البناء: سيناريو التعطيل بين المعارضة وجنبلاط منذ ما قبل مؤتمر السنيورة

كشف فريق «14 آذار» مدعوماً بحليفه القديم ـ الجديد وليد جنبلاط عن سيناريو التعطيل الذي رسمه منذ فترة مستخدماً فضيحة الـ 11 مليار دولار شمّاعة للوصول إلى أهداف أكبر من ذلك بكثير.
فقد لجأ هذا الفريق أمس إلى خطوة غير مسبوقة، ولم يكتفِ بمقاطعة مناقشة مشروع قوننة الإنفاق، بل عمَّم على نوابه بمن فيهم نواب جنبلاط عدم المجيء إلى ساحة النجمة، الأمر الذي يؤشر إلى نية المعارضة تعطيل المجلس وإقفاله.
وحسب المعلومات التي توافرت لـ«البناء»، فإن هذا القرار، أي قرار التعطيل ومقاطعة الجلسة كلياً، قد تم الاتفاق عليه بين المعارضة وجنبلاط قبل المؤتمر الصحافي للرئيس فؤاد السنيورة الأخير.
وتقول المعلومات، إن جنبلاط أوفد وزراءه إلى عين التينة وفردان لمقابلة الرئيسين بري وميقاتي للمناورة والظهور بمظهر الوسيط، بينما الحقيقة أنه كان قد أخذ موقفاً مسبقاً بتعطيل الجلسة ورفض مبادرة الرئيس بري المحسنة لاحقاً.
وقد فوجئت الأوساط أمس بأن وزراء ونواب جنبلاط لم يحضروا إلى ساحة النجمة، وبالتالي لم يساهموا في مناقشة وإقرار باقي أعمال الجلسة، الأمر الذي يكشف اتفاقهم وتضامنهم مع فريق «14 آذار» في تعطيل العمل التشريعي والضغط على الائتلاف الحكومي.

وحسب المعلومات أيضاً، فإن موجة التصعيد السياسي الأخيرة لجنبلاط، تقاطعت مع استراتيجية السنيورة، بحيث أن الأول وسَّع نطاق موجته لتطاول المجلس وربما الحكومة في مرحلة لاحقة، أما الثاني فاستغل ذلك ليستمر في إخفاء ارتكاباته المالية الكبيرة على مر سنوات وسنوات.
وتقول مصادر بارزة في الأكثرية لـنا أن الذي تقدم باقتراح قانون معجل لمناقشة الإنفاق الحكومي لا يلجأ إلى مقاطعة الجلسة كلياً، بل وعدم المجيء إلى ساحة النجمة، حيث لم يسجَّل حضور نائب واحد من المعارضة سوى النائب فريد حبيب «بالغلط» الذي فوجئ فارتد عائداً من حيث أتى.
وأضافت المصادر، إن ما قامت به المعارضة وجنبلاط هو بمثابة قرار لتعطيل المجلس النيابي، ويصب في إطار التضييق على الحكومة لإسقاطها، وإن ما لجأ إليه جنبلاط أمس، يطرح علامات استفهام كبيرة على مشاركته في الحكم، وعلى التضامن الحكومي خصوصاً أن وزراءه شاركوا في مناقشة وإقرار مشروع قانون الـ8900 مليار ليرة في مجلس الوزراء، كما أن نوابه أيضاً ناقشوا وأقروا المشروع ذاته في لجنة المال، فما عدا ما بدا؟
الحقيقة أن المعلومات المتوافرة لـ«البناء» تقول إن فؤاد السنيورة لام نواب «14 آذار» وجنبلاط بقسوة لأنهم وافقوا على المشروع في لجنة المال، وقال لهم في مجلس خاص مع هذا الفريق: وين رايحين؟ شو نسيتو الـ11 مليار دولار؟ وكانت هذه العبارة نقطة انعطاف للهجوم على مشروع الحكومة ومحاولة مقايضته بفضيحة الـ11 مليار دولار.

