الجميع في ورطة

تعرف قيادات قوى الرابع عشر من آذار مكامن ضعفها ولكن يسجل لها أنها لا تقمع الآراء الناقدة من داخلها والحريصة على مسيرتها.
هذه القوى ليست حديدية ولا شمولية ولا استبدادية وبالتالي فهي منفتحة على جميع الأفكار ولا تخاف تململاً أو رأياً مخالفاً.
في مسيرتها التي انطلقت العام 2005 واجهت ظروفاً صعبة للغاية ليس أشدّها تعرض بعض قادتها للاغتيال وليس أبسطها تمسكها بمشروع الدولة الذي يفرض القبول بتسويات.
إن أي مقارنة سريعة مع قوى الثامن من آذار تفضي الى الاعتراف بأن الاحتكام الى الاعتدال ومفاهيم الحرية والعدالة والديموقراطية يؤكد صحة النهج على المدى الطويل.
ليست أحزاب الثامن من آذار (بخلاف حزب الله) بخير فمعظمها مفكك ومنسلخ عن شرائح اجتماعية واسعة ويميل الى العنف الكلامي والأداء السياسي شبه القمعي.
تزداد الهوة بين المعسكرين وتتباعد جماهيرهما حتى لكأننا بتنا في بلدين "عدوّين".
لا تقرأ جماهير الثامن مطبوعات ووثائق الرابع عشر ولا تشاهد شاشاتها ولا تستمع لإذاعاتها والعكس صحيح.
ولا تتحرك قيادات من هنا أو هناك لمناقشات أو لقاءات ولا يبدو أن في الأفق ما يشير الى ذلك.
إذاً، الجميع في ورطة، وحين يجلس سياسي متحدثاً في أمر ما يسمعه مريدوه فلا يترك أي أثر عند الطرف الآخر.
يتقدم السؤال سلمياً وسياسياً وثقافياً وفكرياً واجتماعياً؟
الجواب العاقل أن قوى الرابع عشر هي المؤهلة بحكم شعاراتها لهذه المهمة وإلا لصارت كمن يتكلم في صالون البيت لا يسمعه إلا الجالس في غرفة القعدة.
كيف ومتى؟ العلم عند الله إنما على الإنسان أن يسعى فلا يتوقف ليقول: يصطفلوا.
  

السابق
قمّة «خروج سوريا» وعودة العراق إلى الحضن العربي
التالي
إهدأ قليلاً