مصادر قريبة من الرئيس السوري: ترتيب البيت الداخلي مكّنه من مجابهة الأزمة

أكد  مشهد التظاهرات المليونية التي شهدتها دمشق وعدد من المدن السورية، وقوف الشعب السوري وراء قيادته وثوابتها الوطنية، ورفضه لكل محاولات استدراج التدخل الأجنبي والخارجي في شؤون بلاده.

وينتظر ان يشهد العديد من عواصم العالم اليوم وغدا تجمعات ومسيرات شعبية للسوريين والعرب المقيمين في تلك الدول امام السفارات والقنصليات السورية دعماً لعملية الإصلاح ورفضا للتدخل الخارجي وتسليح المجموعات الإرهابية.

وفي الاطار نفسه اكدت مصادر قريبة من الرئيس السوري بشار الاسد لـجريدة "الراي" ان "الوضع في سورية اصبح الان تحت السيطرة اكثر مما كان عليه الحال في الاشهر الماضية"، مشيرة الى انه "لا بد من التفاوض مع المعارضة اولاً واخيراً من اجل إنهاء الوضع الراهن"، ولافتة الى ان "الحل العسكري ما هو الا وسيلة لوقف العنف والذهاب الى طاولة المفاوضات والاستماع الى مطالب الشعب، وليس للنزول عند رغبة مسلحين لهم أهداف متعددة بوسائل مختلفة وعنوان بلا مستقبل هو إسقاط النظام".

وأقرّت المصادر القريبة جداً من الاسد بان "الرئيس السوري يدرك انه في الاشهر الاولى من الأحداث لم تكن إدارة الازمة في المستوى الناجح، ويعزو السبب الى اختلاف الاراء ضمن الحلقة الضيّقة التي تحوطه، وانه كان من الضروري ترتيب البيت الداخلي وتحصينه وتوحيد أهدافه لمجابهة ازمة كبرى داخلية تحوّلت عربية واقليمية ودولية، ودخلت على خطها مصالح متشعبة"، ملاحظة انه "كان من الطبيعي ان يشكل كل هذا حملاً تنوء من شدته اولي القوة، لكن التوازن الذي أحدثه الدب الروسي مع العم سام ساهم في كسر الهجمة الغربية وأعاد الدور الروسي ومن الباب العريض الى ملعب اساسي في الشرق الاوسط".

وعن الأحداث في سوريا، أكد نصر الله "أننا خائفون على سوريا والمنطقة من التقسيم ومن الحرب الاهلية ومن إضعاف سوريا بما تمثل من موقع قومي في الصراع العربي الاسرائيلي وسند لحركات المقاومة"، ودعا الجميع الى المراجعة مؤكداً "أن ليس هناك إلا الحل السياسي، أي إلقاء السلاح بشكل متزامن وضمن آلية متفق عليها للدخول بحل سياسي واضح يحددها السوريون أنفسهم".

ورد نصر الله على اتهام حزب الله بعدم الوقوف إلى جانب الشعب السوري لافتاً إلى "ان الجماهير التي نزلت اليوم (أمس) الى الساحات تدل على أن هناك شعباً في سوريا يريد الاصلاح ويرفض الحرب الأهلية والتقسيم، ويريد ان يبقى مقاوماً ووفياً لفلسطين، ونحن مع هذا الجزء من الشعب. وهناك ناس يرون ان امن اسرائيل مقدس وأن الرئيس الاميركي باراك اوباما والاميركيين الذين حرقوا القرآن، وأن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وبريطانيا، وأن من باع فلسطين وشعب لبنان هؤلاء حلفاؤه. هو حر أن يعتبر ما يريد ولكن نحن احرار ايضاً باتخاذ الموقف الذي نريد». وقال: «يجب وقف نزف الدم، استهداف الابرياء هو موضوع ادانة، ومسؤوليات النظام ان يقدم الحقائق للناس".

وفي موازاة ذلك، أكدت مصادر أمنية  ان القوى الأمنية اللبنانية وخاصة الجيش اللبناني كثفت من اجراءاتها الامنية في الفترة الاخيرة، منعا من محاولات البعض ضرب الاستقرار الامني. وهذا الاستقرار تأكد بعد نجاح مخابرات الجيش في كشف الخلية السلفية التي كانت تعد للاعتداء على عدد من مواقع الجيش، وأوضحت المصادر ان عمليات التنسيق أصبحت أوسع وأكبر في الفترة الاخيرة بين القوى الأمنية المختلفة، وبين الجيشين اللبناني والسوري، مشيرة الى ان محاولات تهريب السلاح وتسلل المسلحين تراجعت بشكل ملحوظ في الفترة الأخيرة.

السابق
عراجي: نصاب الجلسة التشريعية فقد من قبل الطرفين وليس فقط من 14 اذار
التالي
سينغ: فرنسا ستبقى رائدة بالمساهمة في اليونيفيل