الديار: هواجس في عين الحلوة: تسليم طه سيضرب الاستقرار

كتبت "الديار" تقول ، تراجعت السخونة في الملفات الداخلية، وغابت السجالات السياسية بين الاقطاب لتتقدم السجالات السياسية – الروحية بين البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي والدكتور سمير جعجع على خلفية كلام البطريرك عن الاوضاع في سوريا، كما سجل انتقاد حاد من قبل نواب المستقبل للمفتي محمد رشيد قباني على خلفية استقباله للسفير السوري والدعوة الى مقاطعة الصلاة التي يؤمها قباني.
ورغم هذه الاجواء فإن الهدوء ساد اجتماع مجلس الوزراء امس في غياب التعيينات رغم ان وزيرا بارزا اشاد باتجاه الحكومة لجهة إقرار مشروع تبييض الاموال بشكل يراعي المعايير الدولية، وهذا انجاز للحكومة وامر مهم للقطاع المصرفي.
اما في الملف المالي، فقد جدد العماد عون امس تمسكه بالورقة التي اعدها التيار الوطني للحل والقاضية بتحويل مبلغ الـ11 مليار دولار الى لجنة المال واجراء قطع حساب عن السنوات الماضية بين 2005 و2010، عن كل سنة على حدة، وان التيار الوطني لن يساوم في هذا الملف.
ويبقى البارز امس، ما كشفته مصادر فلسطينية لـ"الديار" عن صعوبة في تسليم رئيس الشبكة السلفية ابو محمد توفيق طه لان ذلك سيهدد استقرار المخيم بالانفجار وسيعيد التوترات.
اما الابرز اليوم يتمثل في إعلان محطات الوقود الاضراب ليوم واحد احتجاجا على سياسة الحكومة في هذا القطاع.
واكدت نقابتا اصحاب محطات المحروقات واصحاب الصهاريج وتجمّع الشركات المستوردة للنفط المضي في الاضراب التحذيري المقرر تنفيذه اليوم.
وعقد رئيسا النقابتين سامي البراكس وابراهيم سرعيني ورئيس التجمع مارون شماس مؤتمرا صحافيا في مقر تجمع الشركات، حيث اذيع البيان الآتي:
في إطار الاجتماعات المتقدمة تحضيرا للتوقف عن العمل يوم غد الخميس (اليوم)، عقدت نقابتا اصحاب محطات المحروقات واصحاب الصهاريج اجتماعا مع تجمع الشركات المستوردة للنفط في لبنان في مقر التجمع في حضور رؤساء النقابتين والتجمع.
وبعد التداول والمناقشة وفي ظل عدم حصول اي تقدم ملموس لجهة مطالب القطاع المحقة المعنية، اكد المجتمعون ما يأتي: المضي في التوقف عن العمل يوم الخميس، ودعوة نقابة الصهاريج السائقين واصحاب الصهاريج الى الاعتصام السلمي امام وزارة الطاقة والمياه على الاوتوستراد الممتد من الكرنتينا حتى مستديرة "الصياد"، من الساعة الثامنة والنصف صباحا حتى الساعة الحادية عشرة والنصف قبل الظهر.
الشبكة السلفية
أما على صعيد الشبكة السلفية التي كشفتها مخابرات الجيش اللبناني، وبعد المعلومات التي نشرتها "الديار" عن قائد المقر العام لحركة فتح اللواء منير المقدح عن وجود رئيس الشبكة ابو محمد توفيق طه في عين الحلوة، فقد ذكرت مصادر فلسطينية لـ"الديار" ان طه موجود في حي حطين، وهو يتنقل بشكل سري، وبشكل متخف وبأشكال تنكرية وأحيانا على دراجات نارية.
واضافت المصادر ان اجتماعا سيعقد للقوى الفلسطينية واللجان الشعبية في المخيم اليوم وسيصدر قرار برفع الغطاء عن طه، مع تأكيد المراجع الفلسطينية على ضرورة اعتقاله وتسليمه للجيش.
لكن المصادر الفلسطينية اكدت ان إلقاء القبض على طه امر صعب وليس سهلا مطلقا، بالاضافة الى ان اعتقاله سيترك تداعيات على استقرار المخيم.
واضافت المصادر ان اللواء منير المقدح ينسق مع القوى الاسلامية لتسليم طه عبر سيناريوات عدة.
