النهار: واشنطن تخشى انعكاسات سورية على لبنان ونصرالله يدعو إلى إلقاء متزامن للسلاح

م تحجب الملفات الاجتماعية والاقتصادية والمالية التي تطغى على الاهتمامات الحكومية والنيابية، الجانب السياسي من المشهد الداخلي، وخصوصا في ضوء المواقف التي اتخذتها القوى الاساسية في فريقي 14 آذار و8 آذار في اليومين الاخيرين من تطورات الازمة السورية وانعكاساتها على لبنان.
واذ استرعى الانتباه أمس موقف بارز للأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله من الازمة في سوريا، داعيا عبره الى "إلقاء متزامن" للسلاح والانخراط في حل سياسي مما عُدَّ تطورا نوعيا في موقف الحزب، لوحظ في المقابل أن الادارة الاميركية خصت لبنان، بعد غياب طويل، بوقفة في مناسبة الذكرى السابعة لـ"ثورة الارز"، حيّت عبرها اللبنانيين، لكنها لم تخف فيها تحذيرا ضمنيا من انعكاسات الازمة السورية على لبنان.
ويبدو أن الاهتمام الاميركي لهذا الجانب لن يقتصر على البيان الذي أصدرته الخارجية الأميركية أمس، بل ان معلومات لـ"النهار" أفادت أن نائب وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الارهاب والاستخبارات المالية ديفيد كوهين، سيقوم مطلع الاسبوع المقبل بزيارة لبيروت لعقد جولة محادثات مع المسؤولين الكبار وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة وربما ايضا جمعية مصارف لبنان، في مهمة تستكمل أهداف الزيارة التي قام بها العام الماضي مساعد كوهين، دانيال غلايزر لبيروت عقب أزمة البنك اللبناني الكندي. وإذ تكتمت المراجع المعنية على هذه الزيارة وأهدافها، فهم ان المسؤول الاميركي سيراجع مع الجانب اللبناني ما يعني بلاده في موضوع العقوبات الدولية المالية على سوريا وايران والتزام لبنان حيالها فضلاً عن تصفية ذيول ملف البنك اللبناني – الكندي.
وفي واشنطن ("النهار") أصدرت الخارجية الاميركية امس بيانا حيت فيه اللبنانيين في الذكرى السابعة لـ"ثورة الارز" واعتبرت أن "الشعب اللبناني دمر في العام 2005 وقبل وقت طويل من الحوادث الدرامية (في المنطقة) الاسطورة القائلة بأن الطريقة الوحيدة لتحقيق التغيير في المنطقة هي عبر العنف والنزاع". ولاحظ البيان ان "الشعب اللبناني لا يزال يواجه التحديات حيث تسعى فئات مدعومة من الخارج الى اعادة عقارب الساعة الى الوراء، كما ان العنف الوحشي الذي اطلقه نظام (الرئيس السوري بشار) الاسد ضد شعبه يهدد بخلق الاضطرابات في المنطقة بما فيها لبنان". واكد ان واشنطن تؤيد "جهود قادة لبنان في صون الامن والتحضير لليوم الذي تبدأ فيه حكومة ديموقراطية في دمشق حقبة جديدة في العلاقات اللبنانية – السورية".
اما على الصعيد الداخلي، فبرز غداة احياء قوى 14 آذار ذكرى انطلاقتها، موقف السيد نصرالله الذي دعا للمرة الاولى الى "حل سياسي في سوريا يستند الى إلقاء السلاح بشكل متزامن وضمن آلية متفق عليها للدخول في حل سياسي واضح وممنهج"، مؤكداً ان حلاً غير ذلك "يعني مزيداً من النزف والتعب والارهاق". وقال: "نحن خائفون على سوريا وتالياً على المنطقة من التقسيم، خائفون من الحرب الاهلية والفوضى وخائفون من اضعاف سوريا بما تمثل من موقع قومي في الصراع العربي الاسرائيلي". اما في الشأن اللبناني، فأبدى نصرالله استعداده "للنقاش في موضوع الاستراتيجية الدفاعية" وقال: "موضوع سلاح المقاومة إذا اتفقنا (عليه) يمشي الحال واذا لم نتفق فيؤجل ومن هو قادر على نزع سلاح المقاومة بالقوة فليتفضل".
وفيما وصفت اوساط في "كتلة المستقبل" موقف نصرالله من الوضع السوري بأنه يمثل "تطوراً كبيراً غير مسبوق"، حذرت مصادر اخرى في قوى 14 آذار من "الركون الى كلام معسول يخفي تدهور الوضعين الداخلي والخارجي للنظام السوري".
الى ذلك، قد يشهد إحياء الذكرى الـ35 لاغتيال الزعيم الراحل كمال جنبلاط اليوم اطلاق مواقف سياسية، علما ان احياء الذكرى في المختارة سيتقتصر على وضع زهور على ضريح جنبلاط وسيتقدم المشاركين رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط وشخصيات نيابية وسياسية وحزبية، ولن تلقى كلمات. لكن مهرجاناً آخر سيقام في الرابعة عصراً في بعقلين يحضره جنبلاط والنائب مروان حماده ونواب المنطقة الآخرون والقيادات الحزبية، وتلقى خلاله كلمات.

السابق
لعبة التمديد
التالي
إسرائيل تغتال التهدئة