الأنوار: لبنان امام تحذيرات مالية اميركية… وتهديدات حربية من اسرائيل

على وقع تهديدات اسرائيلية وتحذيرات اميركية الى لبنان، ينعقد مجلس النواب قبل ظهر اليوم ومجلس الوزراء عصرا لمناقشة قضايا عادية تخلو من اي ملفات ساخنة او خلافية. ورغم هذا الحرص على استبعاد اسباب التباينات بين قوى الحكومة، الا ان المواضيع الشائكة ظلت قائمة في المواقف السياسية.
فمن المقرر ان يعقد مجلس النواب جلسة اليوم يستكمل فيها المناقشات في البنود المدرجة على جدول الاعمال، فتواصل الجلسة التشريعية البحث في ما انتهت اليه الجلسة الفائتة حول اقتراح القانون المتعلق بجعل سنة السجن تسعة اشهر، كما ستطرح الصيغة الجديدة لبدل النقل والمنح المدرسية. وستغيب تماما، الملفات الخلافية وخصوصا ما يتعلق منها بالاحد عشر مليار دولار والاعتماد الاضافي المتعلق ب 8900 مليار ل.ل.
كذلك يعقد مجلس الوزراء جلسة عصر اليوم ويغوص في 71 بندا اضافة الى ملفي الهيئة الناظمة للنفط بعد ورود رأي مجلس شورى الدولة والمفاوضات القضائية، بحيث يخلو الجدول من التعيينات واي من القضايا الاساسية ويركز في معظمه على نقاط تتصل بسلفات مالية على اساس القاعدة الاثني عشرية، وبعض الهبات الواردة الى الجهات الرسمية.
ورغم استبعاد القضايا الخلافية عن الجلسات النيابية والحكومية الا انها ظلت ماثلة في المواقف بحيث برز تناقض واضح بشأن بواخر الكهرباء بين الرئيس ميقاتي والعماد عون، وكذلك بشأن قوننة انفاق المليارات وهو ما اثارته كتلة المستقبل النيابية مجددا امس.
فقد ذكرت مصادر الرئيس ميقاتي انه بصدد التحضير لتقرير مفصل حول المناقصات التي قدمها الوزير باسيل، بشأن بواخر توليد الكهرباء، يظهر فيه اسباب اعتراضه على العروض التي قدمت في هذا الملف، مشيرة الى ان ميقاتي لم يكن ليعترض لولا انه لم يلاحظ بعض الشوائب في الموضوع.
وقد حمل العماد عون امس على الحكومة والمجلس معا. وقال بعد اجتماع التكتل يبدو ان الكذب هو فعلا ملح الرجال، وعيب على من يصدق. ينطبق هذا المثل الشعبي اليوم على طريقة العمل في مجلس النواب، واحيانا في الحكومة.
وعن مشروع بواخر الكهرباء قال عون: بحسب علمي، لقد أنهينا المشروع، بينما غيرنا لا يزال يدور حوله. وهذا الدوران يعطينا أفكارا سيئة، لأننا أصبحنا معتادين على طريقة العمل هنا، ونعرف أنه عندما يحصل دوران في قضية ما، تكون هناك غايات أخرى، غير المعلنة. نتمنى أن يبت هذا الأمر بسرعة، لأن في النهاية سينفذ الصبر ويكشف المستور.
وانتقد التأخير في موازنتي 2011 و 2012 وسأل: هل اعتادوا على ان ينجزوا الموازنات بعد نهاية العام؟ وقال: كل هذه الامور مسؤولية وزراء في الحكومة كان يتوجب عليهم انجاز عملهم، ومسؤولية رئيس الحكومة ايضا.
