المواقع الاباحية الالكترونية والادمان عليها في لبنان… دون اية رقابة !!

وتقدم الزمن بنا الى حين اصبحنا قرية كونية كما يطلق عليها، ومع تطور العلوم نصادف كل مرة سلبيات نصل اليها عبر الاستعمال الخاطئ لهذه العلوم، وجدت الانترنت واصبح كل فينا يشعر بخفة التنقل إلى أي مكان يخطر على باله خلال ثوان متعددة. ولكن للانترنت جوانبه المظلمة التي دخلت بيوت الناس بخفة وسرقت من العقول لبها واصبح الاشخاص عبيد هذه الشاشة التي تشدهم نحوها، بزخرفتها وباغواء ذكي تجعله يضرب مبادئه بعرض الحائط، ويغيب مع اغراءات ما تقدمه هذه الشاشة الصغيرة. من الاباحية الالكترونية التي تتسارع بالتقدم والتوسع بشكل كبير وملحوظ في كل العالم، وما يهمنا أنه بدأ الجانب الإباحي من الانترنت بالتوغل الى داخل بيوتنا ومجتمعنا وفي أماكن لا تخطر على بالنا ليتوجه هذا الفساد في المقام الأول الى عقول المراهقين والشباب وحتى الرجال وربما النساء أيضاً. ولم يكن ينقص مجتمعنا الذي يحاول لملمة نفسه من آفات كثيرة إلا الوقوع في هذا الشرك الخطير. ومن المنظور الدولي فقد اعترف المجتمع الدولي بأن الأطفال هم عرضة للخطر مما يقحمونهم في انتاج وتوزيع الاباحية، ويمكن للاطفال أن يعانون من آثار سلبية خطيرة نتيجة لهذا الاستغلال. وفي اتفاقية حقوق الطفل التي صادقت عليها الدول المشاركة في حماية الاطفال من المواد الاباحية واتخاذ التدابير اللازمة لمنع استخدامها.
وبانتباه شديد لاحظ السيد عباس بدران رئيس مركز الحكومة الاكترونية هذا الموضوع في المجتمع وقد قام المركز بدراسة مهمة حول هذا الموضوع، وقد أجرينا معه الحوار التالي حول هذه الدراسة:
• لماذا الاهتمام بهذه الدراسة الان، وما الضرورة من إثارة هذا الملف مع وجود آفات كثيرة تضرب المجتمع؟
لقد بدأنا هذه الدراسات منذ حوالي سنة ونصف؛ ولكن من دون اية جهود اعلامية مساعدة، وذلك لأهمية هذا الموضوع وضرره المباشر على الشباب والمجتمع. وبالنسبة للآفات الأخرى هناك جهات كثيرة مثل الشرطة والقانون تحارب المخدرات والسرقة وغيرها من الآفات. أما الإباحية الإلكترونية فليس عليها جمارك أو قانون أو جهات أمنية ورقابية تسيطر عليها، ومن يعترض على ذلك متخفيا وراء حرية الرأي، نقول له لماذا إذاً تمنع الطفل من الدخان لأنه عادة سيئة، فكيف بنا ونحن إذا أمام ما هو أخطر من التدخين. فإذا استطعنا أن نحمي الطلاب والأطفال من هذا المدخل السيء ونحافظ على المستوى الدراسي والانتاجي، فلن نكون بذلك أول من يفعل ذلك بل هناك الكثير من البلدان الاجنبية والاسلامية ممن قاموا بحجب هذه المواقع الجنسية.

أهداف عامة وخاصة
• الأرقام التي تشير اليها الدراسة مثيرة للجدل والقلق من حيث المشاهدين والميزانية، ما هي الأهداف وراء هذه الظاهرة، وما الهدف وراء المواقع المجانية؟
هناك الكثيرون من المستفيدين ولهم أهداف عامة وخاصة، خصوصا “مافيا الدعارة الالكترونية” وهناك أهداف ثقافية وسياسية. فميزانية التجارة الإباحية هي97 مليار سنوياً. والاباحية الالكترونية صارت وحدها حوالي 6-7 مليار سنويا، في أميركا مثلا أكثر المواقع المدرّة للأموال هي هذه المواقع الجنسية، وهناك أيضاً مافيا روسية ومافيا صينية وراء هذا الأمر. وهناك جزء آخر من المواقع تحولت الى مجانية بالإضافة الى تعريب بعض المواقع حتى يكون التأثير مباشراً على المجتمع العربي بالإضافة الى استعمال صور نساء على أنهنّ نساء عربيات وقد ظهر أنهن اسرائيليات. وقد أفاد أحد المدراء الاسرائيلين لأحد المواقع أن أكثر زوار هذه المواقع هم من العرب والهدف وراء ذلك هو افساد الشباب العربي أوتجنيدهم لصالح الموساد الاسرائيلي