ربّ ضارة نافعة.. صحيح أن المعارضة وجنبلاط عطّلوا النصاب أمس فأرجئت الجلسة إلى 15 الجاري، لكن الصحيح أيضاً أن اجتماعاً غير عادي عقد في مكتب الرئيس بري جمعه ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي والعماد ميشال عون والنواب سليمان فرنجية، طلال إرسلان، ومحمد رعد، والوزراء علي حسن خليل، جبران باسيل، ومحمد الصفدي، ورئيس لجنة المال والموازنة ابراهيم كنعان.
وقد تكتمت المصادر على ما دار في هذا الاجتماع المطوَّل، لكن المعلومات التي تسرَّبت تشير إلى أن المجتمعين الذين لم يعقدوا مثل هذا اللقاء منذ فترة طويلة اتفقوا على سلسلة خطوات لمواجهة هذه المحاولات التعطيلية من المؤامرة ومنها مبادرة الحكومة إلى إرسال مشاريع قوانين إلى مجلس الوزراء للمحاسبة على مئات ملايين الدولارات التي صرفت في السنوات الماضية، ومنها هبات وسلف ووديعة سعودية (500 مليون دولار) وغيرها، وإن مبدأ المحاسبة لا تراجع عنه.
كذلك علم أن من بين الخطوات تسريع العمل الحكومي في كل المجالات في ظل أجواء أكثر توافقاً ظهرت أخيراً وهي أجواء تشجع على أخذ قرارات مهمة بما في ذلك في مجال التعيينات.

جلسة لمجلس الوزراء الأربعاء
في هذا الوقت، يعقد مجلس الوزراء جلسة واحدة هذا الأسبوع حددت عصر يوم غدٍ الأربعاء في السراي الحكومي.
وفد عسكري أميركي في بيروت!
وعلى صعيد آخر، وصل إلى بيروت صباح أمس وفد عسكري أميركي مؤلف من 5 أشخاص برئاسة الجنرال كنس توفو آتياً من الكويت على متن طائرة عسكرية أميركية.
وطرحت مصادر مطلعة أكثر من علامة استفهام حول الزيارات المتكررة لمسؤولين عسكريين أميركيين إلى لبنان، خصوصاً أن هذه الزيارة تأتي بعد وقت قصير من زيارة كان قام بها وفد عسكري أميركي آخر قبل حوالى الأسبوعين.

الوضع في سورية
أما على صعيد الوضع في سورية، ومع إدراك الحلف الخليجي الغربي أن كل السيناريوهات التي استخدمها هذا الحلف للتآمر على سورية قد تهاوت، أو أن ما تبقى منها مصيره الفشل والسقوط، يبدو واضحاً أن هذه القوى لم يبق لديها ما تلجأ إليه للدفع نحو الفتنة، ولذلك بدأت تتغير بعض السياسات والمواقف لدى أكثر من عاصمة غربية وعربية، خصوصاً بعد أن تيقن الجميع من قدرة سورية على تجاوز المؤامرة. وهو ما ظهر في كثير من المحطات والاستحقاقات الأخيرة، ليس أقلها نجاح الجيش السوري في تطهير عدد من المناطق من عبث المجموعات المسلحة، وهو ما دفع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي ومعه دول الخليج لتحديد يوم السبت المقبل موعداً للاجتماع مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف للبحث في الوضع السوري.
لقاء بين لافروف ووزراء الخارجية العرب
وفي موسكو، أعلن لافروف أنه تم الاتفاق على عقد اجتماع بينه وبين وزراء الخارجية العرب في القاهرة يوم السبت المقبل لبحث الأوضاع في المنطقة والوضع في سورية. كما أشار إلى تبرع بلاده بمليون فرنك سويسري لتمويل نشاط اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سورية.

ومسؤول إيراني في موسكو
كذلك وصل مساعد وزير الخارجية الإيراني لشؤون الدول العربية والأفريقية حسين أمير عبداللهيان إلى موسكو في زيارة يبحث خلالها مع المسؤولين الروس في آخر التطورات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وخصوصاً الأزمة السورية.
في مقابل ذلك، تواصل الجهات الأمنية السورية المختصة تنظيف بعض المناطق من إرهاب المجموعات المسلحة، فقامت في الساعات الماضية بتطهير قرى منطقة القصير المحاذية للحدود مع لبنان بعد تنظيف مدينة حمص وريفها.
الأسد يهنئ بوتين
في سياق آخر، أبرق الرئيس السوري بشار الأسد أمس إلى رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين مهنئاً بمناسبة فوزه في الانتخابات الرئاسية». وأعرب الرئيس الأسد باسم الشعب السوري وباسمه عن أخلص التهاني القلبية للرئيس الروسي بفوزه المميز، متمنياً له «النجاح والتوفيق في مسؤولياته الرفيعة وللشعب الروسي الصديق المزيد من التقدم والازدهار في ظل قيادة بوتين».

