الاخبار: منصور لكونيللي: لا نريد معسكر أشرف في لبنان

هزّت الولايات المتحدة عصا الاستقرار في وجه لبنان إذا لم يستجب لطلبها حماية عناصر الجيش السوري الحر في أراضيه. لكن الردّ جاء من وزير الخارجية الذي رفض وجود «معسكر أشرف ثانٍ في لبنان»، فيما يعقد المجلس الأعلى للدفاع اجتماعاً لبحث التطورات الأمنية المتصلة بالشأن السوري

استخدمت واشنطن الورقة الأمنية في ضغطها على الحكومة اللبنانية لحملها على الاستجابة لطلب حماية الفارين من سوريا، ومن بينهم عناصر ما يسمى الجيش السوري الحر، والذي حملته السفيرة الأميركية مورا كونيللي إلى وزير الداخلية والبلديات مروان شربل أول من أمس.
وقبل جلسة مجلس الوزراء أمس، سارعت كونيللي إلى السرايا حيث ناقشت، بحسب بيان للسفارة الأميركية، مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي «الوضع السياسي والأمني في لبنان والأوضاع الراهنة في سوريا والتعاون الثنائي». وشددت على مخاوف الولايات المتحدة من «أن تُسهم التطورات في سوريا في زعزعة الاستقرار في لبنان».
ورد وزير الخارجية عدنان منصور على دعوة كونيللي إلى تأمين الحماية لعناصر الجيش السوري الحر الذين يدخلون لبنان، مؤكداً أن «لبنان لا يُطلب منه، بل يتصرف انطلاقاً من مصلحته ووضعه الأمني وإمكاناته»، معلناً أنه «لا يمكن أن نوفر الدعم لعناصر مسلحين موجودين على أراضي لبنان ولا نريد معسكر أشرف ثانياً في لبنان، ولا نريد خلق مشكلة أمنية في لبنان».
وفيما دعا رئيس الجمهورية ميشال سليمان المجلس الأعلى للدفاع للانعقاد بعد ظهر اليوم في قصر بعبدا لبحث قضية الحدود، شدد مجلس الوزراء خلال اجتماعه أمس برئاسة ميقاتي في السرايا الحكومية على دور المؤسسات الأمنية لضبط الوضع على الحدود. وفي رد ضمني على تحرك كونيللي، ذكّر المجلس «الهيئات الدبلوماسية العاملة في لبنان بضرورة احترام معاهدة فيينا ومؤسسات الدولة اللبنانية وقوانينها حرصاً على انتظام العمل على القواعد المعمول بها دولياً تجنباً لأي تجاوز لها قد يؤثر على علاقات لبنان مع أية جهة».
وقرر المجلس قبول هبات، ووافق على تعديل المرسوم المتعلق بمواصفات البنزين والديزل لاستخدامها في المركبات الآلية لجهة تعديل ألوان بعض المشتقات، وعرض وزارتي الداخلية والبلديات والعدل اقتراح اللجنة المشتركة المكلفة وضع الآلية اللازمة لنقل صلاحيات الإشراف على السجون. وقرر تأليف لجنة لإعادة النظر بالمخطط التوجيهي العام للمقالع والكسارات. ويعقد المجلس جلسة أخرى غداً الجمعة في قصر بعبدا، وعلى جدول أعمالها 30 بنداً أبرزها: مشروع قانون يتعلق بتسوية النفقات العامة من 2006 إلى 2010، ومشروع مرسوم لإعطاء وزارة المال سلفة خزينة بقيمة 8900 مليار ليرة لتغطية نفقات الإدارة العامة لعام 2012، وعرض وزارة الخارجية موضوع تصدع مبنى قصر بسترس، الاستراتيجية الوطنية لقطاع المياه. وعلم أن هذه الجلسة كانت مقررة اليوم، إلا أنها أرجئت إلى الغد لتوزيع جدول أعمالها على الوزراء.

بري: تصحيح خطأ

على صعيد آخر، تركز «لقاء الأربعاء النيابي» على زيارة رئيس المجلس النيابي نبيه بري قبرص ومحادثاته في حق لبنان وحدوده في المنطقة الاقتصادية الخالصة. ونقل النواب عن بري قوله، إنه بغض النظر عن موقعه رئيساً للمجلس النيابي، «فإن هناك اعتداءً حاصلاً على حق لبنان في المنطقة الاقتصادية الخالصة، وعندما يحصل أي اعتداء على حقوق لبنان، فإن واجب كل واحد منا أن يتصدى لهذا الاعتداء ويعمل ما في وسعه لمنعه من دون أن يأخذ إجازة من أحد». وأضاف: «أما في الشكل، فقد كان هناك تنسيق بيني وبين رئيس الجمهورية والحكومة والوزير جبران باسيل في هذا الأمر، وقد شرحت للرئيس القبرصي وسائر المسؤولين الموقف من ترسيم حدود لبنان البحرية، ولمست منه تفهماً لهذا الموقف. ومن المقرر أن تزور وزيرة الخارجية القبرصية لبنان في 15 من الجاري لمتابعة البحث في هذا الموضوع». من جهة أخرى، أبرق بري إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مهنئاً بانتخابه.

المطارنة «يستصرخون الضمائر»

في غضون ذلك، حذّر مجلس المطارنة الموارنة بعد اجتماعه الشهري في بكركي أمس برئاسة البطريرك بشارة الراعي من «أن السجال المستمر في لبنان حول ممارسة السلطة في الحكم وحدودها سيؤدي حتماً إلى تعثرات أكبر في البلاد، وينعكس سلباً على خير المواطن وحقوقه». وعبّر المجتمعون عن شعورهم بالأسى العميق على الضحايا التي تسقط نتيجة المواجهات الدموية في سوريا، و«استصرخوا الضمائر للابتعاد عن العنف وسفك الدماء، واللجوء إلى الحوار والحلول السلمية». ورحبوا «بالدور الوطني الذي تؤديه القوى الأمنية وبخاصة ما يقوم به الجيش من حماية للحدود وسهر على الأمن في كل المناطق اللبنانية».
نصر الله يلتقي درويش
على صعيد آخر، لفتت زيارة رئيس أساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الكاثوليك المطران عصام يوحنا درويش الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله. وجرى البحث خلال اللقاء الذي حضره عضو المجلس السياسي في الحزب غالب أبو زينب، «في المستجدات في لبنان وسوريا، وجرى التطرق إلى الوضع في منطقة البقاع على أكثر من صعيد»، بحسب بيان للوحدة الإعلامية في الحزب.

وثيقة «المستقبل»

في مجال آخر، أعلن تيار «المستقبل» وثيقته حول «آفاق الربيع العربي»، في احتفال في بيت الرئيس سعد الحريري في وادي أبو جميل، استهل بكلمة للرئيس سعد الحريري عبر شاشة، حمل فيها بعنف على النظام السوري و«أصدقائه في لبنان». ثم تلا الرئيس فؤاد السنيورة الوثيقة التي عرضت لتطورات الحراك العربي وتضمنت تطمينات للمسيحيين. وحددت كذلك إطار الحوار الداخلي بمناقشة موضوع السلاح «ضمن الاستراتيجية الدفاعية للدولة اللبنانية بمؤسساتها المنتخبة ديموقراطياً والممثّلة لكل اللبنانيين، والتي تتحمل وتتولى من خلال مؤسساتها الدستورية حقَّ وسلطة الإمرة والتحكم، ومسؤوليات قرار الحرب والسلم».

السابق
خرق امني جديد: تقدم قوة إسرائيلية إلى الوزاني
التالي
بدأت صرف الموظفين