الشرق: تظاهرة كتاب التاريخ: اشكال وجرحى

تحولت تظاهرة "اذا أردت ان تتغلب على شعب نسه تاريخه " الطلابية التي انطلقت من امام بيت الكتائب المركزي باتجاه السراي الحكومي بدعوة من مصلحتي الطلاب في حزبي "الكتائب" و"الوطنيين الأحرار" الى إشكال بين قوى الامن الداخلي والجيش وبين المتظاهرين أدى الى إندلاع مواجهات تطورت إلى تشابك بالأيدي والضرب بالعصي ما اسفر عن جرح من 7 طلاب من بينهم نمر كميل شمعون وابن شقيقه "انغرد من "آل ضاهر والرقيب إدي عون والدركي المتمرن الياس ابو رجيلي، نقلهم فوج إطفاء مدينة بيروت الى مستشفى الوردية.
وعلى الأثر دعا منظمو التظاهرة الى فضها ومغادرة مكان الاعتصام وتوجه الجميع الى البيت المركزي في الصيفي للاجتماع مع القيادات الحزبية لاتخاذ الموقف المناسب مما جرى.
ووزع المتظاهرون بيانا اكدوا فيه:"إذا أردت أن تتغلب على شعب، نسّه تاريخه. تحت هذا الشعار تتم صياغة كتاب تاريخ يشكل تعدّيًا جديدًا على مبدأ المساواة بين اللبنانيين، ويحمل مغالطات، لكي لا نقول تزويرًا للحقائق التاريخية،فالدولة التي استقالت من دورها الجامع لجميع مكونات الشعب اللبناني تناست تاريخ ابنائها الذين استشهدوا في سبيلها".
ورأى المتظاهرون انّ "أيّ كتاب يعمّق من شعور شريحة كبرى بالغبن والاقصاء، لا بل بعدم الانتماء إلى هذه الدولة، هو إهانة لمقاومتنا وتضحياتنا المرتبطة بذاكرتنا الجماعية وبكرامتنا. فإذا أردنا التطرق إلى حقبة الحرب، ففي سبيل تفاديها. وإذا أردنا أن نتكلم على انقساماتنا فلتحقيق وحدتنا الحقيقية".
ودعا المتظاهرون "الدولة اللبنانية الى الخروج من منطق الانصهار، والرجوع عن هذا المشروع، واعتماد صيغة تجمع جميع وجهات النظر وتحترم التعددية، فنكون القدوة في احترام الخصوصية والتنوّع والتعدّدية في زمن باتت فيه هذه القيم مهددة".

كتاب الى ميقاتي
وتمكّن رئيس مصلحة الطلاب في حزب الكتائب باتريك ريشا ورئيس منظمة الطلاب في حزب الوطنيين الاحرار سيمون درغام من تسليم كتاب الى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اشار الى "ان فرض وجهة نظر واحدة على الآخرين لا يدع مجالاً للشّك أو للتّحليل، وكأنّ فئة معيّنة من النّاس لم تعان القتل والاضطهاد والقصف والحصار وتهديم البيوت والأحياء والتّهجير والإقصاء والنّفي والسجن"، معترضاً "على محاولة محو هذه الفئة من التاريخ وتشويه ذاكرتها الجماعية".
وطالب الكتاب "بكتاب جديد موحّد من خلال آلية علميّة جديدة تبرز مختلف وجهات النظر في المواضيع الخلافية، فيفهم التلميذ تصرّف الفرقاء كلّهم ويتوصّل إلى استنتاجه الخاصّ من دون أن ينسخ أفكار طرف دون آخر. نريد مجتمعًا يحترم حقّ الآخر بالاختلاف. نريد دولةً تعترف بالمساواة بين المواطنين. نريد كتاب تاريخ يحترم التاريخ ولا يكذّبه!".

سامي الجميل
وعلّق مُنسق اللجنة المركزية في "حزب الكتائب" النائب سامي الجميّل على الإشكال فلفت الى "ان ساحة الشهداء شهدت الأحد الماضي تظاهرات لم يتخللها اي نوع من الاشكالات، فلماذا هذا التعرض الوحشي للطلاب الذين يطالبون بحقهم، سائلاً: لماذا يزعجهم موضوع كتاب التاريخ، هل لأنهم تعودوا ان يكون المسيحي خلال فترة طويلة من الزمن مغلوبًا على أمره، وهل ان تحرك الأحزاب المسيحية التي كانت موجودة في تلك الفترة للمطالبة بحقها، يستحق ان يتم التعرض لها بهذه الطريقة؟".
ونبّه الجميّل من "أن هذا الموضوع في بداياته"، محذراً من "ان اي محاولة للاستمرار فيه بالشكل المطروح ستقابلها تظاهرات وتحركات جديدة من قبل حزب الكتائب".
ورأى انه "كان على الأجهزة الأمنية ترك الشباب يُعبرون عن رأيهم بشكل سلمي وعدم التعرض لهم، مشدداً على ان ما جرى أمر مرفوض ومستنكر بالكامل".

ماروني
وقال النائب ايلي ماروني في حديث إذاعي: مرة جديدة طلاب الكتائب يقدمون الدم من اجل لبنان والمفارقة، ان القوى الامنية كانت تقف متفرجة امام تظاهرة الاسير في حين تعتدي اليوم على مجموعة من الشباب المسالمين.

