من قال إن كل الثياب تحتها رجال؟!

رأيت ما أعاننا الله على مشاهدته في السراء والضراء، ابتلانا الله بالمرض وحمدناه وشكرناه ومن علينا بالشفاء… رأيت الظلم يقتحم محيطنا المسالم ورفضنا رد الظلم بالظلم على الرغم من أننا نستطيع الرد وبقسوة، الا اننا رفعنا الأيادي للمولى عز وجل طالبين منه رفع ظلم من ابتلانا بشره ولله الحمد شاهدنا العبر الآلهية ماثلة أمامنا.
إن أجمل ما في الحياة، أن تعلم أنك بسيط… جدا بسيط وضعيف، ولو أخذتك العزة بالاثم فإن الله يمهل ولا يهمل والصحة لا تدوم وأكثر ما أعجبني في هذه الحياة القول المأثور «إذا دعتك قدرتك على ظلم الناس فتذكر قدرة الله عليك»، وإنني أعجب ممن طاوع هوى نفسه وهو يعلم أن «النفس أمّارة بالسوء»!

في الايام القليلة الماضية وبينما كنت في المستشفى «مستلقيا على ظهري» مجبرا ولا خيار أمامي، وقد حمدت الله الذي سخّر لنا التكنولوجيا فأخذت أتابع الأخبار وأشاهد إخواننا من أهل السياسة التي لا تعرف للعدالة مفهوما واضحا حيث ان كل شيء مباح فيها ومن هو صديقك اليوم قد تضطرك المعطيات السياسية لتعامله كعدو ولو كان من أقرب الناس إليك… إنها السياسة التي دفعتنا لنتساءل: «من قال إن كل الثياب تحتها رجال؟» فمفهوم الرجولة ثابت في قوله تعالى، «من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا» والأحاديث كثيرة في هذا المقام ونأخذ ثلاثة للرسول صلى الله عليه وسلم للاستدلال: الأول «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، والرجل راع في أهله وهو مسؤول عن رعيته»، والحديث الثاني «إذا كان أمراؤكم فساقكم وأغنياؤكم شراركم، وأموركم إلى نسائكم، فبطن الأرض خير من ظهرها»، والحديث الثالث «يأتي على الناس زمان، يصدق فيه الكاذب ويكذب فيه الصادق، ويؤتمن فيه الخائن ويخون فيه الأمين…»… فماذا نفهم من هذا كله؟

إننا نفهم ان الرجولة في العفو لا في الانتقام، والثياب ليس بالضرورة ان من لبسها ذكورا يحملون الصفاة الرجولية حسب ما جاء في الكتاب والسنّة… وقد وضعنا هذه السطور داعين الحكماء العقلاء فقط من الرجال أن يتمعنوا فيها يراجعوا الأحداث الأخيرة ليحاولوا جاهدين وضع القيادي الرجل سواء كان نائبا، وزيرا، وكيلا، وكيلا مساعدا، مديرا عاما، رئيس مؤسسة حكومية أو خاصة وفق المفهوم الحقيقي للرجولة التي تعني قول الحق ولا يخافون في الله لومة لائم!
إذاً، إننا نبحث عن حقوق ضائعة، وعقول هائمة، وتيه سياسي نسيره مجبرين لا مخيرين وفي الجهة المقابلة نرى البسطاء يبحثون عن حقوقهم: فهل وصلت الرسالة؟… الله المستعان!   

السابق
عندما يكون الحديث عن إسرائيل
التالي
عندما تحول الاسد الى بطة!