نحو الفدرالية

حالما يُذكر تعبير "الفدرالية" في عالمنا العربي يتعالى الصراخ وتشهر الاتهامات بالتخوين ويبدأ الندب.
ليس "الاستعمار" جمعية خيرية بالتأكيد، ولكن البعض في محاولته التخويفية والتخوينية الدائمة يحاول إخفاء رغبته في السيطرة والاستبداد.
لا إنماء متوزناً في جميع الاقطار العربية ولا توزيع عادلاً للثروات الوطنية ولا عدالة اجتماعية ولا تداول للسلطة ومع الوقت تشتد المركزية في العواصم ويزداد النزوح من الارياف بسبب الفقر.
لا تقوم الفدرالية بالطبع على شراكة بين "عيّان وميت" ولكنها في الاساس تقوم على الرغبة في تشارك وتبادل الثروات الوطنية وعلى تكاملها ضمن اطار جامع اسمه الدولة المركزية العادلة.
لذا، حين يطالب الميسور، في بلد ما، بالتقسيم او بالانفصال فذاك يكون لاسباب سياسية، وحين يطالب الجائع بالفدرالية فذاك بسبب الشعور بالدونية.
مرّ لبنان منذ استقلاله بفترات مشابهة ارتبطت بالشعور بالقهر حيناً وبالغبن حيناً آخر ولكنها كانت تعالج بمزيد من القهر والغبن.
وتجنباً للغوص في متاهات غير محمودة نسارع الى الاشارة المرتبطة بتجربة الحكومة الحالية التي هي فعلاً حكومة فدرالية غير عادلة.
بعد سقوط الحكومة السابقة او إسقاطها وكانت "حكومة الوحدة الوطنية" جرى تركيب حكومة جديدة من اقليات سياسية حاولت ولا تزال تحاول الاقلاع.. من دون فائدة.
فدرالية بين قسم من الموارنة في جبل لبنان، وقسم من السنّة في الشمال وقسم من الدروز في الشوف وعاليه وفريق كبير من الشيعة في الجنوب والبقاع.
استبعدت فئات اخرى وازنة سياسياً وطائفياً وهذا سيدفعها الى الشعور بالقهر.. والتطرف وسيتأذى لبنان.
ومع تقديرنا لمفهوم الفدرالية العادلة نرى لزاماً علينا القول اننا نسير هكذا نحو تقسيم كما يجري في ليبيا وسوريا والعراق، والسودان.

السابق
السويداء لزعيم المختارة: اصمت!
التالي
الراي: قلت للأسد لا تستطيع تغيير اتجاه الريح… فغيّر وجهة السفينة