.• ما هي الآثار التي تركتها الإباحية على المجتمعات الأجنبية خارج لبنان؟
ارتبطت الإباحية الجنسية بطريقة مباشرة أو غير مباشرة بالجريمة الجنسية ويقول دارل بوب الضابط في شرطة ميشيغان بأمريكا بأن 50% من حالات الإغتصاب كانوا أصحابها من رواد هذه المواقع، و نستنتج من هذا بأن آثار هذا الموضوع واقعة على المجتمع و ليست فردية فقط.
• هل قامت الرقابة اللبنانية بأي خطوات مقابل هذا الموج الهائج من الفساد المدمّر للشباب؟
الانترنت شبكة مفتوحة على كل أنواع الفيديو الجنسي، الصور، المواقع الإباحية، والبث المباشر الإباحي. وليس هناك من يراقب أو يحاسب. فوزارة الإتصال لديهاا الحل التقني عبر حجب هذه المواقع عن البيوت وهذه أضمن طريقة لحماية البيوت من هذه المواقع البذيئة. فإذا استطعنا منع الأمر عن مجمل الناس لِمَ نتركه من أجل ثلة قليلة مخالفة للقانون. وللمثال فقط في فرنسا من يدخل على موقع إباحي للأطفال ويكرر ذلك أكثر من مرة يتعرض عندها للمطالبة القانونية.
• ماذا عن ألعاب القمار الالكترونية، كيف تتطور وما هي أضرارها؟
في لبنان القمار العادي لديه قانون خاص وغير مسموح أن يكون من دون رقابة الدولة، أمّا الكترونيا فهو مفتوح على مصراعيه أمام الجميع، بينما هذه الألعاب هي أخطر من القمار العادي لأن اللاعب هنا هو أمام آلة ولا يشعر بما يفعله فيخسر كثيراً من دون أن ينتبه.
• كيف يمكن محاربة هذا الموضوع بشكل فعّال في البيوت والمؤسسات العامة والتعليمية خصوصاً في وجه الأطفال؟
يمكن معالجة الموضوع على المستويات التالية:- المستوى القانوني: تشريع قانون حجب المواقع الإباحية.
– المستوى الفني: عبر وزارة الاتصالات تركيب “فيلتر” وشراء الأجهزة من بلاد موثوقة.
– عبر وزارة التنمية الإدارية فهي مسؤولة عن سياسات المعلوماتية في الحكومة ويمكن لها اصدار برامج توعية حول هذا الموضوع وحملات توعية للأهل والطلاب، ويقع هذا الأمر على عاتق مؤسسات المجتمع المدني أيضاً.

الآثار النفسية للإدمان على مشاهدة المواقع الإباحية
وقد اعتبرت الدكتورة ماري آن لايدن، الباحثة بمركز العلاج الإدراكي بجامعة بنسلفانيا، والتي أدلت بشهادتها كمتخصصة أمام لجنة مجلس الشيوخ أن “مواقع الإباحية هي أخطر مهدد للصحة النفسية نعرفه اليوم” وذلك حسب ما أوردته مجلة وايرد الأميركية. وتحدثت عن خطورتها بما أنها مفتوحة أمام الجميع ومجانية، وأضافت بمقارنة من يتعاطى الكوكايين فلا يمكن معرفته ويظل أثره في أدمغة المصابين أما الفرق بينهما بأن المشاهد الإباحية تبقى في مخيلة من يراه بينما يمكن للكوكايين أن يذهب تدريجاً من الجسم، وقد أقترح الكونغرس رصد ميزانية لمتابعة الموضوع والتوعية حوله.
من آثاره: الطلاق
من جهة أخرى قامت إحدى الباحثات في جامعة فلوريدا بدراسة أكدت فيها أن أعداد المتزوجين تتزايد على شبكات الدردشة الجنسية من أجل الإثارة. و تؤكد مراكز الاستشار بأن هذه الغرف الخاصة تسبب الانهيار للعائلة وللعلاقة الزوجية وعادة ما تفشل أي محاولة لعلاقة جدية بين هؤلاء الاشخاص، ويؤكد المعالجون بأن الجنس على الانترنت هو السبب الرئيسي في المشاكل بين الزوجين وتؤدي هذه المشاكل عادة الى الطلاق.
الإدمان
توصل الباحثون في الولايات المتحدة الاميركية الى أن حوالى مئتي ألف أميركي مدمن على المواقع الاباحية.
ويقول الفريق الباحث أن الظاهرة تشكل خطراً قابلاً للانفجار. والمشكلة الاكبر بأن قلة يعلمن حجم المشكلة الحقيقية وتأخذها على محمل الجد. وتقول الدراسات بأن هؤلاء المدمنين يعانون من مشاكل متعلقة بالعلاقات العاطفية وما شاكل.
الاكتئاب
أظهرت دراسة أسترالية بأن عوارض الاكتئاب تظهر على المدمنين على المواقع الاباحية أكثر من غيرهم.
وتبين أن 30% منهم مصابٌ بدرجة عالية من القلق النفسي و35% بدرجات من التوتر النفسي، ويحاول المختصون التحذير من مخاطر الادمان على هذه المواقع لتجنب آثارها الخطيرة، ولأنها مدخلا الى العلاقات الخطأ التي قد توقع صاحبها في الايدز او زيادة امراض الجسد والروح إلى الخسارة المالية الضخمة.

