فضل الله: الانسان في لبنان لا يزال يعيش المعاناة والخوف على حاضره ومستقبله نتيجة تداعيات ما يجري حوله والتجاذب داخلي

ألقى العلامة السيد علي فضل الله، خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين في حارة حريك، في حضور عدد من الشخصيات العلمائية والسياسية والاجتماعية، وحشد من المؤمنين، ومما جاء في خطبته السياسية:"في فلسطين المحتلة، لا يزال العدو الصهيوني يواصل اعتداءاته ضد الشعب الفلسطيني، والتي تتصاعد قتلا واعتقالا وإذلالا، هذا إلى جانب استمرار حفرياته تحت أساسات المسجد الأقصى، وسعيه لتهويد القدس وغيرها من المدن الفلسطينية، وذلك في ظل صمت عربي مريب.في هذا الوقت، يأخذ العدو الصهيوني دفعة أميركية إضافية من الدعم، حيث تجلى ذلك في خطاب الرئيس الأميركي أمام مؤتمر "أيباك" الذي أعلن فيه أن لإسرائيل الحق في أن تعمل ما تراه مناسبا لأمنها، ولو على حساب الدماء والجراح الفلسطينية، والآلام والتهجير داخل فلسطين وخارجها".

اضاف "ولم يقف الرئيس الأميركي عند هذا الحد، بل حرص على بيان عمق علاقته بالكيان الصهيوني عندما قدم حسابه إلى هذا المؤتمر عن السنوات الثلاث التي أمضاها في البيت الأبيض، قائلا: يمكنكم أن تنظروا إلى أعمالي، لأنني خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة، التزمت بوعودي لدولة إسرائيل، وعند كل مفصل أساسي كنت سندا لها".

وتابع فضل الله "اننا من جهتنا، لم نفاجأ بهذا الكلام ولا نراه جديدا، لا لكونه يجري في ظل الانتخابات الأميركية فحسب، حيث الكيان الصهيوني هو لاعب أساسي في هذه الانتخابات، بل لأننا نعرف جيدا السياسة الأميركية في كل ماضيها وحاضرها، فهي لا تتحرك إلا بعيون إسرائيل ولحساب مصالحها، ولا تبالي في حساباتها بمعاناة الشعب الفلسطيني، ولا بمواقف العالم العربي والإسلامي.وقد أشرنا إلى ذلك عندما تحدث هذا الرئيس الأميركي في خطابه مع بداية ولاية عهده في اسطنبول والقاهرة، حين أبدى استعداده لفتح صفحة جديدة عنوانها حل القضية الفلسطينية والانفتاح على العالم الإسلامي وتفهم حاجاته وتطلعاته، وصدق الكثيرون هذا الخطاب، حتى راح البعض يتحدث عن الأصول الإسلامية لهذا الرئيس، وقلنا حينها إن هذا الكلام المعسول لا واقع له، هو كلام خادع وغير حقيقي، فأميركا سياساتها ثابتة، فهي لا تنظر إلى العالم العربي والإسلامي إلا كبقرة حلوب لمصالحها، ولذلك هي لن تمنحه أي حالة من حالات الاستقرار، ولن تعطيه الفرصة ليكون قويا قادرا على حماية نفسه من الآخرين، ولا سيما من تهديدات الكيان الصهيوني".

اضاف "إننا نشعر بمرارة من عدم تعليق الكثيرين في هذا العالم العربي والإسلامي على هذا الكلام، إما لأنهم ألفوه وقبلوه وتعاملوا معه كأمر واقع، أو لأنهم لا يزالون يصدقون أن أميركا هي حليف للعرب والمسلمين، وهي على استعداد لأن تقف معهم في قضاياهم وأن تكون عونا لهم، وأنه بالإمكان الاعتماد عليها في حل الكثير من مشاكله، ما يعني أنهم لم يعوا بعد حقيقة أميركا.إننا نشدد على الشعوب والدول العربية والإسلامية، أن يعوا أميركا على حقيقتها الحالية وحتى المستقبلية، وأن يدركوا أن لا خيار لهم إلا بأن يكونوا أقوياء، وأن يؤكدوا مواقع قوتهم بوحدتهم وتآلفهم وتعاونهم بأن يكونوا جسدا واحدا، إذا تألم بعضه تداعى الآخرون لنجدته، لا أن يكونوا متفرقين تعبث بهم الفتن الطائفية والمذهبية والسياسية.كما أن عليهم أن لا ينصاعوا للرغبات الأميركية في اعتبار إيران خطرا، فالخطر ليس في إيران أو في أي بلد عربي وإسلامي، بل في الكيان الصهيوني وداعميه".

سوريا
وتابع فضل الله: "اما سوريا التي بدأ الموفدون الدوليون بزيارات لها بحثا عن حل سياسي في ظل استمرار العنف الدامي الذي ينتقل من مكان إلى آخر ودعوات التسلح التي، ومع الأسف تنطلق من بعض الدول العربية، والتي كنا نأمل أن تكون هي باعثة الحل في هذا البلد العربي.فإننا نعيد التأكيد على الشعب السوري بكل فئاته في مواقع الموالاة والمعارضة على ضرورة حسم خياره للانتقال من أجواء العنف التي تسبب المزيد من الضحايا والدمار لهذا البلد، إلى تدارس كل ما يؤدي للوصول بحل يضمن الاستقرار لسوريا، وبلوغ الإصلاح غايته المنشودة ولا سيما بعد ظهور بوادره، وأن يتطلعوا إلى كل الذين يسعون إلى إيقاف نزيف الدم، لا إلى استمراره، وأن لا يسمحوا بأن يتحول بلدهم إلى ورقة مساومة بين الكبار، لأننا نعرف أن الكبار لا يتطلعون إلى الآخرين إلا من باب أنهم كبار ومن خلال مصالحهم".

السابق
قبلان: ما يجري على الحدود خطير والمطلوب ضبطها
التالي
جعجع: لحصر السلاح وعودة القرار الى الدولة ليطبق التعايش الفعلي