تقنين الكهرباء أم تقليص الوزراء؟

لم أفهم، ومعي الكثير من اللبنانيين بالطبع، الفارق الذي تحدث عنه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وذاك الذي أشار اليه الوزير جبران باسيل، في معرض حديثهما عن التقنين في التيار الكهربائي.
الأول نقل عنه ضيوفه ان التقنين في الصيف سيبلغ 12 ساعة، والثاني توقع عبر مستشاره ان يرتفع الى 13 ساعة يومياً.
هل هذا الخبر تواطؤ على مقدمة لتعويد الناس وجعلهم يتقبّلون الفكرة قبل حلول الصيف، ومعه الأزمة؟ وهل هذا كلام مسؤول أم حديث صالونات وصبحيات؟
في الحقيقة لم أفهم كيف يجرؤ مسؤول على الإعلان عن تقنين لـ12 أو 13 ساعة من دون احتساب الأعطال الطارئة والأضرار المترتبة، أي ان التقنين يمكن ان يصل الى 16 و20 ساعة يومياً!
ومع هذا لا نفهم ما هي طبيعة الحلول المطروحة، هل اعادة تأهيل معمل أو أكثر تكفي لطاقة اضافية؟ وماذا عن البواخر العالقة في دهاليز علاقة ميقاتي – عون؟ لماذا كانت حلاً مقبولاً في الأمس، وصارت اليوم غير أكيدة المنافع؟ وماذا عن استجرار الطاقة لا أعلم من أين؟
ما تردد في اليومين الآخرين، وشد الحبال القائم على حساب الناس وأعصابهم وجيوبهم، يستوجبان من المعنيين الإستقالة في أضعف الإيمان.
فما نفع وزير للكهرباء لا يتمكن من زيادة التغذية بالتيار ساعة واحدة، بل يبشرنا بالتقنين الإضافي القاتل، وما نفع حكومة بكاملها، وهي من لون واحد، لا تستطيع الإتفاق على مشروع واحد يفيد الناس؟ صحيح ان المشكلات متراكمة وموروثة، ولكن يجب ألا يشكل الأمر حجة على الدوام لعدم التغيير والإصلاح. الأفضل من تقنين الكهرباء تقليص عدد الوزراء.

11 آذار للأبجدية… والباقي للمرأة!

في عيد الأم، قدم مجلس النواب الى المرأة اللبنانية هدية متواضعة، فبدل ان يمنحها حق اعطاء أولادها الجنسية، استجاب طلب المجالس والإتحادات النسائية بعدم الغاء اليوم العالمي للمرأة في 8 آذار، وجعل عيد الأبجدية يحل معه، أو مكانه، لا فرق!
قرر مجلس النواب إبدال موعد عيد الأبجدية، وهو عيد مهم في حياتنا لاننا من صدّر الأبجدية، قبل ان نبيعها الى العالم المتحضر، ونقبض ثمنها، لننفقه ربما على المخدرات، وفي تجارة السلاح. ذكرى الأبجدية مرت بإحتفال، وستتوالى الإحتفالات غير المنتجة حتماً، كل سنة. أما الغاية فحدث ولا حرج. استذكار الماضي العريق، في ظل التخبط في الواقع الموحل.
اذا على السيدات ان يشكرن المجلس اليوم لأنه استجاب لتحركاتهن. فبالشكر تدوم النعم. والشكر للرجال حقاً، لأنهم ناصروا النساء إجمالاً، وليس زميلاتهم في المجلس، فالعدد "ما بيحرز"!
أمس تحدثت السيدة الأولى وفاء سليمان فقالت ان "وجود المرأة اللبنانية راسخ وفاعل وحيوي، والمرأة العربية كانت على مستوى الربيع العربي". ربما كانت السيدة سليمان مقتنعة بما تقول عن فاعلية المرأة اللبنانية، لكننا لا نلاحظ الأمر. فالمرأة ناشطة في كل الميادين الا في موقع القرار، كأنها اليد العاملة. هي المربية والمعلمة والإعلامية والبائعة و… لكن قراءة رقمية في مواقع القرار تبين انها ما تزال بعيدة جداً.
هل لاحظت "الهيئة الوطنية لشؤون المرأة"، برئاسة سليمان، ان الحكومة لم تضم أي وزيرة؟ وماذا فعلت حيال الأمر؟ وكم مديرة عامة في دوائر الدولة؟ وكم سفيرة؟… وكم وكم…
في عيد الأم أمس، كلمة شكر، ودعاء للوالدات، وقبلة على الخد أكثر فائدة من كثرة الكلام.  

السابق
عندما يُحوّل الأميركيون لبنان إلى ساحة نصرة!
التالي
كفاءة لا شفاعة