حزب الله خطر على الداخل الأميركي

كالعادة تسلط لجان مجلس النواب الأميركي الضوء على التهديد الذي يطرحه «حزب الله» على الداخل الاميركي من دون حضور مسؤولين فيدراليين في جلسات استماع تأتي ضمن ملف يزداد التركيز عليه في مبنى «الكابيتول هيل».
الاغلبية الجمهورية في لجنة الامن الداخلي في مجلس النواب اصدرت امس «نتائج التحقيق الاولي» حول «تهديد ايران و«حزب الله» للداخل الاميركي»، الذي لا يتضمن اي معلومات جديدة. يذكر التقرير ان هناك «وجهة نظر مشتركة داخل المجتمع الاستخباراتي ان «فيلق القدس» الايراني يعمل بشكل وثيق حول العالم مع «حزب الله» اللبناني»، ويطرح معلومات مبنية على افتراضات وتحقيقات علنية في ملف «البنك اللبناني – الكندي» وقضايا قائمة في المحاكم الاميركية.

يشير التقرير الى انه بعد احداث الحادي عشر من أيلول 2001، كان الافتراض داخل المجتمع الاستخباراتي الاميركي ان «حزب الله» سيضرب داخل حدودنا اذا هاجمت اسرائيل او الولايات المتحدة المنشآت النووية الايرانية» لكن بعد «مخطط ايران لاغتيال السفير السعودي في واشنطن(عادل الجبير) تغير ذلك التفكير». وذكر ان مسؤولي مكافحة الارهاب يعتبرون ان خلايا «حزب الله» لجمع التبرعات «سائدة في كل انحاء الولايات المتحدة. عمليات معقدة تم اكتشافها داخل تجمعات لبنانية كبيرة في ميشيغان ونيويورك، لكن ايضا في امكنة مثل مدينة تشارلوت في كارولينا الشمالية».

وتحدث التقرير عن اجماع بين الخبراء والمسؤولين السابقين في الاستخبارات ان «حزب الله» اكثر من اي مجموعة ارهابية «هو الاكثر قدرة على تحويل خلية لجمع التبرعات مقرها الولايات المتحدة الى قوة ارهابية قاتلة اذا ما قررت ايران انه من مصلحتها». واعتبر التقرير ان من الصعب معرفة عدد عناصر «حزب الله» داخل الولايات المتحدة «بسبب خبراتهم في العمليات الامنية»، لكنه يشير الى ان «بعض التقديرات الرسمية استنادا الى حالات تم كشفها منذ الحادي عشر من ايلول ان هناك على الارجح عدة آلاف من المانحين المتعاطفين فيما عدد العناصر بالمئات على الارجح».كما ذكر التقرير ان معظم المتهمين يحملون الجنسية اللبنانية او هم مواطنون اميركيون من لبنان و«الكثير من الذين اتهموا من قبل وزارة العدل خلال العقد الماضي ما يزالون في لبنان»، وأن الحكومة الأميركية كشفت الكثير من المتهمين الذين لديهم «اتصالات مباشرة او روابط عائلية مع كبار قياديي «حزب الله»، مثل «المتشدد» المتهم محمود كوراني في ديترويت الذي تدرب في لبنان وإيران. ثلاثة من إخوته أعضاء أيضا، بما في ذلك من كان رئيس الأمن العسكري لـ«حزب الله» في جنوب لبنان». وذكر ان هناك متهمين «مشتبه فيهم بالحصول على تدريب عسكري أو تجربة عسكرية مباشرة ضد القوات الإسرائيلية. بعضهم أدين بالتزوير وتم ترحيلهم بدون ان تكشف النيابة العامة خلفيتهم المرتبطة بـ«حزب الله».
وتحدث رئيس اللجنة النائب المحافظ بيتر كينغ عن «وقت محفوف بالمخاطر» وأن «حزب الله» موجود داخل الولايات المتحدة لكن «السؤال اذا كان لدى هذه العناصر قدرة على تنفيذ الهجمات في الداخل وبأي سرعة سيصبح لها قدرات عملياتية»، وأضاف «مصالحنا القومية، لا سيما الوقوف مع حليفتنا الرئيسية إسرائيل، تضعنا بشكل متزايد في مرمى النظام المتشدد في طهران فيما يقترب بشكل خطير من صنع قنبلة نووية». ورأى أن أنشطة «حزب الله» لا تقتصر على التزوير الجنائي وتهريب السجائر بل لدى خلاياه القدرة على التحرك وتنفيذ العمليات «بناء على أوامر من قادتهم في لبنان أو إيران».

أما النائب الديموقراطي البارز في اللجنة بيني طومبسون، فقد استغرب كيف تناقش لجنة «الامن الداخلي» قضية متعلقة بتهديد خارجي من دون حضور مسؤولين فيدراليين، معتبرا انه حتى بعد الثورة الاسلامية في إيران واختطاف الرهائن الأميركيين وتفجير «المارينز» في بيروت «لم نذهب الى حرب مع ايران».
وقال مدير التحليل الاستخباراتي في شرطة نيويورك ميتشل سيلبر خلال الجلسة انه منذ العام 2005 «اخذنا بالاعتبار امكان ان الجهود الرامية لوقف تطوير ما يشتبه ببرنامج الاسلحة النووية لايران يمكن ان يؤدي الى صراع كامل في الخليج يشمل ايران وإسرائيل وربما الولايات المتحدة» وأضاف «اعتداء ارهابي من قبل ايران او «حزب الله» على مدينة نيويورك يخدم كتصعيد بوجه دعم اميركي حقيقي او مفترض او تورط في عمل عسكري ضد منشآت ايران النووية او ضد نظامها».
الباحث في شؤون مكافحة الارهاب والاستخبارات في معهد واشنطن لسياسة الشرق الادنى ماثيو ليفيت رأى ان هناك اربعة سيناريوهات لعملية لـ«حزب الله» في الداخل الاميركي. في الاول، «يستخدم «حزب الله» شبكات محلية لتنفيذ اعتداء بتوجيه اجنبي». في الثاني «يمكن للحزب ان يتصل بأفراد او شبكات توفير الدعم لعملاء سريين يرسلون من الخارج لتنفيذ الاعتداء». في الثالث، «يدعو الحزب علاقاته العملية مع عناصر اجرامية ليوفر الدعم لاعتداء او ربما حتى لتنفيذه». السيناريو الرابع والاخير «يمكنه بكل بساطة اصدار دعوة عامة لكل المتعاطفين معه ومؤيديه لتنفيذ عمل (مقاوم) على أمل الإيحاء بأعمال عنف متشددة».

وتحدث الباحث في مركز «الامن الاميركي الجديد» والمسؤول السابق في وزارة الدفاع كولين كال عن برنامج ايران النووي وأشار الى اربع خلاصات رئيسية، وهي اولا «التهديد من برنامج ايران النووي يتزايد لكنه ليس وشيكا حتى الآن». ثانيا، ان «تكلفة العمل العسكري يمكن ان تكون عالية جدا في ما يتعلق باحتمال التصعيد نتيجة اي ضربة اميركية والتأثيرات الاوسع الاقليمية والعالمية». ثالثا، ان العمل العسكري «من غير المرجح ان يؤدي الى حل دائم لتهديد ايران النووي». رابعا، ان «فرص الحل الدبلوماسي لم تستنفد بعد».  

السابق
اتهام اسرائيلي لحزب الله بالسعي للسيطرة على المصارف اللبنانية
التالي
انهيار منزل في الحلوسية