اهالي الجنوب.. بدأ ربيعهم بعد سجن طويل

ما ان أشرقت شمس آذار، بعد أيام البرد القارس، حتى امتلأت الأودية والحقول بالأهالي، الذين تركوا منازلهم شوقاً الى الطبيعة ودفء شمسها.
من وادي الحجير الى قلعة "دوبية" في بلدة شقرا، الى مارون الرّاس، خرج العشرات من أبناء بنت جبيل ومحيطها، في عطلة نهاية الأسبوع، إلى أحضان الطبيعة في يوم ربيعي دافئ وزاهٍ بعد أيام ثلجية عاصفة تأثرت بها المنطقة، اضطر خلالها الاهالي الى لزوم منازلهم. وقصد هؤلاء المتنزهين أماكن عدة من أجل تناول وجبات الغداء في الفلاء، فعجّت الحديقة العامة في مارون الرّاس بعشرات الزوّار الذين اصطحبوا معهم عدّة التبولة والأطعمة المختلفة، فالأولاد بحاجة الى الخروج واللّعب بعد أشهر طويلة قضوها قرب موائد المازوت والحطب ، "يقول جهاد سمحات، من بلدة عيناتا، ويوضح أن "عطلة عيد المعلّم كانت فرصة لعودة أبناء القرى المقيمين في المدن الى قراهم، والتمتع بالربيع الجميل". وقد فضّل عدد كبير من الأهالي التوجه الى وادي الحجير، الذي تفجّرت ينابيعه في الحقول التي أنتشر فيها الأهالي تحت أشجارها الكثيرة، فيقول خالد فرحات، من بلدة برعشيت، "معظم المقيمين في المنطقة تركوا منازلهم وكأنهم كانوا في سجن فتحت أبوابه نحو الطبيعة، فعادت موائد الحطب الى أماكنها الطبيعية تستخدم لشي اللحم وغلي الشاي والقهوة، فحاول الأهالي اقتناص هذه الفرصة، خصوصاً أن الأيام المقبلة تنذر بموجة برد جديدة".
في حين عمد البعض الى استغلال الطقس الدافيء لجمع ما تيسر له من الحطب الذي بات شبه منقرض بعد أن عمد معظم الأهالي الى استبدال مدافيء المازوت الذي ارتفعت أسعاره، بمدافيء الحطب، فيقول محمد موسى "بات الأهالي يتنافسون على جمع الحطب من البراري، فأيام البرد الطويلة كانت مكلفة جداً، فثمن الحطب باهظ أيضاً الاّ اذا استطعنا جمعه من الحقول، وهذا أمر متعب وشاق، بسبب ندرة الحطب الذي يبحث عنه الجميع في كل واد وبين الأشجار المعمّرة".
على الرغم من كل الصعوبات الاقتصادية والغلاء المعيشي والضغوطات السياسية التي يعيشها اللبناني بشكل عام واهل الجنوب بشكل خاص، إلا ان فسحة الامل بالهروب الى الطبيعة الربيعية لا زالت موجودة.
  

السابق
بابا عمرو بين الصراف والبغلي
التالي
مركزا جويا وسوق الغرب: رعاية نفسيّة ورحلة علاجيّة