وذكرت المصادر ان طه اعترف لمسؤولين فلسطينيين بعلاقاته مع اعضاء الشبكة والاتصال بهم.
ولمّحت المصادر الى علاقات طه المتشعبة والعديدة مع تنظيم القاعدة وقائده ايمن الظواهري في حين تؤكد قيادات في المخيم على علاقة طه بالتفجيرات التي طالت القوات الدولية في الجنوب.
جلسة تشريعية لمجلس النواب
من جهة اخرى، يعقد مجلس النواب جلسة تشريعية عادية تحضرها كل الكتل النيابية الممثلة لقوى 14 اذار وجبهة النضال الوطني وخصوصا ان الجلسة التشريعية تغيب عنها الملفات الخلافية بعد ان سحب الرئيس بري مشروع اقرار الـ8900 مليار ليرة لبنانية عن الجلسة بانتظار انجاز الحكومة لمشروع صرف الـ11 مليار دولار كي يتم النقاش في المشروعين في جلسة واحدة.
وفي ظل هذه الاجواء غير المتشنجة عقد مجلس الوزراء جلسة عادية في القصر الجمهوري في بعبدا غاب عنها ملف تسوية المليارات جراء عدم انجاز وزارة المالية للمشروع وقطع الحسابات عن كل سنة ما بين 2005 و2009 بالاضافة الى اكتشاف بعض الاخطاء في الارقام من قبل وزارة المالية تستدعي التدقيق في الارقام، حيث اكدت مصادر المالية ان المشروع سينجز مع بداية الاسبوع المقبل وسيناقش في جلسة مجلس الوزراء المقبل التي ستعقد في السراي الحكومي يوم الاربعاء المقبل.
هذا في الشكل، اما في الجوهر فتشير المعلومات الى استمرار الخلافات والتباينات حول تسوية المال، وهذه التباينات تعيق الوصول الى صياغة توافقية حول بعض البنود، وخصوصا ان فريق الرئيس ميقاتي يريد اقرار مشروع مقبول من تيار المستقبل، حيث اطلع الرئيس السنيورة على مسودة المشروع، فيما التيار الوطني الحر متمسك بمبدأ المحاسبة والمساءلة وتحويل المشروع الى ديوان المحاسبة ولجنة المال النيابية قبل اقراره والتدقيق في كيفية صرف الاموال وبالتالي عدم ممارسة سياسة "عفا الله عما مضى"، علما ان اجواء جلسة مجلس الوزراء كانت امس هادئة وطبيعية وتم التطرق فيها عبر كلام رئيس الجمهورية الى موضوع كشف الشبكة السلفية والامن الغذائي ومحاسبة من يثبت تورطه في هذا الملف، حيث ترأس رئيس الحكومة اجتماعا في هذا الخصوص بعد ظهر امس لمعالجة هذا الملف بعد تحذير وزراء في جلسة مجلس الوزراء من ان طرح هذا الملف بهذه الطريقة سيلحق ضررا في القطاع السياسي بعد الحديث عن فنادق اساسية كانت تشتري اللحوم من الشركة التابعة لآل الناطور، علما ان عدد الموقوفين في هذا الملف ارتفع الى 8 اشخاص بعد اعتقال شخصين في طرابلس وشخصين في النبطية.
اما في موضوع الشبكة السلفية، فأشار الرئيس سليمان خلال الجلسة الى ان قائد الجيش كان قد لفت في الاجتماع الاخير للمجلس الاعلى للدفاع الى الاعتراضات التي تواجه حصول الجيش على المعلومات "Data" الاتصالات لجهة مراقبة وتعقب المخلين بالامن وبالتالي شدد على تعاون وزراء الدفاع والاتصالات والداخلية والعدل في هذا المجال.
في حين قال وزير الدفاع فايز غصن الى ان الخلية التي تم ايقافها ليست "هينة" وعندما تكلمت بوجود القاعدة قامت القيامة ولم تقعد، مشيرا الى ان "توقيف هذه الخلية اثبت صحة كلامي آنذاك".
سليمان لـ"الدايلي ستار"
أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في حديث الى صحيفة الـ"دايلي ستار" سينشر غدا، ان "هناك إشادات دولية بالحكمة اللبنانية المتمثلة بالنأي بالنفس عما يجري في سوريا".
