الاخبار: عرضان مجزيان جديدان وراء تأخير بواخر الطاقة

وضع لقاء رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ورئيس لجنة المال النيابية ابراهيم كنعان اللمسات الأخيرة على مشروع قطع حساب الإنفاق المالي، وبات شبه جاهز لعرضه على مجلس الوزراء، لينتقل الاهتمام لاحقاً إلى مسألة لا تقل أهمية «قبل الدخول في الظلام»، وهي استقدام البواخر لتوليد الطاقة التي تبيّن أن عرضين جديدين مجزيين وراء تأخير بتّها.
وفيما يتوقع أن يأخذ مشروع قطع الحساب طريقه إلى مجلس الوزراء هذا الاسبوع أو الذي يليه، بعد إنجازه، ربط ميقاتي استقدام بواخر لتوليد الطاقة بتحسين شروط المناقصات لمصلحة الخزينة. وأوضح، في لقاء مع الصحافيين المعتمدين في السرايا، أنه يعي «تماماً ضرورة استقدام هذه البواخر، لكن الأشخاص أنفسهم الذين ينتقدون تأخير البواخر سينتقدون أكثر، إذا جرت العملية بالطريقة المعتمدة حالياً، وسيطرحون أسئلة كثيرة من نوع لماذا رست المناقصة على زيد أو عمرو؟ من هذا المنطلق أحرص على وضع المناقصة في إطارها السليم».
وكشفت مصادر قريبة من ميقاتي وأخرى نيابية قريبة من «تكتل التغيير والإصلاح» أن سبب تأخير بت الملف هو أنه بعدما تلقت اللجنة الوزارية المكلفة متابعة ملف البواخر عرضين من شركة تركية وأخرى أميركية، تلقى فريق عمل ميقاتي عرضين أفضل من السابقين، من شأنهما تحقيق وفر للخزينة يقدّر بعشرات ملايين الدولارات خلال 3 سنوات، وهي المدة التي سيتوقف فيها العمل في معملي الذوق والجية من أجل صيانتهما. ويعكف رئيس الحكومة حالياً على درس العرضين تمهيداً لعرضهما على اللجنة.
وفي موضوع الإنفاق المالي من خارج الموازنة، أمل ميقاتي انجاز مشروع القانون المتعلق بقطع حساب ايرادات ونفقات السنوات الفائتة تمهيداً لبحثه في جلسة مجلس الوزراء غداً، مشيراً إلى رغبة لدى الجميع في حل الموضوع، وكاشفاً عن خلية عمل منكبّة منذ أيام عدة على معالجة الملف وصولاً الى الصيغة المطلوبة لوضعها على جدول أعمال جلسة الاربعاء، والا فالجلسة التي تليها.
وتناول ميقاتي عدداً من الملفات الشائكة بدءاً من اعطاء الجيش التغطية السياسية الى كشف الخلية السلفية في الجيش «التي باتت في عهدة القضاء العسكري»، مروراً بطلب سوريا تسليم عناصر دخلت الى لبنان، والذي «بات في عهدة القضاء الذي يتخذ القرار المناسب من دون استنسابية او تدخل سياسي». وشدد على أن «الجيش يتخذ الاجراءات المناسبة في مسألة تهريب أسلحة الى سوريا، ولكن لا يجوز إغفال دور تجار الاسلحة في الموضوع». ورأى أن هناك «تضخيماً متعمداً» في موضوع النازحين السوريين، مشددا على «أن لبنان ليس ممرا أو مقرا لأي عدائية أو مؤامرة على أي دولة عربية وعلى رأسها سوريا».
وإذ طمأن الى أن الوضع في لبنان جيد، اكد انه لا يضع رئيس الجمهورية في موقع الفريق وان الخلاف مع النائب ميشال عون حول التعيينات يجب ان يجد طريقه الى الحل، مشيراً الى دور للبطريرك الماروني بشارة الراعي في هذا المجال.
وكان ميقاتي التقى النائب كنعان الذي أوضح ان البحث تناول «الانفاق المالي وقطع الحساب وما يحكى عن تسوية وحلول»، وأوضح «أن مشروع قانون قطع الحساب عن كل سنة يجب ان يصدر في شكل مستقل»، مؤكداً أن «هناك صيغة باتت جاهزة».
وفيما نقل زوار عون رفضه أية تسوية لقطع الحساب، أكدت أوساط التكتل لـ «الأخبار» وضع اللمسات الاخيرة على مشروع القانون الذي تقدم به التكتل بعد ادخال تعديلات بسيطة على الصياغة والذي «لا يتضمن أي نوع من التسوية». وأشارت إلى «أن وزير المالية محمد الصفدي كان سيقدم تسوية، أما نحن فقدمنا قطع حساب بكل النفقات والايرادات وسيحال الى ديوان المحاسبة للتدقيق فيه».
وكان رئيس الجمهورية ميشال سليمان التقى في قصر بعبدا، رئيس مجلس النواب نبيه بري وبحث معه الاوضاع العامة ولا سيما ما يتصل بالجلسة التشريعية التي دعا إليها بري الخميس المقبل.
حملة الحريري وجنبلاط على الأسد
على صعيد آخر، وتزامناً مع جلسة مجلس الأمن الدولي حول الوضع في الشرق الاوسط وتحديداً في سوريا، دعا الرئيس سعد الحريري «المجتمعين العربي والدولي للوقوف مع السوريين قولاً وفعلاً». فيما واصل النائب وليد جنبلاط حملته على الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، واعتبر في موقفه الاسبوعي لجريدة «الانباء»، ان «اسقاط بابا عمرو لن يكون نهاية المطاف فهناك ادلب واللاذقية وحماه وعشرات المدن والبلدات السورية التي لن تتراجع مهما كان الثمن».
ومن الدوحة، نقل البطريرك الراعي عن أمير دولة قطر حمد بن خليفة آل الثاني بعد لقائه في الدوحة «إيمانه بأن الديموقراطية وحدها هي الحل لكل شؤون الشعوب »، وتأكيده أنّ «الأنظمة الأحادية لم يعد لها مكان في العالم». ونقل الراعي عن أمير قطر حرصه على عدم وصول أنظمة متشددة الى الحكم في أية دولة عربية.
وانتقد رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع بلهجة تهكمية مواقف الراعي متهماً إياه بـ «تحوير تاريخنا». وقال: «البطريرك الراعي يضع المسيحيين في العالم العربي في مواجهة مع الاكثريات، ورعيته هي كلّياً ضد هذا التوصيف، موقف غير مشرف القول اننا يجب ان نبقى مع النظام السوري، امر يدمي القلب ان موقعاً كبكركي بات في موقعه الحالي». وسأل «هل يُعقل ان اكثرية الدول العربية والعالم لديها موقف تجاه سوريا بينما بطريرك الموارنة الى جانب وئام وهاب وفايز شكر وروسيا والصين؟».

السابق
مؤتمر اصلاح السياسات الاجتماعية للمركز الاستشاري
التالي
استئناف الحرب على المفتي