خبير استراتيجي يتوقع اشتعال لبنان إذا وقعت حرب أهلية في سوريا

عبرت السفيرة الأميركية في بيروت مورا كونيلي لرئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي عن "قلق الحكومة الأميركية من أن تؤدي التطورات في سوريا إلى المساهمة في عدم الاستقرار في لبنان"، مجددة "التزام الولايات المتحدة بلبنان مستقر وسيد ومستقل".
وقد أثارت تحذيرات السفيرة الأميركية المتكررة انتباه المراقبين، وطرحت أسئلة حول ما إذا كان الوضع الأمني في لبنان قابلا للاهتزاز وأن تمتد شرارة الأحداث السورية إلى الساحة اللبنانية. لكن مرجعا أمنيا لبنانيا طمأن بأن "الوضع الأمني في لبنان تحت السيطرة، وأن الأمور لن تفلت من عقالها كما يتصور البعض".

وقال المرجع الأمني لـنا: "هناك كثير من الأسباب التي تجعلنا مطمئنين إلى الوضع؛ وهي:
أولا؛ لا أحد من الأطراف اللبنانية لديه الاستعداد لافتعال مشكلة في الداخل.
ثانيا؛ جهوزية القوى الأمنية على اختلافها لمواجهة أي تطور بالاستناد إلى التعليمات التي لديها وهي منع الفتنة الداخلية.
ثالثا؛ لا يوجد سبب خلافي في لبنان يدفع إلى التفجير الأمني كما هي الحال في الخارج، فالصراع السياسي في لبنان طبيعي لأننا في بلد ديمقراطي، أما الصراع في الخارج، فهو على طبيعة الحكم لعدم وجود ديمقراطية".

ولفت المرجع الأمني إلى أن "أحداث سوريا لها تأثيرات على الواقع اللبناني، لكن هذه التأثيرات تبقى في نطاق التشنج السياسي، ولن تجعل الأمور تفلت من عقالها"، وأضاف: "خير مثال على أن لبنان ليس في خطر، الحوادث الأخيرة التي حصلت بين منطقتي باب التبانة وجبل محسن (في طرابلس)، ورأينا كيف أن طرفي هذه الأحداث سارعا إلى مطالبة الدولة بأن تضبط الوضع وتضرب بيد من حديد".. لافتا إلى أن "القوى اللبنانية مختلفة في السياسة على مقاربة الوضع السوري، كما أنها مختلفة على مسألة السلاح (حزب الله) والتعيينات والموازنات والصرف المالي، لكن هذا الاختلاف لن يتطور إلى حوادث أمنية، ولذلك، نحن مطمئنون إلى أن وضعنا الأمني أكثر من جيد".

أما الخبير الاستراتيجي والعسكري العميد المتقاعد الدكتور هشام جابر، فرأى أن "استتباب الوضع الأمني في لبنان حتى الآن، مرده إلى أن الأحداث في سوريا لم تدخل بعد في مستنقع الحرب الأهلية".
وأكد العميد جابر لـ"الشرق الأوسط" أنه "إذا دخلت سوريا في حرب أهلية، لا سمح الله، فإن شرارة هذه الحرب ستمتد بسرعة هائلة إلى لبنان ومن ثم إلى الأردن والعراق بالنظر إلى التنوع الديمغرافي في هذه الدول، لأن من يسعى إلى إذكاء هذه الحرب سيسعى من خلفها إلى تقسيم المنطقة.

أما إذا استمر الصراع في سوريا على ما هو عليه الآن ولم يسقط النظام، فإن لبنان سيبقى مستقرا من الناحية الأمنية".
واعتبر أن "التحذير الأميركي يقع في محله، وإن كنا لا نعرف أسبابه حتى الآن". محذرا من أنه "إذا لم تحل الأزمة السورية في غضون الأشهر الخمسة أو الستة المقبلة، فإننا سنشهد تطورات دراماتيكية، ليس في سوريا وحدها؛ بل في الدول المحيطة بها، خصوصا لبنان".
ولفت إلى أن "سياسية النأي بالنفس التي تتبعها الحكومة اللبنانية سياسة حكيمة رغم أن لبنان يتنكر من خلالها للاتفاقات التي أبرمها مع الدولة السورية بما فيها الاتفاقات الأمنية".

السابق
زلزال اسرائيلي مصطنع.. يدمر المسجد الأقصى !!
التالي
نقل مصانع الأمونيا خوفا من حزب الله