فضيحة الغذاء الفاسد تتوالى فصولاً

عاد ملفّ سلامة الغذاء بقوّة ليتصدّر الملفّات الحياتية التي تحتاج إلى حلّ سريع وجذريّ، بعدما تمّ ضبط عشرات الأطنان الفاسدة من اللحوم والأسماك خلال الأسبوعين الماضيين، الأمر الذي أظهر أنّ الأمن الغذائيّ معدوم في البلد. واللافت، أنّه على رغم تصدّر فضائح هذا الملفّ مراراً وتكراراً قائمة أولويّات الحكومات المتعاقبة، إلّا أنّ معالجته لا تزال فاشلة.

أعلن نقيب أصحاب المطاعم والملاهي بول عريس تأييدة للحملة التي تقوم بها مديرية حماية المستهلك لضبط المواد الفاسدة لا سيما اللحوم منها. ودعا عبر "الجمهورية" الدولة الى تكثيف الحملات واتخاذ اجراءات قاسية بحق المخالفين خصوصاً خلال هذا الشهر، اي قبل بدء التحضيرات لموسم الصيف.

وعن أسماء المطاعم التي توزع عبر الرسائل القصيرة كونها تبتاع اللحوم من المستودعات التي ضبطت فيها لحوم فاسدة، قال: إذا كانت هذه اللائحة صادرة عن الجهات الرسمية مثل مديرية حماية المستهلك أو القضاء المختص فنحن نحترمها وغير ذلك تكون اشاعات مغرضة. أضاف: الدولة تتحرك وتأخذ اجراءات بحق المخالفين الا ان القانون يمنعها من أن تصرح عن اسماء المخالفين قبل أن يصدر الحكم من المحاكم. وتالياً، فإن كل من يطلق هذه الاسماء يضر بالقطاع ككل. أضف الى ذلك، مع ازياد عدد المطاعم في لبنان باتت المضاربة في السوق قوية جداً فأي مستثمر في هذا القطاع يأخذ حذره من الخسارة التي ستكلفه خروجه من السوق وخسارة أكثر من نصف مليون دولار قيمة الاستثمار.

ورداً على سؤال، قال: كنقابة، لا يحق لنا التدخل في شؤون أي مطعم لتحذيره أو مراقبته أو اتخاذ اجراءات في حقه لاننا لسنا جهة رسمية، الا أننا اجتمعنا مرات عدة مع وزراء الاقتصاد والسياحة والزراعة وطلبنا منهم اتخاذ أشد العقوبات بحق المخالفين أكانوا تجاراً أو اصحاب مطاعم.

ولفت عريس الى أن 70 في المئة من المطاعم في بيروت تخضع لدورات مكثفة عن السلامة الغذائية مع الشركات المختصة، مؤكداً أن المطاعم الحائزة على شهادة في التصنيف كافية لتطمين الزبون، سيما وأن شركات التصنيف تراقب هذه المطاعم شهرياً الى جانب التدريب المستمر والمواصفات المجبرة المطاعم على الالتزام بها.

إجتماع السراي

وعلى وقع هذه الفضائح وتزايد كمية المضبوطات الفاسدة، يعقد في الرابعة والنصف بعد ظهر اليوم الاربعاء، اجتماع موسع في السراي دعا اليه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي للبحث في هذه الملفات، في حضور الوزراء المعنيين بالملف الاجتماعي والغذائي والطبي ورؤساء المؤسسات المعنية بالرقابة والسلطة القضائية.

الى ذلك، دهمت أمس دورية من مصلحة حماية المستهلك في وزارة الاقتصاد بمؤازرة قوى الامن الداخلي، مستودعا يخص المدعو ا. ك.الحاج في بلدة برج الملوك – قضاء مرجعيون، وصادرت من داخله 30 صندوقا من الدجاج واللحوم الفاسدة منتهية الصلاحية، وختمت المستودع بالشمع الاحمر، واحيل صاحبه الى مخفر درك برج الملوك للتحقيق.