سعادة
كذلك قال النائب سامر سعادة ان "التعاطي المزدوج على الاراضي اللبنانية هذا تتم ترجمته اليوم في موضوع كتاب التاريخ الذي نريد منه ان يعرِّف الآخر على دورنا وتضحياتنا".

كوستانيان
وشرح عضو المكتب السياسي البير كوستانيان في حديث متلفز ما جرى، واشار الى "ان المتظاهرين كانوا يعبّرون بحرية وبطريقة حضارية، ولكن القوى الأمنية اعتدت على الطلاب من دون اي سبب".

ريشا
وأوضح رئيس مصلحة طلاب الكتائب باتريك ريشا، ان اعتراض الطلاب على مشروع كتاب التاريخ سببه ان هناك شريحة من اللبنانيين يتم اقصاؤها من الحياة السياسية ومن كتاب التاريخ اللبناني، معتبراً ان الدولة المركزية فشلت في كل المناسبات، وهي تحاول الغاء تاريخ جزء من الشعب اللبناني لكي تُظهر ان المقاومة محصورة بجزء من اللبنانيين فقط اما الجزء الاخر فلا يمت للمقاومة بصلة.

درغام
بدوره أكد رئيس منظمة الطلاب في "حزب الاحرار" سيمون درغام ان "الحقد الموجود عند بعض الاطراف حثهم للتصرف معنا بهذه الطريقة، مع العلم اننا التزمنا بكل الضوابط التي حددوها لنا، الا ان القوى الامنية اعتدت علينا بشكل مفاجئ وهمجي وغير لائق".
ودعا كل الجهات المعنية الى التحرك بعد سقوط جرحى من طلاب الكتائب والاحرار، مطالبًا ان يتم التعامل معهم بطريقة اخلاقية".

"المستقبل"
واستنكر "تيار المستقبل" التعرض "لشباب حزبي "الكتائب" و"الوطنيين الاحرار" وطلابهما "كما لو أن البعض في السلطة يريد اعادة عقارب الساعة الى الوراء وتحديداً الى زمن النظام الامني البائد"، مؤكداً "ان زمن 7 آب وغيره قد ولى".
"التقدمي"
واستنكر "الحزب التقدمي الاشتراكي" التعرض للطلاب الجامعيين "اثناء تظاهرة للتعبير عن رأيهم السياسي بما يكفله الدستور اللبناني والقوانين والاعراف والتقاليد الديموقراطية اللبنانية".
ودعا "الجهات الرسمية والامنية المختصة الى حماية التظاهرات الشعبية التي تشكل احدى أطر التعبير السياسي عن اتجاهات الرأي العام في القضايا المختلفة".

"الوطني الحر"
كما اصدر "التيار الوطني الحر" بياناً استنكر فيه "المواجهات" مؤكداً "لجميع الطلاب كما وعد النائب العماد ميشال عون انه لا يمكن ان يقر كتاب تاريخ كهذا خصوصاً انه يتجاهل ما قدمه الجيش والشعب من تضحيات لصون الاستقلال واسترجاع السيادة".

ميقاتي يأسف لما حصل
وفي المواقف الرسمية، افاد مكتب رئيس الحكومة نجيب ميقاتي انه تابع تفاصيل الاشكال الذي حصل، واجرى اتصالا بالوزير مروان شربل واطلع منه على ملابسات الحادث كما اتصل بالنائب سامي الجميل، مبدياً اسفه لما حصل، وجرى الاتفاق على ان يزور وفد من الطلاب الثلاثاء المقبل الرئيس ميقاتي في السراي للاستماع الى مطالبهم بشأن كتاب التاريخ في المناهج التربوية".
ووصفت اوساط رئيس الحكومة التظاهرة بأنها حق مشروع، لكنها اعتبرت ان العنف غير مقبول. واشارت الى محاولة المتظاهرين الوصول الى السراي من دون تنسيق وهذا كان جزءاً من الاشكال".

شربل: "ما كانت حرزانة"
واوضح وزير الداخلية والبلديات مروان شربل، المتواجد في تونس مترئساً وفد لبنان الى اجتماع وزراء الداخلية العرب ان "سبب الاحتكاك هو إصرار بعض المشاركين على ايصال سيارة مزودة مذياعاً الى منطقة تتجاوز الاطار المرسوم للتظاهرة. وبدا أن هناك شخصين وراء توتير الاجواء. وعندما حاول ضابط التدخل للتهدئة تعرض لاعتداء تسبب بجرح استدعى 3 قطب ما اثار رد فعل عند بعض العسكريين المزودين هراوات. وهنا تدخلت قوى الامن لفض المواجهة بين بعض رجال الامن وبعض المتظاهرين، وكذلك عمل على التهدئة عناصر الانضباط في التظاهرة".
اضاف: "كل هذه القضية ما كانت حرزانة على خلفية كتاب التاريخ. لقد انزعجت جداً مما حصل. واظهر الجانبان تفهماً ويجب ان يسود الصوت الهادىء للوصول الى النتائج المرجوة بدلاً من تضييعها".
واشار الى انه اجرى اتصالات شملت النائب سامي الجميل، مؤكداً "ان الجميع يتفهمون الامور ولا نريد ان نزيد الطين بلة".

السابق
وثيقة المستقبل: تاريخية… بعيدا عن الواقع
التالي
الانوار: 14 اذار تختار الابتعاد عن ساحة الشهداء في ذكرى ثورة الارز