وقاحة إسرائيل

دولة الابرتهايد الاسرائيلية، التي شنت عدوانها البربري والوحشي على ابناء الشعب العربي الفلسطيني في قطاع غزة منذ يوم الجمعة الماضي دون اية ذريعة او مبرر حتى ولو كان واهيا وشكليا، وأوغلت قتلا في الاطفال والنساء والشيوخ ما رفع عدد الشهداء الى ما يزيد على العشرين شهيدا واكثر من ستين جريحا. هذه الدولة الاستعمارية قامت من خلال نائب سفيرها في الامم المتحدة، حاييم فاكسمان بتقديم شكوى رسمية الى الامين العام للامم المتحدة، بان كي مون “تطالب فيها بإدانة استمرار سقوط الصواريخ الفلسطينية على المناطق المحاذية للقطاع!؟”.
أبلغ مثل على الرسالة الاسرائيلية، المثل الشعبي القائل “ضربني وبكى وسبقني واشتكى!” وايضا المثل التالي : “إن لم تستح فافعل ما شئت!”هذا هو حال الدولة الخارجة على القانون، دولة الابرتهايد الاجرامية، التي تستخدم كل صنوف اسلحة الموت والدمار ضد ابناء الشعب الفلسطيني لليوم الخامس على التوالي، وفي ذات الوقت، توجه رسالة للامم المتحدة تطالب فيها بوقف “الصواريخ” الفلسطينية، مع ان لسان حال قادتها المعلن رسميا، يعلن استمرار العدوان الوحشي على قطاع غزة، وبالتالي رفض الوساطات المصرية والاوروبية. فهذا نتنياهو يتوعد أبناء شعبنا اثناء جولته في أسدود، بتوجيه ضربات اشد من تلك التي تعرضت لها الفصائل الفلسطينية.

اما باراك، وزير الحرب فيقول، “إن جولة التصعيد الحالية قد تطول!” اي ان وقف العدوان غير وارد حتى اللحظة. وفي السياق لم يغب صوت العنصري البغيض ليبرمان عن حملة التحريض على مواصلة العدوان الاسرائيلي على المواطنين، حيث اعلن ردا على تصريح وزير خارجية مصر محمد كامل عمرو، المطالب بوقف العدوان: قال وزير خارجية إسرائيل: إنه من الضروري اجتياح قطاع غزة من اجل تصفية قيادات حماس!؟”. المهم في تصريح الصهيوني المتطرف استمرار العدوان على المواطنين الابرياء، لأنه يعلم ان قادة حركة حماس لم يسمحوا لكتائبهم باطلاق أية قذيفة، ليس هذا فحسب، بل انهم يعملون ما في وسعهم لضبط ايقاع ردود الفعل الفلسطينية لاثبات حسن السير والسلوك امام الاسرائيليين والاميركان وغيرهم، وبالتالي التهديد لهم، يأتي في إطار التلميع. وتعميقا لخيار التصعيد في العدوان الاسرائيلي اعلن يوآف مردخاي، الناطق باسم الجيش الاسرائيلي: ان الجيش مستعد للقيام بعملية برية واسعة في غزة ! وهو ما ينبئ بتوسيع العمليات الحربية الوحشية ضد المواطنين العزل في القطاع بذريعة كما يقول مردخاي”إذا ما استمر تصعيد الاوضاع الامنية، وما لم يزل التهديد عن المدن جنوب إسرائيل!؟” والمتابع لعملية القتل وارهاب الدولة المنظم يرى بأم عينيه، ان اسرائيل هي وحدها المسؤول الاول والاخير عن العدوان والتصعيد والتهديد لحياة المواطنين الفلسطينيين والاسرائيليين على حد سواء.
ما تقوم به إسرائيل من عدوان وحشي يندى له جبين العالم وقواه الكبرى، وايضا يندى له جبين العرب الرسميين، الذين اكتفوا ببيانات الشجب والادانة، وبقي بعضهم مشدودا لتصفية حسابه مع نظام بشار الاسد دون الالتفات للدم الفلسطيني المباح، تنفيذا لتعاليم راعي البقر في البيت الابيض.

وفي الوقت الذي يتضاعف العدوان وحشية لغياب ردود فعل عربية او دولية، ولقناعة حكومة نتنياهو، بأن حركة حماس المسيطرة على مقاليد الامور في القطاع منذ الانقلاب الاسود في 2007، تعمل بكل ما تملك من ثقل امني وسلطوي لتهدئة الخواطر، حيث ارسلت عضو مكتبها السياسي محمود الزهار الى القاهرة لتستجدي هدنة جديدة دون مقابل، وعلى حساب القوى الاخرى وخاصة حركة الجهاد الاسلامي واللجان الشعبية وغيرها من الاذرع العسكرية لفصائل العمل الوطني. وادعت زورا وبهتانا، انها رفضت عرضا تقدم به روبرت سيري، المبعوث الخاص للامم المتحدة قدمه للزهار باتصال هاتفي، لأن المبعوث الدولي لم يتصل بالقائد الحمساوي، ولو اراد الاتصال فانه سيتصل بقيادات اخرى من حماس.
حركة حماس حاولت تسويق تهدئة مجانية على القوى الاخرى، لكنها فشلت، وكشف العدوان الجديد افلاس حركة حماس، وكتائب عز الدين القسام، التي ما فتئت تتغنى بالمقاومة، وما زالت تعمل بقوة من اجل الوصول بأسرع وقت ممكن للوصول لتهدئة، لان استمرار العدوان الاسرائيلي، يكشف اكثر فأكثر عورات حماس وشعاراتها الغوغائية الكاذبة.

وفي السياق فانه يكشف وحشية دولة الابرتهايد الاسرائيلية، والمطلوب من العالم اجمع وخاصة اميركا وباقي اقطاب الرباعية وقف العدوان الاسرائيلي فورا، والعمل على قطع الطريق على سياسة ضرب ركائز عملية التسوية من خلال الوقف الفوري ايضا للاستيطان الاستعماري في القدس الشرقية وباقي المستعمرات في الضفة، والزامها باستحقاقات عملية التسوية السياسية والاقتراب الفعلي من خيار حل الدولتين للشعبين على حدود الرابع من حزيران عام 67، لاعطاء بارقة أمل لشعوب المنطقة، ولدرء الاخطار الناجمة عن انفلات دوامة العنف والعدوانية الاسرائيلية.  

السابق
حملة تشجير لدار الأيتام الإسلامية في حاصبيا
التالي
اصابة 11 أسيرا في سجن عسقلان