صين ومخاليع

علنت الصين أنها طلبت من رعاياها مغادرة الأراضي السورية لانعدام الأمن هناك وحتى لا تضطر الى إجلائهم لاحقاً.
الصين كغيرها الكثير من دول العالم التي تحترم (!) حياة مواطنيها تبادر الى تحذيرهم كلما دعت الحاجة وكلما شعرت بالخطر يقترب منهم.
لن نجلس الآن لنندب على حظنا كأن نقول مثلاً إن حكوماتنا في أرجاء الوطن العربي الكبير، لا تهتم لرعاياها في المغتربات بل هي تقتلهم في أوطانهم إن لم يكن بالمدافع فبالقهر والظلم والإهانة.
هذا حديث آخر لكن وبالعودة الى القرار الصيني "الحكيم" يحق لنا ان نتساءل عما يدفع هذا البلد المتضخم الى عرقلة أي قرار في مجلس الأمن بخصوص الأزمة السورية فيما القتال والقتل على أشدّه في سوريا؟
يتساوى في ذلك الموقف الروسي. ولو اقتصر الأمر على "الفيتو" لقلنا هذه سياسة، لكن الصين وروسيا لا تبذلان أي جهد لوقف التقاتل ولم تتقدم أيّ منهما بمبادرة للجم نزف الدم.
طبعاً لا تفوتنا الإشارة الى الموقف الأميركي الذي يشبه مواقف شارلي تشابلن في أفلامه.
منذ سنة وكل ثلاثة أو أربعة أيام يطل الرئيس باراك أوباما ليقول: "ان النظام السوري ساقط لا محالة" ثم يختفي ليظهر من جديد مؤكداً "آن لبشار الأسد أن يرحل".. ثم يختفي.
عند الضفة الأوروبية تتقدم أفلام "المخاليع الثلاثة". مسلّية، طفولية ومضحكة مجانية.
هكذا تقترب الذكرى السنوية الأولى للانتفاضة السورية وعدد القتلى تجاوز 8500 قتيل عدا الجرحى والمعتقلين.
وهكذا نصل أيها السادة الى القول: أيها السوريون لكم الله.

السابق
برقة .. والفيدراليات
التالي
القوات تأكـل أخضر 14 آذار ويابسها