وقال الرئيس سليمان: "ما يعنيني في سوريا ان يستقر الوضع هناك، ويتحول الى الديموقراطية. وبالتالي، الامر متروك للشعب السوري وليس لأي أحد آخر".
واشار الى ان "نتيجة الاستفتاء تؤكد ان السوريين يريدون الديموقراطية"، لافتا الى ان "لا تسليح للمعارضة السورية من قبل أطراف لبنانية، إنما ما يحصل تهريب وبيع اسلحة"، وقال: كل عاقل لديه القلق من انعكاس التطورات السورية على لبنان، ولكن العاقل ذاته يجب ان يعرف كيف يحمي ساحته ويحصنها. فالحريق المجاور لنتفاديه علينا ان نطفئه.
وتابع: لبنان يلتزم الوضع الانساني للنازحين السوريين، استنادا الى ما نص عليه الدستور اللبناني لناحية احترام حقوق الانسان. ويبدو ان الحوار لم يقلع، والسبب هو رهان الجميع على الوضع السوري.
وأردف: من المسلّم به ان نزع سلاح الفلسطينيين لن يتم بالقوة، وإنما بتوافق لبناني – لبناني ولبناني – فلسطيني.
وختم الرئيس سليمان: ليس صحيحا ان الشواغر في مراكز الدولة تابعة حصرا للمسيحيين، إنما حتى في الشواغر هناك مناصفة بين المسيحيين والمسلمين. ففي رئاسة مجلس القضاء الاعلى، نعتمد معيار الكفاءة والجدارة والنزاهة والاقدمية.
سجال جعجع – الراعي
الى ذلك، تواصلت السجالات بين البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي ورئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع الذي رد امس على كلام الراعي لجهة قوله "يجب على الدكتور جعجع عدم الاكتفاء بـ"لا إله" بل إكمالها فتصبح "لا إله إلا الله"، وقال جعجع: سمعت باقي حديث البطريرك الراعي الى "رويترز"، ولكن باقي حديثه لا يبرر الجمل التي استشهدت بها وهي ان اقرب شيء الى الديموقراطية في المنطقة هي سوريا. فعندما يقول البطريرك الراعي جملا اخرى غير مفهومة، فهذا لا يعني انه ضاع مفعول جملة اخرى قالها. حتى لو قال بعدها انه "بكافة الاحوال يجب الاصغاء الى صوت الشعب"، فالجملة الاخيرة لا تلغي التي قبلها".
اضاف: ليس صحيحا انني اخذت كلمة "لا إله" من الجملة، لان الجملة كلها ليست كجملة "لا إله إلا الله" لان جملة واحدة لا تلغي التي سبقتها.
واكد ان الاتصالات لم تنقطع مع بكركي، فهذا الصرح معروفة قيمته بالنسبة للقوات اللبنانية، ولن نقبل ان يحاول اي كان اللعب على هذا الوتر، وقال: لكن يعز عليّ ان اسمع كلاما للبطريرك ينعكس سلبا علينا، وعلى وضع بكركي وموقعها وشخص البطريرك.
وانتقد جعجع العماد عون بعنف وقال: ان عون هو آخر من يحق له ان يتكلم عن تهذيب بالكلام وخصوصا باتجاه البطريرك.
وكان البطريرك الراعي قد علّق على كلام الدكتور جعجع الذي قال بأن المسيحيين في سوريا يعيشون بلا كرامة وبلا حرية فقال : يجب ان تسأل مسيحيي سوريا، إذا سألت المسيحيين سيجيبونك، ولكنني لا استطيع ان أقرأ النوايا، وانا لست نبوياً مثله (أي جعجع) كي اقرأ النوايا.
وعن الاعتراضات على كلامه الاخير تجاه سوريا وحزب الله قال الراعي: عندما تجتزئ الكلام وتأخذ بعضه وتترك بعضه الآخر فإن هذا يسبب مشكلة ويخلق حالة غير طبيعية.. والسؤال الآن هل يكفي ان نقول لحزب الله سلّم سلاحك؟ كم مرة طلبنا من الحزب تسليم سلاحه؟ هل امتثل لمطالبنا؟ وما هو جواب الحزب على هذه المطالب في كل مرة؟ إذن يجب ان ننظر الى الموضوع بكامله فأنا لا أدافع عن حزب الله بل أقول إنه إذا سلم سلاحه الآن في هذه اللحظة، فهذا سيكون عيدا كبيرا عندنا وتنتهي المشكلة.
