السفير: الخناق يضيق على رأس “الشبكة التكفيرية”

كتبت "السفير" تقول ، فرضت "الشبكة التكفيرية" وقضية المواد الغذائية الفاسدة إيقاعهما على مداولات مجلس الوزراء والأوساط السياسية والشعبية، فيما انكفأ ملفا الإنفاق المالي والتعيينات الإدارية الى الصفوف الخلفية، بانتظار استكمال الجوانب التقنية للأول، والجوانب السياسية للثاني.
على خط مواز، يغيب مشروع الـ8900 مليار ليرة عن جدول أعمال الجلسة التشريعية لمجلس النواب اليوم، الى حين انتهاء الحكومة من إنجاز مشروع قوننة إنفاق السنوات الماضية، ما يتيح مشاركة نواب المعارضة في الجلسة التي ستناقش جدول أعمال خدماتيا وتقنيا، في وقت استمر السجال بين البطريرك الماروني بشارة الراعي ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع على خلفية تباين النظرة بينهما الى المشهد السوري الذي كان الضيف الأبرز أمس على احتفال قوى 14 آذار في قاعة "البيال"، حيث غاب الجمهور وحضرت النخبة، تحت ظلال وثيقة سياسية لـ14 آذار أعادت إنتاج أدبيات هذا الفريق.
"الشبكة التكفيرية"
وفي التطورات المتعلقة بطلب الجيش تسليمه زعيم "الشبكة التكفيرية" التي حاولت ضرب مواقع عسكرية، قالت مصادر قيادية في تنظيم فلسطيني إسلامي داخل مخيم عين الحلوة ان موضوع تسليم "أبو محمد توفيق طه" المقيم في المخيم يجب ان يُعالج بحكمة لان الاستعجال قد يولد نتائج سلبية، مشددة في الوقت ذاته على ان التنظيمات الاسلامية الاساسية في "عين الحلوة" لا تؤمن أي بيئة حاضنة للمتهم.
وأكدت المصادر لـ"السفير" ان المخيم بكل قواه الوطنية والاسلامية رفع الغطاء عن المتهم كي تتم مساءلته حول الاتهام الموجه اليه، موضحة ان لجنة تحقيق منبثقة عن لجنة المتابعة الفلسطينية تتواصل معه لإقناعه بتسليم نفسه، ومشيرة الى انه بدا لمن التقوا به متماسكا وهادئا.
ولفتت المصادر الانتباه الى ان الضغط الذي يتعرض له "أبو محمد" سيتصاعد تدريجيا، لدفعه الى تسليم نفسه طوعا، مشددة على ان الضغط سيكون اليوم أقوى من الأمس، وغدا اقوى من اليوم، "وفي حال رفض التجاوب، ستُدرس كل الاحتمالات التي تتيح تسليمه الى الجيش، وسيتخذ كل أطراف المخيم مجتمعين الموقف المناسب".
ورأت المصادر ان المطلوب ان يسلم "أبو محمد" نفسه ويستعين بمحام للدفاع عنه، وحينها إما ان تثبت براءته وإما ان يُثبت الجيش
تورطه، مشددة على انه ليس مقبولا ان يدفع المخيم كله ثمن خطأ ارتكبه فرد.
وأكدت انه إذا كان "أبو محمد" قد خطط للاعتداء على مواقع للجيش اللبناني "فعليه ان يعلم ان استهدافه مرفوض، لان الجيش مقاوم وإذا لم يكن كذلك فهو على الأقل لا يتعرض للمخيم وأهله، ثم ان الأولوية هي للجهاد في الجبهات الحقيقية في أفغانستان وغيرها حيث تنتهك أعراض المسلمين الذين هم أولى بالمناصرة".