تهديدات اسرائيلية
وعلى صعيد اخر، كان لبنان امس هدفا لتحذيرات اميركية وتهديدات اسرائيلية. فقد وجه وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك تهديدا مباشرا الى الحكومة اللبنانية، بتحميلها ما يدعيه مسؤولية تهريب اسلحة وصواريخ من سوريا الى حزب الله. واستخدم باراك لهجة حادة في لجنة الخارجية والامن في الكنيست اذ قال محذرا: ان الضربات العسكرية في حرب تموز 2006 لم تستهدف الحكومة اللبنانية ومؤسساتها، لكن في حال استمرار تهريب الاسلحة ووقوع مواجهات، ستكون الضربات العسكرية ضد الدولة اللبنانية.
واعتبر باراك التطورات الاخيرة في سوريا تنذر بخطر كبير يتضاعف مع مواصلة تهريب الاسلحة الى حزب الله.
في هذا الوقت، اعتبر جيفري فيلتمان مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط امس ان دعم المعارضة السورية واجب اخلاقي على اللبنانيين، ودعاهم الى الاستفادة من الانتخابات التشريعية المقبلة لازالة بقايا النفوذ السوري في بلادهم.
وقال فيلتمان خلال لقاء اميركي – لبناني عقد في واشنطن لا يوجد احد خارج سوريا يستطيع ان يدرك اكثر من اللبنانيين وحشية الرئيس السوري.
واعتبر فيلتمان الذي كان سفيرا في بيروت عام 2005 عند اندلاع ثورة الارز، ان دعم المعارضة السورية واجب اخلاقي وسياسي على اللبنانيين.
ورأى ان الانتخابات النيابية عام 2013 يجب ان تكون فرصة لاستكمال ما بدأت به ثورة الارز اي اخراج لبنان من الاعيب الاسد ومن النفوذ الايراني.
وتابع آمل بان يثبت اللبنانيون الموجودون معنا اليوم مع الملايين الموجودين في بلادهم في لبنان، للعالم اجمع خلال الانتخابات المقبلة انهم سيكونون قادرين على تجاوز الخوف لازالة بقايا الاحتلال السوري ورفض المدافعين عن مجازر الاسد في تلميح الى حزب الله.
تحذيرات اميركية
وفي بيروت، بحث وكيل الخزانة الاميركية لشؤون الارهاب والاستخبارات المالية ديفيد كوهين مع المسؤولين اللبنانيين في مدى التزام لبنان بالعقوبات المالية المفروضة من واشنطن ودول اخرى على سوريا.
والتقى كوهين رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة وعددا من ممثلي القطاع المصرفي.
واكدت مصادر مصرفية ان كوهين استفسر خلال لقائه مع ممثلي جمعية المصارف عن العلاقة بين القطاع المصرفي اللبناني والمصارف السورية واذا كان هناك خرق للعقوبات المفروضة على سوريا من خلال هذه العلاقة.
وقال المسؤول ان رئيس الحكومة ابلغ المسؤول الاميركي حرص لبنان على الالتزام بالقرارات الدولية والتنسيق مع السلطات المالية الدولية، مضيفا ان القطاع المصرفي لا يمكن ان يتعاطى باي امر يعرضه للخطر او لضغوط خارجية.
وذكر بيان صادر عن السفارة الاميركية في لبنان ان وكيل الخزانة الاميركية بحث مع المسؤولين اللبنانيين في الخطوات التي على لبنان اتخاذها لضمان وجود قطاع مالي شفاف وجيد التنظيم من اجل ازدهار لبنان المستمر. كما شدد على حاجة السلطات لحماية القطاع المالي اللبناني من محاولات محتملة للتهرب من العقوبات المالية الاميركية والدولية.
وكرر المسؤول الاميركي، بحسب بيان السفارة، وجهة النظر الاميركية بانه من الاهمية بمكان ضمان الا يقوض عدم الاستقرار الحالي في سوريا القطاع المالي في لبنان.

السابق
أقليات وأكثرية.. بالعقلية “الأقلّوية” نفسها
التالي
الراي: واشنطن تمارس سياسة العصا والجزرة مع لبنان