وضبطت لجنة الصحة التابعة لبلدية صور خلال جولة تفتيش كميات كبيرة من المواد الغذائية الفاسدة في عدد من المحلات في المدينة وصادرتها، ومن بين المواد المضبوطة معلبات، لحوم واجبان وغيرها من المواد الاستهلاكية اليومية.

كذلك، دهمت دورية مراقبة من مصلحة الاقتصاد والتجارة في الشمال، مستودعات غذائية في طرابلس تبين انها تحوي مواد فاسدة، وبعدما تم اعلام النيابة العامة الاستثنائية بالامر ارسلت قوة امنية للمؤازرة، وتم اتخاذ الاجراءات القانونية اللازمة، وتنظيم محضر ضبط بالمخالفة، وختم البراد بالشمع الاحمر. واشارت الى ان البضاعة المصادرة كناية عن قريدس، سمك، دجاج، خضار مجلدة، الوزن 20 طنا.

وتمكنت الاجهزة الامنية بالتعاون مع وزارة الصحة ومصلحة حماية المستهلك من ضبط نحو 7 اطنان من اللحوم الفاسدة داخل إحدى غرف «ثلاجة المواسم»، المتخصصة بتخزين اللحوم والاسماك وتبريدها في منطقة البداوي شمال مدينة طرابلس. وقامت الشرطة القضائية بختم الغرفة بالشمع الاحمر.

قضائياً، أرجأ قاضي التحقيق الأول في بيروت غسان عويدات الى يوم الجمعة المقبل استجواب الموقوفين سليمان وسميح الناطور المدعى عليهما في جرم حيازة وبيع كميات كبيرة من اللحوم الفاسدة والمنتهية الصلاحية وغيرها من المواد الغذائية الفاسدة، ومحاولة قتل كل من يأكل من هذه اللحوم والأسماك، قصداً بعد أن توقعوا حصول النتيجة وقبولهم بالمخاطرة فيما لم يحل دون اتمام أفعالهم سوى ظروف خارجة عن ارادتهم. وجاء الارجاء بعدما استمهلا لتوكيل محامين للدفاع عنهما.

شقير

وكان رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في بيروت وجبل لبنان محمد شقير اعلن ان الغرفة اتخذت قراراً بشطب عضوية المؤسسات المسجلة لديها والتي ثبت تورطها بفضيحة اللحوم والاغذية الفاسدة. وأوضح في بيان "ان القرار جاء بعد التشاور والتنسيق مع وزارة الاقتصاد والتجارة، انطلاقا من حرصنا العميق على تنقية الجسم التجاري، وحفاظاً على سلامة المواطن اللبناني وأمنه الغذائي".

وقال شقير "لن نسمح لحفنة من الاشخاص ان تلطخ سمعة الاقتصاد اللبناني وتضرب اقتصاده خصوصا قطاعي التجارة والسياحة"، مؤكّداً استعداد الغرفة لاتخاذ كل الخطوات المتاحة لحماية الاقتصاد والمستهلك اللبناني على حد سواء. وطالب بإنزال أقصى العقوبات بكل من يثبت تورطه في هذه القضية.

فهد

بدوره، أعلن رئيس نقابة السوبرماركت في لبنان نبيل فهد عن ادانته وشجبه لكل المتورطين في قضية الأغذية الفاسدة. وقال في بيان "ان هذه القضية تمس كل مواطن من كل الفئات والاعمال، وهي مرفوضة رفضاً مطلقاً من قبلنا"، مشددا على ان النقابة تضمّ صوتها الى كل الجهات المعنية خصوصا أجهزة الدولة لوضع حد لمثل هذه الارتكابات ومعاقبة المرتكبين.

السابق
الان عون: خرق الجيش يبشر بما ينتظرنا مع صعود نفوذ المجموعات التكفيرية
التالي
لماذا ترييح حزب الله؟