من ناحيتها، أبلغت مصادر عسكرية "السفير" ان الجيش عمد الى تكثيف إجراءاته الامنية في محيط المخيم، حيث تخضع السيارات الخارجة منه الى تفتيش دقيق، لم تُستثن منه حتى صناديق الخضار، للحؤول دون فرار "أبو محمد"، ولمنع تهريب السلاح. كما أوضحت ان هناك إجراءات أخرى تدرس وربما يُباشر في تنفيذها خلال الايام المقبلة.
ومسألة الشبكة الارهابية التكفيرية استحوذت على مساحة واسعة من نقاشات الحكومة التي أكدت دعم الجيش وتغطيته في كل الاجراءات التي يتخذها للوصول في هذا الامر حتى النهاية، فيما اعتبر بعض الوزراء أن الحملات التي استهدفت الجيش سابقا "شكلت البيئة الحاضنة لهذه الشبكات". كما جرى التركيز على ضرورة المضي في التحقيقات حتى النهاية لكشف كل الملابسات والمتورطين وتوقيف الفارين منهم ومكافحة هذه الظاهرة بشكل حاسم.
وتوقف الرئيس ميشال سليمان عند اكتشاف قيادة الجيش خلية ارهابية كانت تخطط لارتكاب جرائم داخل مراكز الجيش على خلفية معتقدات تكفيرية يتمسك بها أعضاؤها، واشار الى إحالة هذا الملف الى القضاء المختص. وشدد على أن الجيش يشكل العمود الفقري لضمان الامن والاستقرار في البلد، مشيراً الى أن قائد الجيش العماد جان قهوجي كان قد حذر في الاجتماع الاخير للمجلس الاعلى للدفاع من الاعتراضات التي تواجه عملية حصول الجيش على "داتا" المعلومات، لجهة مراقبة وتعقب المخلين بالأمن وبالتالي شدد على تعاون وزراء الدفاع والاتصالات والداخلية والعدل في هذا المجال.
الأمن الغذائي
الى ذلك، حضرت قضية المواد الفاسدة بقوة على طاولة الحكومة، حيث اجمع الوزراء على وصفها بانها "كارثة وطنية تطال كل بيت ومواطن وتستدعي إجراءات رادعة وحازمة ولا مسايرة او تهاون فيها". وطرح بعضهم ضرورة التشدد في العقوبات ورفعها من قبل القضاة الى حدها الاقصى عند كل حالة يتم ضبطها، سواء بالنسبة الى الغرامات المالية او عقوبة السجن.
وكان سليمان قد افتتح الجلسة بالحديث عن الاغذية الفاسدة وضرورة مكافحتها، وهو أبلغ مجلس الوزراء أنه سيشارك في القمة العربية التي ستعقد في بغداد في 29 آذار الحالي.
خلاف بين سليمان و"التكتل"
وعلمت "السفير" ان خلافا حصل خلال الجلسة حول التجديد سنة إضافية لرئيسة المركز التربوي للبحوث والإنماء التي كانت قد نقلت إلى هذا المركز من ملاك الجامعة اللبنانية، إذ طلب وزراء تكتل التغيير والاصلاح التمديد لها ثلاثة اشهر فقط، ثم تعيين موظف أصيل في هذا المركز، "ليس اعتراضا على الشخص وإنما حفاظا على مبدأ التعيين بالاصالة"، كما أكد هؤلاء الوزراء، فسأل رئيس الجمهورية وزير التربية عما إذا كان ممكنا تطبيق آلية التعيين خلال ثلاثة اشهر لناحية استقبال الترشيحات وإجراء الاختبارات وتحديد الفائزين ورفع الاسماء الى مجلس الوزراء لاختيار واحد منها، فأبلغه ان الامر متعذر. وهنا، أبدى رئيس الجمهورية تمسكه بالتجديد لرئيسة المركز مدة عام، ما أثار اعتراض وزراء التكتل الذين اختلوا بأنفسهم على هامش الجلسة للتداول في الأمر، فيما قالت أوساط وزارية ان التباين حول هذه النقطة دفع الرئيس ميشال سليمان الى الاسراع في رفع الجلسة، منعا لزيادة التوتر.