تشرين: فوز بوتين صفعة للغرب
من ناحيتها، لفتت صحيفة «تشرين» السورية إلى أن بعض الدول الغربية تلقت صفعة قاسية أمس إثر إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية في روسيا الاتحادية من جهة، وتأكيدات المراقبين الدوليين نزاهة العملية الانتخابية وشفافيتها من جهة ثانية، معربة عن اعتقادها بأن بعض الدول العربية لم تكن سعيدة هي الأخرى بتلك النتائج، وبالأجواء الديمقراطية التي ميزت سير العملية الانتخابية لأسباب كثيرة.
أضافت: «إن عودة روسيا إلى المسرح الدولي بسياستها المتوازنة والموضوعية والمناصرة لحقوق الشعوب ستكون كفيلة بإنهاء حالة الاستباحة والسطو التي مارستها واشنطن وأتباعها خلال فترة من الزمن، وربما تكون منطقتنا العربية بما شهدته من ويلات السياسة الأميركية خلال العقدين السابقين أنموذجاً حياً على جرائم واشنطن وأزلامها في السطو على ثروات الشعوب وتدمير بلدانها.

المقداد: هناك أوراق سنكشف عنها
في المواقف، اعتبر نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد أن الأحداث التي تشهدها سورية هي بقصد وصول الإسلاميين المتشددين إلى الحكم، وقال: «يؤمنون بلعبة الدومينو وإذا نجحوا في سورية فبإمكانهم أن يسيطروا على جنوب وجنوب شرق آسيا».
وفي لقاء له مع وفد إعلامي إيراني في دمشق، لفت المقداد إلى أن سورية «تواجه أطرافاً مختلفة مثل القاعدة والإخوان المسلمين ومجرمين، وهم يرتكبون عمليات خطيرة ويحملون الحكومة السورية مسؤوليتها»، معتبراً أن أحد مشاكل الحكومة السورية هو في «عدم وجود معارضة حقيقية، فلدينا أشخاص معارضون ولكنهم لا يتمتعون بقاعدة شعبية»، موضحاً أن «السبيل الوحيد للخروج من الأزمة هو الحوار الوطني».

وموفد صيني إلى دمشق
وفي بكين، أعلنت الخارجية الصينية أن الصين ستوفد السفير الصيني الأسبق لدى سورية لي هوا شين إلى دمشق اعتباراً من اليوم في زيارة إلى البلاد مدتها يومان لدفع خطة من ست نقاط طرحتها بكين في مطلع الأسبوع كأساس للتسوية وإنهاء العنف.
ورأى أن «الموقف ما زال في سورية آخذاً في التصاعد وأصبح أكثر خطورة». لكنه أكد أن «الحل السياسي هو المخرج الوحيد للأزمة».

وأنان في سورية نهاية الأسبوع
في هذا الوقت، أعلن العربي أن الحكومة السورية وافقت على استقبال الموفد المشترك من الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سورية كوفي أنان في العاشر من آذار المقبل.

تشافيز يتضامن مع سورية
وفي السياق ذاته، جدد الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز تضامنه مع سورية قيادة وشعباً في وجه المؤامرة والهجمة الامبريالية الشرسة التي تتعرض لها، معرباً عن إدانته الضغوطات الأميركية عليها.

علامات استفهام حول لقاء
عبدالله مع بن خليفة
إلى ذلك، اجتمع الملك السعودي عبدالله بن عبدالعزيز أمس في جدة مع حاكم قطر حمد بن خليفة، وذكرت وكالة الأنباء السعودية أنه «جرى البحث في مجمل الأحداث والمستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية وموقف البلدين منها» من دون ان تشير بشكل مباشر إلى الوضع في سورية، ما يظهر مدى القلق لدى الرجلين جراء تساقط المؤامرة على سورية.

