رغم سرقة عيدهن لصالح الابجدية… لازالت المرأة حاضرة في كل المحافل

عندما يستيقظ نصف سكان العالم في هذا اليوم والذي يصادف عيد المرأة العالمي الـ101، من الصعب علينا ان نعرف ما اذا كان علينا ان نحتفل أو ان نشعر باليأس. ففي الوقت الذي حققت فيه النساء مناصب مهمة عالمياً في بعض المجالات، إلا انها لا تزال في بعض البلدان محرومة من أبسط حقوقها وتواجه خطر الموت نتيجة الظروف الصحية السيئة، وتسعى عبثاً للتغلب على الامية بالعمل الشاق.

ففي لبنان تزامن يوم المرأة العالمي هذا العام مع سجال حول "سرقة" عيد المرأة، الذي حوّله قانون لبناني عيداً للأبجدية.  المشكلة كلّها تكمن في أن أحداً من نواب لبنان الـ 128 لا يعرف، أو لم يتذكر، أن للمرأة عيداً تحتفل به في الثامن من آذار. وربما كان النواب الذين يشاركون في إحيائه سابقاً، يعتقدون أنهم يلبّون دعوة إلى مناسبة اجتماعية تحسب في رصيدهم الانتخابي لاحقاً.
وغضب النساء اليوم، يمكن احتواؤه من خلال المبادرة إلى اقتراح تعديل للقانون ينقل عيد الأبجدية إلى يوم آخر. تعديل قد يمرّ سريعاً، بما أن الدولة اللبنانية تحبّ الأعياد (من دون عطل؟) وتخترعها. وبما أن ما تطلبه النساء هذه المرة لا يهدّد أحداً. لا يمنح أولادها وزوجها الجنسية، لا يحميها من العنف، لا يمنحها حق حضانة أطفالها أو حتى فتح حساب مصرفي لهم، إلخ. هو مجرد تطبيق لالتزام لبنان الاحتفال بيوم المرأة العالمي، يستعيض به ربما عن عدم تطبيقه اتفاقية "السيداو"، التي وقّعها أيضاً وإن مع تحفظات.
يمكن التفاؤل من اليوم إذاً، والقول إن نساء لبنان سيحتفلن في 8 آذار 2013 بتحقيق إنجاز استعادة يومهنّ. هنّ اللواتي كنّ يحتفلن كلّ عام، عادة، بالتذكير بحقوقهن المهدورة واستعراض مشاريع القوانين التي يطالبن بإقرارها للحدّ من التمييز الذي يتعرّضن له.
بل يمكن الإكثار من التفاؤل، ذلك أن يوم المرأة 2013 سيحلّ عشية الانتخابات النيابية. كثيرون سيُرضون النساء عبر السماح لهنّ بالحديث عن إنجاز حققنه … قبل التوجه إلى صناديق الاقتراع.

وفي دراسة لأبرز إنجازات المرأة في البلدان حول العالم، اعتبرت صحيفة "الاندبندنت" ان ابرز نتائج دراستها تعتبر مذهلة بل مفاجئة في العديد من الدول لناحية الخدمات التي تقدمها للمرأة تعزيزاً لمبدأ المساواة بين الجنسين. كما ان المرأة في بعض البلدان تفوقت على الرجال لناحية تبوّء أعلى المناصب ولناحية التعليم وتوفر الفرص للنساء.
اعتبرت الدراسة ايسلندا البلد الافضل للمرأة اذ يتمتع هذا البلد بأكبر قدر من المساواة بين الجنسين وفق مؤشرات السياسة والتعليم والعمل والصحة. أما الاسوأ فهي اليمن والاخطر هي أفغانستان. فيما اعتبرت رواندا الافضل لتكوني سياسية اذ انها البلد الوحيد حيث تشغل النساء أغلبية مقاعد البرلمان بـ45 مقعداً من اصل 80 مقعداً. أما الدول الاسوأ فهي السعودية واليمن وقطر وعُمان وبيليز حيث تغيب النساء عن البرلمانات.

