الراي: قلت للأسد لا تستطيع تغيير اتجاه الريح… فغيّر وجهة السفينة

اقر مبعوث الامم المتحدة وجامعة الدول العربية الى سورية كوفي انان بعد لقاء ثان مع الرئيس السوري بشار الاسد في دمشق امس، بانه سيكون من الصعب التوصل لاتفاق لوقف اراقة الدماء، لكنه اضاف انه «متفائل».
واوضح انان للصحافيين: «سيكون الامر شاقا. سيكون صعبا لكن علينا التحلي بالامل». وتابع مستشهدا برغبة عامة لاحلال السلام في سورية: «أشعر بتفاؤل لعدة أسباب».
وقال انه ترك لدى الرئيس السوري «مقترحات ملموسة»، داعيا الى وقف فوري للقتل.
وتابع: «حثثت الرئيس على اتباع المثل الافريقي الذي يقول لا تستطيع تغيير اتجاه الريح، غير وجهة السفينة»، مضيفا ان سورية تحتاج الى اعتماد الاصلاح والتغيير.

واعتبر انان ان «علينا ان نبدأ بوقف القتل والبؤس والانتهاكات الدائرة حاليا، ومن ثم نعطي وقتا للتسوية السياسية».
واشار الى ان «الوضع سيء وخطر الى درجة انه تقع على عاتق جميع السوريين مهمة المساعدة في المصالحة والتعافي».
واعرب الموفد الدولي للرئيس السوري خلال لقائه اياه اول من امس عن «قلقه الشديد» حيال القمع الدامي لحركة الاحتجاج في سورية، بحسب ما اعلنت الامم المتحدة، موضحة في بيان ان الامين العام السابق للامم المتحدة قدم للاسد «مقترحات عدة» لوقف اعمال العنف في البلاد.
وشملت هذه المقترحات السماح بوصول المنظمات الانسانية واللجنة الدولية للصليب الاحمر الى المناطق المنكوبة واطلاق المعتقلين وبدء حوار سياسي مفتوح لا يستثنى منه اي طرف.
والتقى انان مفتي سورية الشيخ احمد بدر الدين حسون وممثلين عن جميع الطوائف في سورية.

وأكد انان خلال لقائه السبت وفد هيئة تنسيق قوى التغيير الديموقراطي المعارضة برئاسة حسن عبد العظيم «ضرورة إيجاد حل يعالج الأزمة في سورية ولا يزيدها توترا».
وقال أحد أعضاء الوفد الذي التقاه، بحسب وكالة «آكي» الإيطالية للأنباء إن «انان شرح خلال اللقاء الذي استمر خمسين دقيقة، أبعاد مهمته وأهدافها».
واوضح عضو الوفد: «كان السيد انان دقيقاً في عرضه وديبلوماسياً، وشرح وجهة نظره كاملة وشدد على مخاطر التدخل العسكري ومخاطر الحلول العنفية، وأكّد على النتائج السلبية لمثل هذه الحلول، واقترح أن يستمر التواصل بينه وبين المعارضة السورية».

في المقابل، طالبت الناشطة باسم المجلس الوطني السوري المعارض بسمة قضماني بان يبحث انان وضع أسس لمفاوضات تنتهي برحيل الاسد وليس مجرد وساطة لوقف اطلاق النار.
وأوضحت في حديث لهيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) أن «استخدام النظام السوري مصطلح وقف اطلاق النار يحمل تضليلا مقصودا يضع الضحية والجلاد في كفة واحدة» مشيرة الى أن «الشعب السوري قدم آلاف الشهداء ليرحل نظام الاسد ولا محيد عن هذا المطلب قبل الحديث عن مفاوضات جدية قادرة على اعادة السلم الى البلاد».
كما شددت على ضرورة أن تسفر محادثات انان في دمشق عن سماح النظام السوري بدخول المساعدات الانسانية الدولية بصورة عاجلة ودون قيود أو عراقيل.
وذكرت قضماني أن «من يروج للحرب الطائفية في حال تنحي الاسد عن السلطة هو النظام الدكتاتوري نفسه الذي دأب على زرع الفتنة المذهبية لتقسيم المجتمع السوري وتخويف الناس من بعضهم البعض».

السابق
نحو الفدرالية
التالي
مهمة أنان هل تكون الفرصة الأخيرة؟