عرب ايدول: تضارب أفكار ومشاكل اسبوعية

في السهرة الاخيرة من Arab idol على محطّتي MBC وLBC برز تناقض واضح لإتجاه البرنامج، ظهر من خلال إرتباك خيارات المتبارين الغنائية وتضارب آراء اللجنة المؤلّفة من الفنانين راغب علامة وأحلام والموزّع الموسيقي حسن الشافعي.
فبينما لاحظ المتابع ضعف أداء المتباري محمد طاهر في أداء أنماط غنائية عربية مختلفة في مقابل تميّزه الكبير في الغناء الخليجي، اختار طاهر هذه المرّة أن يغني "سهران معاكي الليلة" لصابر الرباعي، ومن الغريب أن يرى حسن الشافعي أن الأغنية "لايقة" على صوته، علماً أن رأي الفنان راغب علامة يبقى معياراً علمياً وفنياً لا يخطئ، إذ قال للطاهر بأنه يضعف حين "يخرج من ثوبه" (الخليجي)، والللافت هنا أن ملاحظة أحلام كانت تدعو محمد الطاهر إلى الحراك على المسرح، ليضيف حسن الشافعي إلى الملاحظة ملاحظات تتعلّق بقدرة الأرتيست "أن يولّع المسرح" بحراكه وتنقّله على الخشبة، هنا استغربنا هذه الملاحظة في حين أن فنانين روّادا مثل محمد عبده والسيدة فيروز وغيرهما، لا يتحرّكون على المسرح ولا يمتون بصلة إلى معايير صناعة النجومية الحديثة و"توليع" المسرح. نقول هذا لأنّ Arab idol أعلن كثيراً عن اتجاهه للغناء الحقيقي وليس للشكل ومعايير النجومية الحديثة.

أخيراً خرج محمد الطاهر من المنافسة في سهرة النتائج التي استضافت المغنية إليسا ليل السبت الفائت. وظهر الإرتباك في محطات عدّة خلال السهرة الغنائية ليلة الجمعة على MBC، فمثلاً، لم يستسغ كل من أحلام وحسن الشافعي كثيراً غناء المتباري يوسف عرفات "كل القصايد" لمروان خوري، مما يعني أنهما يحبان صوته القوي في الأغاني الطربية، هنا قال يوسف عرفات على المسرح بأنه إختار الأغنية على أساس التنويع وهو من شروط البرنامج، أما تشخيص راغب علامة فكان صائباً في إشارته الى أنّ يوسف عرفات استطاع أن يجمع قوتي الطرب والتعبير في هذه الأغنية وتلك معادلة صعبة. هذا الإرتباك الذي بات واضحاً في البرنامج ينعكس على اختيارات المتبارين للأغاني، إذ ظهرت اختيارات ناديا منفوخ في السهرات الأخيرة من نوع الأغاني الشائعة شعبياً والتي تحمل نكهتها الطربية الشعبية مثل "لهجر قصرك" ثم أخيراً "عهدالله يا محبوب" لملحم بركات و"لزرعلك بستان ورود" لفؤاد غازي، فهل اختارت المنفوخ تلك الأغاني لإستقطاب كمّ أكبر من الجمهور، على أساس الإعتقاد (الخاطئ) أن الأغاني الطربية الكبيرة لا تجذب كثيراً من الناس. وعلى العكس إنّ المتبارية دنيا بطمة حظيت بكمّ أكبر من التصويت ولفتت الإنتباه في غنائها لموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب "قلي عملك إيه"، وهنا جاءت ملاحظة المطربة أحلام في مكانها إذ قالت لدنيا إنها ذكّرتها بمطربة كبيرة صاحبة "ستّ الحبايب" فصوّب راغب علامة ملاحظة أحلام قائلاً "إنها فايزة أحمد"، والجدير ذكره أنّ محمد عبد الوهّاب كان يرى في فايزة أحمد المطربة الوحيدة التي تسقط على ألحانه أداء مقامياً من روحيتها فتضيف عليها حلاوة ليبدو أن لحنه ارتدى ثوباً جديداً. وبالفعل أعطت دنيا بطمة للحن عبد الوهاب روحية مميزة وراحت تتلاعب بالإنتقالات النغمية. عادت دنيا بطمة في إطلالتها الثانية لتغني ما لا يليق بصوتها "ع البال" لسميرة سعيد، هذا ليس "ضدّ" هذه الأغاني، لكنها بمعظمها تنطبع بنمط غناء أصحابها من المغنين ولا تعطي متسعاً لإبراز شخصية صوت جديد، فقد غنت كارمن سليمان بأحاسيس جديدة أغنية "مستحيل" لوردة الجزائرية، بينما ظهرت كنسخة معدّلة عن نجوى كرم في "لا تبكي يا ورود الدار".

السابق
البعريني: مواقف الراعي وطنية عربية بامتياز
التالي
في صيدا يستخدمون مأساة حمص