نبيل: تجربة كلفته كثيراً ومازال في طور المعالجة

استفاد "نبيل" من المراسيم التنفيذية التي اتخذتها وزارة الصحة العامة والقاضية بتوفير الدواء العلاجي "Sobutex"، الذي أثبت فعاليته في اخراج العديد من المدمنين من مشكلتهم تزامناً مع الدعم النفسي الاجتماعي المقدم اليهم.
نبيل مازال في طور المتابعة على الصعد النفسية، الاجتماعية والعلاجية كافة، لكنه يسير في طريق العودة إلى الحياة العادية وخصوصاً بعد طول الفترة الزمنية لانقطاعه عن الادمان.
هو شاب في العشرينات من عمره أدمن على المخدرات منذ سته أعوام، حاول أهله بشتى الوسائل واستخدموا سبل الترغيب والترهيب معه لابعاده عن الادمان لكن ذلك لم ينفع
كان نبيل صريحاً، بشرح الاسباب التي دفعته الى تعاطي المخدرات فيقول: أن بداية تعاطيَّ المخدرات كانت بسبب فضولي ومحاولة اكتشاف تأثير المخدر الذي تعرفت عليه عن طريق رفاقي.
عرف والده بالأمر،إلا أن ذلك ساهم بتفاقم المشكلة. والده مارس الضغط عليه، لكنه رفض الضغوطات وتطور ادمانه وصولاً إلى استخدام الهيرويين.
اعدت جمعية "نبع" ملفاً حول وضع نبيل، تواصلت مع جمعية "سكون" طلباً للدعم والمعونة التقنية ومن جهة أخرى أمنّت له الدعم النفسي والاجتماعي من خلال جلسات مع الاختصاصية النفسية، التي بدورها عقدت جلسات مع أهله والمقربين اليه لاشراكهم في خطوات معالجته.
اقتنع نبيل بضرورة حل مشكلته والتقى الطبيب المختص في جمعية "سكون" الذي طلب تحويله إلى مركز مقيم لمتابعة حالته خوفاً من أية نتكاسة قد تعيده إلى سابق عهده، وخصوصاً انه انقطع عن تعاطي المخدرات لمدة عشرة ايام.
اتصلت "نبع" بمراكز علاجية عدة، أجاب مركز شبيبة ضد المخدرات أنه يريد التأكد من نية المدمن نفسه بالخروج من حالة الادمان وأنه مستعد للالتزام بالبرنامج العلاجي الموضوع من قبلهم. عقد نبيل لقاءات عدة مع المختصين الذين تواصلوا مع أهله أيضاً، وكانت المشكلة هي التواصل مع والده الذي كان لديه شك كبير أن ابنه لا ينوي الابتعاد عن الادمان جدياً.
رافقه أهله إلى المركز المعالج في جونية وعلى وجوههم علامات الترقب والحذر. قال نبيل لأهله "الآن سأرتاح منكم وترتاحون مني".
اتصل والده لاحقاً، و أبدى مخاوفه بأن يخل نبيل بالتزامه ويتصل بهم طالباً العودة إلى المنزل، وهذا ما حصل بعد يومين، اتصل بهم طالباً اصطحابه إلى المنزل "لأني لم أعد قادراً على التحمل، وأنني لن أتعاطى المخدرات أبداً"." وقد مضى على تركه المخدرات أكثر من شهر.
والآن مازال نبيل قيد المعالجة عند الطبيب المختص في جمعية "سكون" ويتناول الأدوية اللازمة ومستمر في الانقطاع عن تعاطي المخدرات وفي نفس الوقت ما زالت "نبع" تتابعه حتى يصل إلى بر الأمان ونحقق رغبته ونؤمن الدعم النفسي والاجتماعي له ولعائلته التي تقف إلى جانبه.
  

السابق
حملة تشجير في الدوير
التالي
الدكتور جهاد بنوت: أجمع الوثائق لأحافظ على تاريخنا