تركيا لن تغلق سـفارتها في دمشـق

كثفت تركيا مساعيها من أجل معرفة مصير الصحافيين التركيين المفقودين آدم اوزكوسه وحامد جوشكون. ونفت أنقرة بحث موضوع إغلاق السفارة التركية في دمشق.
وكان الصحافيان قد عبرا الحدود التركية إلى سوريا في الخامس من آذار الحالي، وانقطعت أخبارهما في العاشر منه في خضم الاشتباكات التي بدأت في ادلب وريفها بين الجيش السوري والمسلحين المعارضين.
وتحمّل وسائل الإعلام التركية السلطات السورية مسؤولية اختفائهما وتدعوها إلى إطلاق سراحهما. وكانت صحيفة «حرييت» التركية قد ذكرت في 18 الحالي ان دمشق تريد مبادلة الصحافيين بأحد العمداء المنشقين عن الجيش السوري الذين لجأوا الى تركيا. وقد نفت أنقرة هذا الخبر جملة وتفصيلا.
وأعلن نائب رئيس حزب العدالة والتنمية حسين تشيليك ان تركيا قدمت طلبا رسميا الى الحكومة السورية لإطلاق سراح الصحافيين. وقال «ليس لدينا مشكلة مع الشعب السوري، لكن الوحشية التي حصلت في حمص مساوية للوحشية التي حصلت في البوسنة والهرسك».

وذكرت صحيفة «يني شفق» ان تركيا طلبت توسط ايران في الموضوع. وتوقعت ان يسفر التدخل الايراني عن إطلاق سراح الصحافيين في الأيام المقبلة.

ودخل على خط القضية ايضا زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض كمال كيليتشدار اوغلو الذي دعا الى إطلاق سراح الصحافيين من دون أي شرط. ودعا الحكومة التركية لتكون أكثر جدية في هذا الموضوع. وقال ان «قول الحكومة انها مهتمة بالموضوع لا يطمئن، لا أهاليهما ولا السلك الصحافي»، متمنيا ان يرى الصحافيين بين أهلهما من دون ان يحمل السلطات السورية أي مسؤولية.
ورد تشيليك على سؤال حول المنطقة العازلة، فقال «ليس من قرار متخذ حول منطقة عازلة. كما انه لا يتم بحث موضوع إغلاق سفارتنا في دمشق. فقط علّقت أعمال القنصلية في دمشق، فيما تتواصل اعمال قنصليتنا في حلب».
من جهته، قال وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو اثناء لقائه نظيره المغربي سعد الدين العثماني في أنقرة ان إشاعة خبر ان هناك اتصالات لمبادلة بين الصحافيين وضابط عسكري سوري لاجئ الى تركيا غير صحيحة، مضيفا «ان مثل هذا النوع من التشويش يهدف الى إضعاف الثقة بتركيا». وكرر ان تركيا «لن تقف متفرجة على ما يحدث من مذابح في سوريا».

وفي إشارة الى «المنطقة العازلة»، قال داود اوغلو «ان تركيا ستقوم بكل التدابير اللازمة، سواء المتصلة بأمن الحدود أو ما من شأنه تخفيف الآلام عن الشعب السوري». وأوضح ان هناك «خطوات تدريجية ستتخذها تركيا إذا ساءت الأوضاع اكثر. وازدياد عدد اللاجئين يضاعف من مسؤولية المجتمع الدولي».
وذكّر داود اوغلو بمعركة «تشاناق قلعة» التي صادفت ذكراها الأحد الماضي والتي حارب فيها العرب الى جانب الأتراك ضد البريطانيين والغرب في بداية الحرب العالمية الأولى بقيادة مصطفى كمال اتاتورك، قائلا «في تلك المعركة سقط 3400 من أبناء بورصة، وهي أعلى نسبة في مدينة داخل حدود تركيا الحالية. لكن سقط فيها من أبناء حلب اربعة آلاف ومن دمشق ستة آلاف. وكما وقف أبناء حلب ودمشق معنا حينها في وحدة مصير نحن نقف اليوم مع أبناء دمشق وحلب في وحدة المصير نفسها. آلامهم آلامنا واحتياجاتهم احتياجاتنا».
وقال داود أوغلو، في مؤتمر عقد في مركز الدراسات السياسية والاقتصادية في أنقرة، إن «شعوب المنطقة تطمح الى تطبيق دولة القانون والحصول على القيم الأساسية مثل حقوق الإنسان والديموقراطية والشفافية فضلا عن بناء مجتمع يستند إلى إرادة الشعب».

السابق
عين الحلوة يعود إلى دائرة الضوء مجدّداً
التالي
فنانون يغنون للأم في عيدها