اللشرق الأوسط: نزوح جماعي من سوريا إلى لبنان هربا من اقتحام الفرقة الرابعة لمدينة القصير

عاد الوضع الأمني على الحدود اللبنانية – السورية إلى الواجهة، مع دخول نحو ثلاثة آلاف نازح سوري جديد إلى لبنان عبر بلدة القاع في منطقة البقاع، هربا من العملية العسكرية الواسعة التي ينفذها الجيش السوري في مدينة القصير القريبة من الحدود اللبنانية.
وأعلن مصدر في الجيش اللبناني أن "تدفق الكم الهائل من النازحين من سوريا إلى لبنان سبب بعض الإرباك والازدحام على الحدود، بسبب التدقيق في هويات الوافدين". وأكد المصدر لـ"الشرق الأوسط" أن "حركة نزوح كبيرة وغير مسبوقة حصلت أول من أمس من مدينة القصير باتجاه لبنان، بسبب العملية العسكرية الواسعة التي تنفذها الفرقة الرابعة في الجيش السوري (التي يقودها ماهر الأسد شقيق الرئيس السوري بشار الأسد) في المدينة، ولدى محاولة عدد من المسلحين السوريين الدخول إلى لبنان بين النازحين، طاردهم الجيش اللبناني محاولا مصادرة الأسلحة التي لديهم، وخلال المطاردة حصل إطلاق نار، ما أدى إلى إصابة جندي لبناني وتوقيف المطاردين الذين يفوق عددهم 30 شخصا، لكن أطلق سراح معظمهم وبقي ستة منهم قيد التوقيف، وتم ضبط أسلحتهم واقتيادهم إلى التحقيق".

وأوضح المصدر أن "كل الذين تمكنوا من الوصول إلى الأراضي اللبنانية جرى احتضانهم وتقديم المساعدات الأولية لهم من قبل الجيش اللبناني والأهالي بوصفهم نازحين مدنيين"، لافتا إلى أن "الوضع على الحدود هادئ وطبيعي وليس هناك أي توتر".
في هذا الوقت سارعت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى التدخل لمواكبة الأوضاع المستجدة، وأعلنت الناطقة باسم المفوضية دانا سليمان، أن "فرق المفوضية بدأت عملها على الأرض لجهة إحصاء عدد النازحين وتقديم المساعدات التي يحتاجونها". وأكدت سليمان لـ"الشرق الأوسط" أن "المفوضية لم تنته بعد من الإحصاء الدقيق للذين نزحوا أول من أمس عبر البقاع، لكن معلومات السلطات اللبنانية تفيد بأن عددهم يفوق الألفي شخص معظمهم من العائلات". وقالت: "أغلبية هؤلاء يقيمون الآن عند أقاربهم وأصدقائهم في البقاع، لا سيما في بلدات عرسال والفاكهة ومشاريع القاع، ونحن مع شركائنا ما زلنا في مرحلة التقييم".

وأضافت سليمان: "سبق لنا أن وضعنا خطة طوارئ مع شركائنا من المنظمات التابعة للأمم المتحدة، مثل اليونيسيف وبعض الجمعيات الأخرى، للتعامل مع مثل هذه الحالة، والآن بدأنا تطبيق هذه الخطة وباشرنا توزيع المساعدات العينية والغذائية لهؤلاء النازحين، مثل الطعام والماء، وحليب الأطفال، والفرش والحرامات، والأدوية للمصابين بأمراض مزمنة، وأدوات تنظيف وغيرها، وستستكمل باقي الحاجيات تباعا".
إلى ذلك أكد وزير الشؤون الاجتماعية وائل أبو فاعور، أن نحو "ألفي شخص فروا من القصف والعمليات العسكرية في عدد من مناطق محافظة حمص، وقدموا إلى لبنان عبر منطقة مشاريع القاع الحدودية، حيث يوجد معبر رسمي وطرق فرعية غير شرعية". وذكّر بأن "غالبية هؤلاء عادوا إلى بلادهم بعد تراجع أعمال العنف، فيما بقي نحو 15 عائلة في لبنان". كذلك أعلن أمس عن نقل أربعة جرحى سوريين إلى لبنان، وأدخلوا إلى مستشفى شتورا لتلقي العلاج.

السابق
شكراً للجيش والقوات الأمنية
التالي
النهار: أزمة نصاب مفتوحة ومشروع جديد للمليارات وموجة النزوح تعرّض الحكومة لضغوط دولية