أحضان موسكو

سيمرّ وقت طويل قبل ان تتوضح أبعاد الموقف الروسي مما يجري في سوريا.
المتداول حتى الآن ان روسيا تحمي مصالحها الاستراتيجية في الشرق الاوسط حيث لم يتبقَ لها أي حليف غير دمشق.
ومعروف ان لروسيا شبه قاعدة عسكرية بحرية في ميناء طرطوس كما انها المصدّر الوحيد للسلاح الى سوريا.
نالت موسكو صفعة قوية من دول حلف الاطلسي التي استغلت موقف موسكو المتردد في مجلس الامن إزاء الثورة في ليبيا فتقدم "الناتو" وأسقط القذافي وأخرج موسكو.
كانت روسيا تعدّ لصفقات سلاح بمبالغ هائلة للقذافي فوجدت نفسها خارج اللعبة ثم تنبهت الى احتمال خروجها من اللعبة السورية فعاندت.
يدرك الروس ان الربيع العربي سيشكل خطراً عليهم وخصوصاً مع تنامي التيارات الاسلامية التي قد تصل رياحها الى الحدود الروسية.
كما يدركون ان تلك الرياح ستقوي من عضد تركيا حيث الرادار الصاروخي لحلف الاطلسي وربما ايضاً ستضعف موقف ايران في مواجهة تركيا.
ولأن "الثعالب" تفهم على بعضها، يشعر الروس ان الاميركيين يريدون البقاء خارج اللعبة. لن يتورطوا على الارض ولكنهم سينفخون دوماً في نار الثورة السورية.. ولكن.
جرت الامور في سوريا بسرعة والنظام لم يستطع القضاء على الثورة فيما الضغوط "الانسانية" تزداد مُدينة موقف موسكو.
روسيا لجأت الى حل سحري لن يكون باستطاعة واشنطن معارضته: ستكتفي موسكو بأن تنتزع دمشق من أحضان الايرانيين وهذا لن يزعج الاميركيين.
دمشق باتت إذن في احضان موسكو والشرق الاوسط سيكون مهيأ لعملية سلام باتت قريبة.
  

السابق
كفاءة لا شفاعة
التالي
تفاهم أميركي – روسي يُطلق «قطار» التسوية السورية