بواخر الكهرباء
وسبق ذلك، نقاش حول موضوع معالجة أزمة الكهرباء، حيث طرح وزير الطاقة جبران باسيل ضرورة الاسراع في تنفيذ بعض الخطوات والاجراءات الضرورية، مستغربا التأخير الحاصل على صعيد مشروع قانون خط الغاز، والتوظيف في مؤسسة كهرباء لبنان وقانون المياومين والقانون 462 واستكمال مد خط المنصورية. كما لاحظ باسيل ان بعض الكلام المتداول حول مسألة استئجار بواخر إنتاج الطاقة بدأ يثير الريبة، مشيرا الى ان التباطؤ في استئجارها غير مفهوم، "وإذا كان هناك من عرض جديد مقدم، لماذا لا يعرض على اللجنة الوزارية المختصة التي يترأسها رئيس الحكومة، لمناقشته واتخاذ الموقف المناسب منه".
الراعي ـ جعجع
في هذه الأثناء، أثارت حملة رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع على البطريرك الماروني بشارة الراعي ردود فعل منتقدة في العديد من الاوساط المسيحية والسياسية، في وقت بدا ان جعجع يتمسك بانتقاداته للراعي، وهو رد أمس على قول البطريرك بانه اجتزأ كلامه بالتأكيد انه سمع كل حديثه وانه ليس هناك ما يبرر بعض العبارات. وقال لـ"إذاعة لبنان الحر": يعز علي ان أرى موقفا للبطريرك ينعكس سلبا على سمعتنا كمجموعة وعلى موقع بكركي وشخص البطريرك.
من جهته، قال الراعي ردا على سؤال لصحيفة الوطن القطرية عما اذا كان يتفق مع طرح جعجع بان المسيحيين في سوريا يعيشون بلا كرامة ولا حرية: يجب أن تسأل مسيحيي سوريا، فأنا لا استطيع ان أقرأ النوايا، وانا لست "نبويا" مثله كي أقرأ النوايا، هذا السؤال يوجه للشعب السوري بمسلميه ومسيحييه.
وفي إطار الإصطفاف المسيحي، اعتبر العماد ميشال عون في تناغم مع موقف البطريرك الماروني، انه لا يمكن ان نعيش مع فئات تكفيرية على حدودنا وتتفاعل مع الداخل اللبناني. وتساءل عون خلال مشاركته في احتفال للتيار الوطني الحر بذكرى 14 آذار: لو افترضنا ان النظام السوري انتهى، ما هو البديل؟ هناك سلامتنا "بالدق" والحرب ستصل إلينا، لا نريد ان نغمض أعيننا ونقول فليحكم "الاخوان ( المسلمون)". ماذا تريدون.. ان يحكمنا "التكفيريون" في كسروان؟
وثيقة 14 آذار
أما قوى 14 آذار، فاعتبرت في الوثيقة السياسية التي تلاها النائب بطرس حرب في احتفال الـ"بيال"، أن "المحيط العربي يخرج من الاستبداد ليصنع نهضته الجديدة فيما النظام السوري الذي عمل لوضع يده على لبنان يواجه حركة نابعة من آمال الناس". وأكدت الوثيقة ان السلام الداخلي شرط لحماية بلدنا من تداعيات سقوط النظام في سوريا، "ولهذا السلام الذي ندعو اليه ركيزتان: الاولى الا نقع في فخ تحميل الطائفة تداعيات الخسائر التي يقوم بها حزب، ويجب التمسك بالعدالة، والثانية ان نعيد بناء حياتنا المشتركة بشروط الدولة الجامعة وان نعيد الاعتبار الى الدولة بوصفها صاحبة الحق الحصري بامتلاك القوة المسلحة"
  

السابق
النهار: سليمان يثير عرقلة الحصول على “الداتا” ويحض الاتصالات على التعاون مع الجيش
التالي
المستقبل : شباب 14 آذار يستعيدون ربيعهم