مهاجم تولوز فرنسي جزائري الأصل له صلات بتنظيم القاعدة

تسارعت الأنباء من مدينة تولوز الفرنسية وتضاربت. فجأة تمكنت الشرطة من كشف منفذ الهجمات المسلحة، وهو شاب مسلم جزائري الأصل له صلات بتنظيم "القاعدة". ونفت السلطات التي تحاصر مقره، اعتقاله، وذلك في أكبر عملية مطاردة في تاريخ البلاد منذ التسعينات من القرن الماضي.

حاصر نحو 300 شرطي، بعضهم يرتدي سترات مضادة للرصاص، مبنى مكوناً من أربع طبقات في حي لا كوت بافيه في تولوز حيث يتحصن المسلح الذي نفذ الهجوم على المدرسة. وهو مسلم يدعى محمد مراح (24 سنة).
ونفى وزير الداخلية الفرنسي كلود غيان تقارير إعلامية عن اعتقال مراح. وأفاد أن المهاجم فرنسي جزائري الأصل زار باكستان وأفغانستان. وأبلغ مفاوضيه من الشرطة أنه نفذ الهجوم على المدرسة اليهودية "أوتسار هاتوراه" انتقاماً لمقتل أولاد فلسطينيين، وبسبب مشاركة الجيش الفرنسي في الحرب في أفغانستان.

وأكدت السلطات الأفغانية أن مراح كان اعتقل في ولاية قندهار بجنوب أفغانستان عام 2007 بتهمة تصنيع قنابل، لكنه هرب بعد أشهر في عملية كبيرة لاقتحام سجن نفذتها حركة "طالبان".
وصرح المدعي فرنسوا مولان بأن الشرطة الأفغانية اعتقلت الشاب ثم سلمته الى الجيش الاميركي "الذي وضعه في الطائرة الاولى المتجهة الى فرنسا". وقال إن ذلك حصل خلال رحلة من اثنتين قام بهما الى افغانستان، لم يحدد تاريخهما. كما تلقى تدريباً في منطقة وزيرستان القبلية بباكستان. ودين شقيقه عبد القادر عام 2007 بالانتماء إلى شبكة أرسلت مقاتلين إلى العراق.
وأعلن مولان أن مراح أبلغ المتفاوضين معه من رجال الشرطة أنه كان يخطط لقتل جندي آخر ومسؤولَين آخرين في الشرطة، وتبنى اطلاق النار على ثلاثة مظليين الأسبوع الماضي، وعلى اربعة أشخاص عند المدرسة اليهودية الاثنين. وأقر بتلقيه التدريب على أيدي تنظيم "القاعدة" في افغانستان.

وأشار غيان إلى أن مراح الذي كان يخضع للمراقبة منذ الهجوم على مجموعة من الجنود الأسبوع الماضي، "لم يظهر ندماً، فقط أسف لأنه لم يكن لديه الوقت الكافي لقتل المزيد من الضحايا، وتبجح بأنه يريد تركيع فرنسا". وأضاف أنه عضو في جماعة إسلامية في فرنسا ليست متورطة في أي أعمال عنف. وهو له سجل جنائي في فرنسا. لكنه على ارتباط باشخاص ينتمون الى التيار السلفي الجهادي.
وكان مراح ارتكب هفوات أدت إلى اقتفاء أثره. فهو اتصل بالجندي الأول الذي هاجمه وقال له إنه يريد شراء دراجته النارية. واقتفى المحققون عنوان جهاز الكومبيوتر المتصل بالانترنت الذي استخدمه والذي يخص والدته.
وقال غيان: "عرفناه، ولهذا السبب كان يخضع للمراقبة لأنه سافر إلى أفغانستان وباكستان". وكان هاتفه وهواتف أفراد أسرته تحت المراقبة منذ الاثنين. وتحدث عن إلقاء مراح مسدساً من طراز "كولت 45"، وهو النوع الذي استخدم في تنفيذ الهجوم على المدرسة، من شرفة المبنى، في مقابل الحصول على هاتف محمول، لكنه بقي مسلحاً.
وقالت مصادر في وزارة الدفاع الفرنسية إنه حاول مرتين عام 2008 الالتحاق بالقوات المسلحة الفرنسية، لكن طلبه قوبل بالرفض.
وبعد 13 ساعة من المفاوضات، قال مسؤول فرنسي إن الشرطة جاهزة لاقتحام المبنى وبدأت اخلاء المنازل القريبة. وأفاد مصدر في الشرطة أن السلطات لن تسمح للحصار بأن يستمر إلى أجل غير مسمى. وكان ثلاثة من رجال الشرطة أصيبوا في تبادل للنار لدى محاولتهم توقيف الرجل.

وأعلنت مصادر أنها اجرت تفجيراً تحت السيطرة لسيارة المشتبه فيه التاسعة صباحاً بالتوقيت المحلي بعدما اكتشفت أنها محملة بالسلاح. وأشار مسؤولون الى توقيف صديقته وشقيقه.
وكان المحققون تلقوا بلاغاً من ورشة لإصلاح الدراجات النارية في تولوز طلب مراح منها تغيير لون دراجته، وهي من طراز ياماها.
ووصفته مجموعة من الشبان من الحي، بأنه رجل مهذب وله بنية تشبه بنية لاعبي كرة القدم وراكبي الدراجات النارية، ولم يكن يبدو عليه أنه متدين.

ساركوزي
وفي وقت سابق، قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في خطاب تلفزيوني مباشر إن "الإرهاب لن يتمكن من تفتيت وحدتنا الوطنية… فرنسا لا يمكن أن تكبر إلا عبر الوحدة الوطنية، فنحن ندين بذلك للضحايا التي اغتيلت بدم بارد، ونحن ندين بذلك لبلدنا". ودعا إلى عدم الاستسلام لـ"الإنتقام"، معرباً عن حرصه على لقاء ممثلي الديانتين الاسلامية واليهودية معاً لتأكيد التوحد في مواجهة الإرهاب.
وهو انتقل بعد الظهر إلى ثكنة بيرينيون في تولوز القريبة من المبنى الذي يتحصن فيه المشتبه فيه. والتقى رجال الشرطة المسؤولين عن العملية وممثلين للطائفتين.
وزار مستشفى رانغوي في تولوز حيث يعالج مظلي وتلميذ في المدرسة اليهودية اصيبا بجروح بالغة. وانتقل لاحقاً الى مونتوبان للمشاركة في مراسم دفن العسكريين الثلاثة الذين قتلوا في 11 آذار و15 منه. وحضر المراسم خمسة من المرشحين للرئاسة بينهم الاشتراكي فرنسوا هولاند، واليمينية المتطرفة لوبن مارين.
والمظليون القتلى مسلمون ذو أصل مغربي. وقال ساركوزي إن "العسكريين المستهدفين أبناء الشعب الفرنسي الذين يعملون على الدفاع عن البلاد".
وفي رام الله، ندد رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض بـ"المتاجرة باسم فلسطين" لتبرير اعمال "ارهابية".

السابق
أولاد مصابون بالسرطان احتفلوا بعيد الأم
التالي
خريس: المقاومة الحصن الاخير للسيادة الوطنية