لعبة التمديد

من المفيد التوقف عند محطات ثلاث تتعلق كل منها بمؤسسة الجيش التي هي أولاً وأخيراً عنوان الوطن والاستقرار.
قبل أسابيع قليلة تسرّبت إلى وسائل إعلامية محدّدة معلومات "غير بريئة" تحدثت عن "توجّه ما" يقضي بالتمديد لقائد الجيش سنتين إضافيتين.
بعد ذلك بفترة وجيزة تسرّبت إلى الوسائل الإعلامية ذاتها (وقبل الإعلان رسمياً) معلومات عن خلية أصولية داخل مؤسسة الجيش ثم تطوّر الأمر وتداخل مع وضع أمني داخل أحد المخيمات.
ترافق ذلك مع الإعلان عن تمنّع وزارة الاتصالات عن تزويد مخابرات الجيش بـ"داتا" المعلومات ما قد يعرّض المؤسسة لأخطار قد يعاني منها الأمن الوطني.
هذه هي المحطات التي لفتت انتباه المراقبين وكان سبقها كلام كثير حول تمنّع الجيش من حماية الحدود الشمالية ثم كلام آخر حول تعامل غير حيادي مع الهاربين من سوريا.
المتابعون لهذه المسألة طرحوا أسئلة من موقع الحرص على مؤسسة الجيش التي هي حصن لبنان وأمل مواطنيه، وتخوّفوا من أن يكون "وراء الأكمة ما وراءها".
وماذا قد يكون؟ يقول الحريصون وهم كثر، ان من حق الجيش أن يكون محصناً ومستقراً ومدعوماً من الجميع.
ولكن هؤلاء أنفسهم يرون في نغمة التمديد ما يعيد إلى الأذهان تجربة اميل لحود الذي مدّد له ليكون جاهزاً بعد ذلك لرئاسة الجمهورية بعد تعديل الدستور.
ولا ضرورة الآن للحديث مجدداً عن الأضرار التي لحقت بالبلاد جراء ذلك، كما لا ضرورة للتذكير بمساوئ الحملة التي أثيرت أواسط تسعينات القرن الماضي وهدفت الى وضع مؤسسة الجيش موضع الضحية.
يجمع اللبنانيون على احترام مؤسسة الجيش وتقدير تضحياتها ويتمنون بقاءها خارج التجاذب والمغريات السياسية وهم واثقون ان المؤسسة بقائدها وجميع ضباطها وعناصرها أرفع من أن تغويها مواقع أو مناصب.

السابق
إلى أين يذهب الأسد بالعلويين؟
التالي
النهار: واشنطن تخشى انعكاسات سورية على لبنان ونصرالله يدعو إلى إلقاء متزامن للسلاح