لكن مشكلتنا في لبنان وغيرها ان البعض يجتزئون الكلام ويبنون عليه.. هناك نوايا، انا لا اتكلم عنها ولا ادين احدا بل آخذ المواضيع من جميع جوانبها.. ولانني اتكلم بموضوعية فإن هذا لا يعجب الكثيرين.
من جهة اخرى، يتوجه البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي نهار السبت الى مصر في اطار زيارة تستمر حتى الثلثاء المقبل يلتقي خلالها كبار المسؤولين المصريين.
كما سيلتقي البطريرك شيخ الازهر احمد الطيب يتناول فيه مستقبل العلاقات الاسلامية – المسيحية في منطقة الشرق الاوسط.
عون
اوضح رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون في الذكرى 23 لـ14 آذاران من ايدوا حرب اسرائيل على لبنان سنة 2006 هم انفسهم الذين يؤيدون الحرب على سوريا من الداخل، وهنا يجب ان نفكر بحسن الجوار وامن الجوار، فلا يمكن ان نعيش مع فئات تكفيرية على حدودنا وتتفاعل مع الداخل اللبناني، وعندما تحدثنا عن سوريا في بادئ الامر، قلنا اننا مع الاصلاحات ولا نريد ان يكون التطرف على حدودنا فلا يمكن ان نقبل بوصول اشخاص باسم الديمقراطية وحقوق الانسان، بينما في النهاية لا يكون هناك ديمقراطية وحقوق للانسان، لان الشريعة عندهم لا توجد ديموقراطية، منبها الى وجوب تفهم سياسة الاخوان وما هويتهم لاختيار الامر الصحيح. وتساءل لو افترضنا انتهى النظام السوري فما هو البديل؟ هناك سلامتنا.
انتقاد قباني
كذلك شن نواب "تيار المستقبل" هجوما عنيفا على مفتي الجمهورية اللبنانية محمد رشيد قباني على خلفية استقباله السفير السوري علي عبد الكريم علي حيث دعا النائب محمد كبارة المؤمنين الى مقاطعة اي صلاة يؤمها الشيخ قباني، كما اعلن كبارة، ان قباني تجاوز كل الحدود وتحد ابناء طائفته التي يخرج ابناؤها من مساجدهم في كل لبنان لإدانة النظام السوري.
14 آذار في البيال
من جهة اخرى، احيت قوى 14 اذار بعد ظهر امس ذكرى انطلاقتها السابعة في البيال تلا فيها النائب بطرس حرب وثيقة 14 آذار وذكر فيها بأنه "في العام 2005 اطلقنا مع انتفاضة الاستقلال شرارة الحرية في العالم العربي التي قادتنا الى ما نشهده الآن، معتبرا انه علينا اليوم ان نكمل ما بدأناه لاكمال بناء الدولة المدنية وخوض معركة السلام الداخلي كي لا يصبح لبنان على هامش التاريخ".
وشدد على ان خيار السلام الوطني والداخلي يكون لجميع اللبنانيين او لا يكون، داعيا جميع اللبنانيين الى التشارك بانتفاضة سلام ولفت الى انه رغم المصاعب والاخطاء التي اكتنفت مسيرتنا ورغم التحديات امامنا فإن ما انجزه الشعب بانتفاضة الاستقلال يبقى المنطلق والدليل في مسيرتنا، وقوى 14 اذار ترى في المبادئ والمنطلقات في هذه الوثيقة مرجعية لعملها في المرحلة المقبلة على طريق لبنان.
وقد غاب عن المناسبة الحزب التقدمي الاشتراكي وحركة اليسار الديموقراطي.
وكان الرئيس سعد الحريري قد استبق الاحتفال بكلمة اعلن فيها انه من غير المنطق لاي فريق داخلي ان يراهن على احياء نظام يتهالك، مشيرا الى ان اللبنانيين قرروا رفع الوصاية الخارجية عن وطنهم وهم لن يرضوا بالتأكيد للجمهورية اللبنانية ان تقع رهينة اي وصاية اخرى سواء كانت مباشرة او غير مباشرة.   

السابق
المستقبل : شباب 14 آذار يستعيدون ربيعهم
التالي
ألانوار : 14 آذار تدعو الى انتفاضة سلام