراره الحر

رأى رئيس الإتحاد الماروني العالمي سامي الخوري في بيان، "ان التطورات المتسارعة في منطقة الشرق الأوسط، تعتبر حافزا رئيسيا من أجل تثبيت ركائز الاستقلال الثاني للبنان، وتكريس قراره الحر السيد الذي كان ثمار جهود ثورة الأرز التي انطلقت قبل سبع سنوات".

واعتبر "ان الحادثة التي جرت في حرم الجامعة الأنطونية شكلت مثار قلق وإستهجان في الوقت ذاته، لما أظهرته من نوايا إستفزازية واضحة يقوم بها طرف معين في لبنان منذ فترة طويلة، وهي جاءت اليوم تحت ستار العبادة والصلاة، فمن البديهي القول إن تحدي الإطار الروحي للجامعة الأنطونية، وهي التي توفر منهاج التعليم الأكاديمي لجميع اللبنانيين من دون إستثناء، نتج عن قرارات مبيتة مسبقة ولا علاقة له مطلقا بتصميم هذا الفريق المعين من الطلاب على ممارسة شعائره في الإيمان والتقوى، فالجميع في لبنان متساو أمام القانون والواجبات، فطالما أن للجامعة الأنطونية قوانينها وقدسيتها، فلا يجوز مطلقا لأي كان خرقها تحت أي ذريعة".

واهاب "بالمؤسسات والرهبانيات المارونية التشدد في إطار إلتزام غير المسيحيين بقوانين هذه المؤسسات على قاعدة المعاملة بالمثل لا أكثر، لأنه لو إفترضنا في المقابل أن طلابا مسيحيون أرادوا الصلاة في احد الصروح التعليمية من غير دينهم، كانت ردة الفعل لتكون أقسى بكثير من التصرف والتدبير اللائق الذي اتخذته الجامعة الأنطونية".

اضاف: "إزاء ما يحصل ويتكرر عند كل محطة وإستحقاق، فإننا نحذر كل من يعنيهم الأمر من التعرض مجددا لحرمة المؤسسات المارونية التعليمية والدينية، ولن نسكت بعد اليوم، حيث أن كل الموارنة في العالم سيستنفرون للدفاع عن حق الموارنة في الوطن الأم، وبالوجود الحر الكريم السياسي والديني على حد سواء".

وتابع الخوري: "إننا في ظل هذه الأسس التي نشأ عليها لبنان، ومع تقديرنا واحترامنا لدور وموقع البطريركية المارونية في هذا الشرق وبكل محبة وتقدير لشخص البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي، نعتبر أنه لا يجوز مطلقا مقاربة ما يجري في المنطقة وفق مواقف تحليلية مبسطة، وهي التي يتخذها البعض من السياسيين ذريعة لبقاء واستمرار الأنظمة الأحادية الحالية في الحكم وكذلك لدعم وجودهم وخدمة لمصالحهم الآنية غير آبهين بمصير الوطن ومصلحة لبنان العليا".

وقال: "اننا نربأ بالبطريركية المارونية ونحرص عليها من بعض الجهات التي تحاول تصوير مواقف البطريرك وكأنها تصب في صالح هذا التوجه دون غيره، كما أننا نؤكد ومن موقعنا في رئاسة الإتحاد الماروني العالمي، وباسم كل موارنة الإنتشار في مختلف أنحاء العالم، على أهمية الحفاظ على الخط التاريخي للبطريركية في تجسيد مسيرة الكرسي الأنطاكي الماروني الدينية والوطنية والتاريخية، ونقول عن حق وإيمان إن مجد لبنان أعطي لبكركي وسيبقى هذا المجد شامخا من أجل إعلاء شأن الموارنة أينما كانوا، ودفاعا عن حق لبنان بكل مكوناته وبالوجود الحر الكريم والآمن لهذا الوطن".

وختم: "لا بد لنا من التأكيد أن جميع القادة المورانة من روحيين وسياسيين هم اليوم أمام مسؤولياتهم التاريخية في إبقاء لبنان بعيدا عن تقاطع المصالح الخارجية القريبة والبعيدة، لكي يبقى وطننا الأم وطنا أزليا وفريدا في منطقة الشرق الأوسط والعالم".

السابق
علينا الخروج الى المطاعم والمقاهي
التالي
الإجماع المبين