مواقف غربية
وفي الإطار ذاته، دعت فرنسا الرئيس الروسي الجديد فلاديمير بوتين «لمراجعة سياسة بلاده تجاه سورية».
كما دعت المفوضة العليا لشؤون السياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون روسيا إلى «الاعتراف بضرورة تغيير النظام في سورية»؟
موقف أميركي مستهجن من الإعلام السوري
وفي سياق متصل، لجأت الولايات المتحدة إلى خطوة تتنافى مع أبسط الحقوق والحريات الإعلامية التي تزعم واشنطن الدفاع عنها، فعمدت وزارة الخزانة الأميركية إلى إدراج مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الرسمي السوري على اللائحة السوداء الخاصة بالأفراد والأشخاص المعنويين الذين تشملهم العقوبات المالية الأميركية التي تستهدف النظام السوري.
وزعمت وزارة الخزانة في بيان أن هذا الإجراء الرمزي لا يضيف شيئاً إلى ترسانة العقوبات الأميركية ضد نظام الرئيس بشار الأسد، لكنه يشكل «إشارة واضحة» إلى أن واشنطن «تقف إلى جانب الشعب»!
من جهته، زعم رئيس وزراء بريطانيا دايفيد كاميرون أن «بقاء الرئيس الأسد في السلطة يجعل نشوب حرب أهلية شاملة أكثر احتمالاً». وأعلن أنه «سيحاول الضغط بالتعاون مع المجتمع الدولي في مجلس الأمن للمطالبة بوضع حد للعنف الجاري هناك، إضافة إلى ضرورة وصول المساعدات الإنسانية».
من جانبه، لجأ رئيس الوزراء الفرنسي السابق والمرشح للانتخابات الرئاسية دومينيك دوفيليبان إلى التحريض الحاقد ضد سورية فزعم «أن الوقت حان للتفكير بتحرك ميداني ضد سورية»، داعياً إلى ما وصفه «شن ضربات محددة الأهداف»!

«الطاقة الذرية» والعلاقة مع سورية
في مجال آخر، أكد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو أن سورية طلبت من المنظمة التابعة للأمم المتحدة تفهّم «موقفها الحساس» حين طلبت الوكالة تعاون دمشق مع تحقيق بشأن أنشطتها النووية.
وأوضح أمانو في كلمته أمام مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنه لم يتحقق تقدم في التحقيق الذي تجريه الوكالة بشأن سورية منذ نحو أربع سنوات، مشيراً إلى أنه «تلقيت رداً من سورية بتاريخ 20 شباط عام 2012 طلب تفهم «الظروف الصعبة والموقف الحساس الذي تمر به سورية». وتعهد الخطاب بأن «تستمر سورية في التعاون مع الوكالة لحسم القضايا الهامة».

هروب مجموعات مسلحة إلى لبنان
أما في الشأن الأمني، فمع نجاح السلطات المختصة بتطهير المناطق المحاذية للحدود اللبنانية من المجموعات الإرهابية، يحاول عدد من عناصر هذه المجموعات الهروب إلى لبنان عبر منطقة القاع، ما دفع بالجيش اللبناني إلى اتخاذ إجراءات أمنية مشددة في المنطقة، وهذا ما أدى إلى توقيف أكثر من 30 مسلحاً. وذكرت قناة «أم. تي. في» أن جندياً لبنانياً جرح خلال اشتباكات حصلت مع مسلّحين هربوا من سورية.
كما أعلنت محطة «أم. تي. في» أن مخابرات الجيش اللبناني ضبطت شاحنة محملة بالسلاح مهربة إلى سورية في المنية ـ الضنية.
إلى ذلك، أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن قافلة تحمل أغذية لآلاف السوريين وصلت إلى حمص.
وفي سياق آخر، نفت الأخبارية السورية المعلومات الصحافية التي تحدثت عن «انفجار أنابيب في دور الزور»، مؤكدة أنه «فبركة إعلامية».

السابق
الاخبار: الجلسة النيابيّة طارت والسنيورة لا يركن إلى تعهّدات بري
التالي
نائب جنوبي..