إسرائيل تغتال التهدئة

سارعت اسرائيل إلى اغتيال اتفاق التهدئة بغارة شنها طيرانها الحربي على قطاع غزة مدعية كعادتها أنها قصفت مستودع أسلحة وهو في الحقيقة مستودع للخشب، والغريب ان من يدعمها ويساند ممارستها يصدق ما تتذرع به، وهذه ظاهرة تبطل عن أصحابها ما يدعونه من تمسك بشرعة حقوق الإنسان وهم في الوقت نفسه يقبلون بتجاهل قرارات الشرعية الدولية وخصوصاً احتلال ارض الغير بالقوة.
ونتيجة صمود المقاومة الفلسطينية اضطرت اسرائيل إلى الاعتراف بفشلها متوقعة المزيد من المواجهات ولم يجد نتنياهو مخرجاً سوى اتهام الغير بمساندة اصحاب الحق في أرضهم والنضال لاستعادتها مسمياً ايران انطلاقا من مواصلة تهديداته بشن عدوان عليها ترفضه واشنطن ليس تعففاً بل خشية النتائج المرتقبة وحديتها عن زلزال تتعرض له منطقة الشرق الاوسط في حال الاقدام عليه معوضة عن ممانعتها له بتزويد سلطة الاحتلال بمزيد من الاسلحة.

واعتراف اسرائيل بالفشل تناول القبة الحديدية التي اقامتها بمساعدة اميركية اذ لم تمنع اطلاق الصواريخ عليها وهذا وحده كاف للاقرار بأن من احتل ارض شعب لن يجد الاستقرار ولا الامن الا بإعادة الحقوق الوطنية إلى اصحابها، وهذا ما هو ثابت منذ العام ثمانية واربعين، وعندما يدرك المجتمع الدولي هذه الحقيقة وينفذ قرارات الشرعية الدولية والأخذ بالسلام المعادل والشامل تعيش المنطقة واقع الاستقرار.
وليست هي المرة الاول التي تنقض اسرائيل الاتفاقات وخارطة اللجنة الرباعية وما تم التوصل اليه في اوسلو وما بعدها إذا فإن تاهلها لاتفاق تهدئة او هدنة بمساع مصرية يقع في اطار اسلوبها وتصميمها على اتباع الطريق نفسه مستفيدة من دعم مالي وسياسي لها في مجلس الامن نتية استخدام حق النقض من واشنطن بصورة خاصة.
وبفعل التشبث بالاحتلال فإن الشرق الاوسط سيظل بؤرة تفجر مستمر حتى زوال الاحتلال والاقرار بحق الشعب الفلسطيني في وطنه واقامة دولية المستقلة وعاصمتها القدس وعلى المجتمع الدولي حمل مسؤولياته لأداء الدور الفاعل في إشاعة السلام والاستقرار.

السابق
النهار: واشنطن تخشى انعكاسات سورية على لبنان ونصرالله يدعو إلى إلقاء متزامن للسلاح
التالي
الحياة: نصرالله: لنتفق على الملحّ ونؤجل خلافاتنا… خائفون على سورية وندين كل القتل