حرب دون حرب

حرب دون حرب… قد يكون هو الشعار الاقرب للوضع بين ايران من جهة،والغرب وعرب الغرب من جهة اخرى، وقد بدأت ساعة الصفر، يوم السبت الفائت في الساعة الرابعة مساء عندما تم منع ايران من استخدام نظام «سويفت» للبنوك،- وهو نظام التبادل المالي الالكتروني بين البنوك – ما يعني عمليا انهيار العـــــملة الايرانــــية، وانهيار الكثير من الاعمال التجارية،وصعوبة الاستيراد والتصدير،وتبعات اقتصادية تصيب جيب المواطن الايراني،مع غطاء جوي يوفره اعلام «عرب الغرب» بقصف طائفي يقسم المنطقة الى طوائف،وتبعاتها ستكون خطيرة جدا على دول المنطقة ذاتها،ومن يتصور ان الحرب فقط طائرات تقصف ودبابات تتحرك فهو واهم!

في ظل هذه الاجواء المتوترة التي لا يعرف حينها كيف يمكن ان تتصرف انظمة توضع بالزاوية،نحن نعيش في اجواء اخرى،لا علاقة لنا فيها بالمحيط الذي حولنا، وكأننا نعيش خارج الخليج،او حتى خارج كوكب الارض!
لم نسمع من الحكومة اي خطة او رؤية او تصور لما يحدث، او كيف ستتصرف،بل هي مشغولة بمتابعة طلبات النواب ورغباتهم،وافتتاح برنامج ما يطلبه النواب، والنواب مشغولون بتغيير المادة 79 من الدستور، وتغيير ملابس المواطن وتحشيمه، وتغيير وجوه وبراطم النساء، وتغيير جنس الذكور والاناث، وتغيير مسميات الشوارع، وتغيـــير البلاغات للنيابة، وتغيير كلمة الاقتحام الى دخول مجلس، وتغيير مفهوم المواطنة من مواطن يعطي ويضحي لوطنه، الى مواطن يشفط وطنه!

المجلس يجلس ثلاث «قعدات» من اجل سورية، وجلسة تلغى من اجل علم اسود، وجلسة لشتم بعضهم البعض، وجلسة ترفع لعدم توافر النصاب بسبب النواب الحريصين على الانجاز… الكويت ليست على بعد امتار من الحرب، بل في وسط نار الحرب، ومع ذلك لا الحكومة صرحت ووضحت، لان الموضوع اكبر من مستوى تفكيرها، ولا المجلس يستطيع المبادرة، لان مستوى تفكير النواب لا يتعدى شورت مراهق يتمشى على البحر…!
ماذا نفعل كمواطنين؟ الجواب: لا اعرف… كل واحد يدبر نفسه!

السابق
صليب سوري أحمر
التالي
ما هكذا يكون التعامل مع الأزمات