التحذير الديني
جاء في القرآن الكريم آيات حذّرت من الانغماس في هذه الوحول حتى يصون الانسان نفسه ولا يقع في المحظور ومن يطبق تعاليم الدين الحنيف فإنه بذلك يوفر على نفسه كل المشاكل الناتجة عن الانحراف:
“قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ” (سورة النور30). “وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنها” (سورة النور 31)ْ

• كيف تعالج ادمانك على المواقع الاباحية؟
1 – فكر مليا بالأسباب التي تجعلك تتجنب المواد الإباحية.
2 – تقطع وعداً لنفسك بأنك لن تحاول مشاهدة المواد الإباحية ثانية.
3 – بذل قصارى جهدك للمحافظة على وعدك.
4 – عندما يعود الإغراء للدخول الى هذه المواقع انظر إلى نفسك وأقنعها أنك مستواك أفضل من ذلك.
5 – BookMark تخلص من كل شيء له علاقة بالصفحات الاباحية ولا تبقي حتى على الـ5.
6 – لا تمضي الليل كله متصفحاً المواقع على الانترنت بل حاول أن تتواجد مع العائلة أو أخلد الى النوم باكراً.
7 – حاول أن لاتتواجد لوحد مع جهاز الكومبيوتر، وإذا اضطررت لذلك حاول أن تخطط للوقت الذي تحتاجه لتنهي عملاً.
8 – حاول أن تنفذ هواية ما تحبها وتتسلى بها وأن تختار شيئا بعيدا عن جهاز الكومبيوتر.
9 – ركز أكثر على أهداف خاصة ومفيدة وفكر بطريقة ايجابية عن نفسك وعن قدراتك الانتاجية.
10 – النصيحة الأهم: قم بتنزيل “فيلتر” للمواقع الاباحية حتى لا تتعرض للاغواء ثانية أو تحاول مشاهدتها أو عبر حجب المواقع مباشرة من الـHosts.
إن ما نحاول الوصول اليه من قانون حجب أو “فيلتر” رقابة لهذا الموضوع هو أمر سبقنا اليه الكثير من الدول الأوروبية و حتى بعض الولايات الاميركية وكندا. وفي بريطانيا هناك الكثير من القوانين حول هذا الموضوع ومنها يصل الى السجن لمدة 3 سنوات. وفي الصين ايضا منذ العام 2008 تقريباً أغلقت حوالي 44000 موقعاً إباحياً واعتقال المئات في حملة مكافحة وأحكام بغرامات مالية للمخالفين. واعتبر الرئيس الصيني أن هذه المواقع تضر بالاستقرار الاجتماعي. وفي معظم الدول الاسلامية والخليجية وفي الجمهورية الاسلامية الايرانية وفي الجمهورية المصرية أصدرت المحكمة قانونا يمنع المواقع الاباحية لأنها تدمر جوهر المجتمع المصري.
إذاً، في حال قام لبنان بأي تشريع لقوانين محافظة في هذا الموضوع لن نكون أبدا سباقين في هذا المجال بل سنكون آخر من فكر أو نفَّذ، وقد سبقنا إلى ذلك الدول العلمانية والمنفتحة والمطالبة الاولى للحريات الشخصية والدول الاسلامية والعربية. فلم لا نحصن بلدنا الحبيب ونحمي أطفالنا وشبابنا من الانحدار أمام سراب الرذيلة ونختبئ وراء قناع الحرية الفردية.

السابق
لا يشرفني أن يكون أصدقائي الحلاني وعلامة
التالي
ممنوع الموت بأمر العمدة!