واذا كنت تطمحين الى تولي السلطة، فاتجهي الى سريلانكا حيث قادت النساء وعلى مدى 23 عاماً هذا البلد. ولمحبات المناصب الادارية المرموقة، تقدم لكن تايلاند الفرصة لتبوّء أعلى المناصب الادارية فيما تتبوأ نساء جامايكا مناصب عالية منهن من كبار المسؤولين والقضاة والمدراء.
ولكسب المال، اتجهي فوراً الى لوكسمبورغ حيث يصل دخل الفرد الى 40 الف دولار. لكن قبل ذلك عليك التوجه الى الباهاماس حيث الانخراط الابرز للنساء في المجال الاقتصادي عالمياً.
في ليسوتو، تتفوق النساء على الرجال لناحية القراءة والكتابة فيما تفوقت نساء قطر في حصولهن على فرص التحاق عالية بالتعليم (تلتحق 6 نساء مقابل رجل واحد بالتعليم العالي).

وبالنسبة للصحافيات، اختاري جزر الكاريبي حيث النسبة الاعلى من محطات التلفزة والطباعة والاذاعة، فيما توجهي الى السويد اذا كنت فنانة، والى الولايات المتحدة اذا كنت رياضية.

ولتكوني أماً، دعت الدراسة النساء الى اللجوء الى النروج حيث تنخفض وفيات الحوامل وتسجل وفية واحدة لكل 7600 حالة. وابتعدي عن أفغانستان التي تعتبر الأسوأ للامومة حيث تواجه المرأة خطر الوفاة أثناء الولادة أكثر بـ200 مرة. ثم اتجهي الى اليونان حيث تتوفر أفضل الشروط للولادة. أما اذا اخترت الاجهاض، فتوفر لك السويد حق الاختيار اذ تمنحك خيار الاجهاض في الاسابيع الـ18 الاولى للحمل.

أما اذا أردت العيش طويلاً، فاليابان بانتظارك حيث يقدر عمر الوفاة لدى المرأة بـ87 سنة. ولكي تعيشي طويلاً ابحثي عن الرفاهية في الدنمارك. ولتتخلصي من زوجك توجها الى غوام حيث أعلى نسبة طلاق في العالم.

وفي الدول العربية، لا تزال النساء تتعرضن في معظم الدول العربية للعنف بالرغم من دورهن في الربيع العربي، فيما استطاعت بعض النسوة تحقيق الانجازات بالرغم من القيود.
واستطاعت المرأة الفلسطينية بالرغم من الحروب التي تعيشها يومياً والقيود المفروضة عليها في قطاع غزة، ان تحد من نسب الامية في صفوفها. فانحسرت الامية بين النساء وفق مؤسسة الاحصاء الفلسطيني، من 15.3% عام 2001 الى 7.4% في العام 2011 فيما بلغت نسبة النساء الحاصلات على دبلوم متوسط وما فوق 17% في العام 2011.
ولعل عزاء النساء السعوديات اللواتي حرمن من المشاركة في اولمبياد لندن 2012، هو انطلاق دوري محلي لكرة السلة خاص لهن اليوم لمناسبة عيد المرأة العالمي وذلك بمشاركة 20 فريقاً نسائيا من الجامعات والمدارس والفرق الخاصة.
أما التونسيات، وبالرغم من دورهن المهم في الثورة ضد بن علي، إلا انهن لا يزلن يعانين من العنف بنسبة 47.6 في المئة وفق دراسة أعدها الديوان الوطني التونسي للأسرة والعمران البشري. ولم يحل المستوى التعليمي للمرأة دون تعرضها للعنف، حيث بلغت نسبة النساء المعنفات الأميات 49.5 %، والنساء ذوات التحصيل العلمي الثانوي 47.9 %، فيما بلغت نسبة النساء الجامعيات المعنفات41.1%.

السابق
زهرا: انتشار الجيش على الحدود مطلب اساسي لقوى 14 آذار
التالي
عجوز أميركية تفوز بجائزة اليانصيب