شكر رئيس حزب القوات اللبنانية، سمير جعجع، وزير الخارجية الفرنسي، ألان جوبيه، ببرقية أرسلها اليه، "المواقف التي عبر عنها في هذه اللحظات التاريخية التي تمر بها المنطقة، في رسالته الى مسيحيي الشرق في مقال نشرته صحيفة لاكروا الكاثوليكية الفرنسية، في عددها الصادر يوم الثلاثاء في 28 شباط الماضي"، مؤكدا أنه "رأى فيها خير تجسيد لفرنسا المنسجمة مع نفسها، مع تاريخها وقيمها ورؤيتها للعالم المحيط".
ونوه جعجع بـ"موقف جوبيه بضرورة أن يحطم مسيحيو الشرق جدار الخوف ويعبروا من خلاله ليستعيدوا الدور الريادي الذي لطالما اضطلعوا به في أوطانهم، لجهة تعزيز قيم الحياة والديمقراطية والحرية وعيشها جميعا"، مذكرا أن "المسيحيين عاشوا هذا التحدي سابقا عندما بذلوا التضحيات الجسام في قيادة النهضة العربية، وها هم اليوم على موعد جديد مع التاريخ".
وأضاف "لطالما شكل لبنان في عيون مسيحيي الشرق أنموذجا للديمقراطية والعيش المشترك، فالمواطنة لم تكن يوما في لبنان مجرد كلمة عابرة، بل هي فعل إيمان وواقع معاش، وهذا ما يجب أن تكون عليه الحال في بلدان المنطقة جمعاء. فالتعدد الديني والإثني واللغوي إنما هو مصدر غنى حقيقي يعلو فوق تلك الحسابات التي تحول المواطنين الى مجرد أرقام تتراوح بين أقليات وأكثريات. والحماية التي يزعم بعض الطغاة توفيرها لمسيحيي الشرق ليست إلا مرادفا للخضوع والاستسلام، فوحدها الحماية التي توفرها الدولة الديموقراطية هي التي تعزز نمو مواطنيها في الكرامة والحرية".
ورأى جعجع أن "الجرأة في التعبير عن هذه القناعات هي حجر الزاوية في بناء مستقبلنا"، وشكر لجوبيه "الالتزام الذي يبديه تجاه الشعوب المتعطشة للحرية"، مؤكدا أن "هذه المعركة السامية في أهدافها ستظل دائما أبدا معركة القوات اللبنانية".
