الاخبار: الجلسة النيابيّة طارت والسنيورة لا يركن إلى تعهّدات بري

طارت الجلسة النيابية قبل موعدها، فقوى 14 آذار ومعها الحزب التقدمي أعلنت عدم حضورها لعدم إيجاد مخرج للمليارات الـ 11 «الضائعة»، فيما جذب الانتباه مساءً لقاء مفاجئ بين جنرالَي بعبدا والرابية والبطريرك الماروني في بعبدا

فيما أطيحت الجلسة النيابية اليوم، برز مساء أمس لقاء لافت بين رئيس الجمهورية ميشال سليمان والبطريرك الماروني بشارة الراعي، ورئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون، في قصر بعبدا، بعد أسابيع من التوتر بين الجنرالين. وعلم أن اللقاء تناول مسألة التعيينات و«حماية موقع رئاسة الجمهورية». وأبلغت مصادر المجتمعين «الأخبار» أن البطريرك الراعي يحاول تحسين العلاقة بين سليمان وعون وقد تدخّل شخصياً بحضوره لقاء بعبدا.

وجاء اللقاء عشية الجلسة النيابية التي بات مصيرها التأجيل مجدداً بعد قرار نواب 14 آذار والحزب التقدمي الاشتراكي عدم حضورهم بسبب عدم طرح اقتراح القانون الذي قدموه لقوننة الإنفاق من خارج الموازنة منذ عام 2005 حتى الآن. وأكدت مصادر رئيس كتلة «المستقبل» فؤاد السنيورة لـ«الأخبار» أن نواب 14 آذار أُبلِغوا بعدم حضور الجلسة. وكشفت مصادر أخرى أن الرئيس سليمان أوفد مستشاره الوزير السابق خليل الهراوي إلى السنيورة لإقناعه بالقبول بمسعى رئيس المجلس النيابي نبيه بري الرامي إلى إقرار مشروع الـ 8900 مليار ليرة، مقابل تعهد بإحالة ملف الـ 11 مليار دولار إلى لجنة (إما اللجنة النيابية الوزارية المشتركة، أو لجنة المال والموازنة أو اللجان النيابية المشتركة)، على أن تنهي عملها في منتصف أيار المقبل (أي قبل نهاية العقد التشريعي الحالي). إلا أن هذا المسعى باء بالفشل بسبب إصرار السنيورة على عدم الركون إلى تعهد بري. لكن الهراوي أوضح لـ«الأخبار» أنه لم يحمل أي مسعى إلى السنيورة، بل تمنّياً من سليمان «بأن يستمر مجلس النواب مؤسسة ديموقراطية، وعدم تكرار مشهد الانسحاب من المجلس، رغم ديموقراطية هذا الخيار».
من ناحيتها، لفتت مصادر عين التينة إلى أن النائب وليد جنبلاط كان موافقاً على مسعى رئيس المجلس، وأخذ على عاتقه محاولة إقناع السنيورة به، لكن وزراء جنبلاط، حتى ساعة متأخرة من ليل أمس، لم يكونوا قد «ردوا أي خبر» على بري. وأكدت مصادر الاشتراكي لـ«الأخبار» أن نواب جبهة النضال لن يتوجهوا إلى مجلس النواب، إلا إذا جرت تسوية تؤدي إلى عدم انسحاب نواب 14 آذار من الجلسة. واستبعدت مصادر وزارية من قوى 8 آذار تأثير موقف جنبلاط على مصير الحكومة، مؤكدة أن إعلان الأخير عدم وقوفه إلى جانب الأكثرية في قضية الـ 8900 مليار ليرة، سيفاقم من التوتر داخل مجلس الوزراء، لكنه لن يؤدي إلى سقوط الحكومة. وإذ أشارت المصادر إلى أن وزراء جنبلاط شركاء في مشروع الـ 8900 مليار، تساءلت «كيف يريدون لنا أن نوافق على سلف خزينة يطلبونها لوزاراتهم مستقبلاً، فيما هم يريدون الشراكة في الإنفاق ويعرضون عن المشاركة في التشريع؟». بدوره، أكد النائب جمال الجراح لـ«الأخبار» أنه «من دون وجود أي تفاهم مسبق، فإننا لن ندخل الى قاعة المجلس. أما ما سيجري بعد الجلسة، فالمساعي والاتصالات ستبقى قائمة». أما بالنسبة إلى نواب «تكتل التغيير والإصلاح»، فبحسب مصادر الرابية، سيقومون بواجبهم وينزلون إلى المجلس النيابي، ما دام الرئيس بري لم يعلن تأجيل الجلسة.

نصر الله: تحرير القدس قريب

من جهة أخرى، أكد الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله خيار المقاومة لمواجهة مصير القدس، لافتاً إلى أن «التحولات الكبرى في العالم تجعلنا أقرب إلى قناعة قرب تحريرها». ولفت نصر الله خلال رعايته ملتقى إعلان «القدس عاصمة فلسطين والعرب والمسلمين»، الذي نظمته «لجنة دعم المقاومة في فلسطين»، في الغبيري، أمس، إلى أن القدس «كانت محور الصراع منذ القدم، ومن أجل السيطرة عليها تم تقسيم المنطقة عبر سايكس ـــــ بيكو ويتم التخطيط لتقسيم جديد، عبر مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي هزم في المنطقة». وأكد «السعي لتحرير القدس من دنس الاحتلال».
وبعد كلمات لكل من المطران عطا الله حنا، ونائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، والسفير الإيراني غضنفر ركن أبادي، والشيخ حسن المصري وممثل حركة «حماس» في لبنان علي بركة، تلي البيان الختامي للملتقى الذي أكد أن القدس ستبقى عاصمة فلسطين التاريخية، ودعم خيار المقاومة لتحرير كل فلسطين.

الراعي: سوريا الأقرب إلى الديموقراطية

إلى ذلك، أكد البطريرك الراعي، في حديث الى وكالة «رويترز»، الوقوف إلى جانب «الربيع العربي، لكن ليس مع الربيع بالعنف والحرب والدمار والقتل». وأشار إلى أنه «يوجد مصدر أساسي لأزمات الشرق وهو النزاع الفلسطيني ـــــ الإسرائيلي (…) وكلما جاءت الأسرة الدولية لتحل مشكلته وتجعل له دولة خاصة به مثلما إسرائيل عندها يستخدم الفيتو». أضاف الراعي مستغرباً: «ممنوع على البلدان العربية أن تتسلح بالشكل الذي تريده، أما إسرائيل فمسموح لها أن تتسلح بكل الأسلحة الممكنة».
ورأى أن سوريا «مثلها مثل غيرها من البلدان بحاجة إلى إصلاحات يطالب بها الشعب، وحتى الرئيس السوري بشار الأسد أعلنها منذ آذار الماضي. صحيح أن نظام البعث السوري هو نظام متشدد ديكتاتوري، لكن يوجد مثله الكثير في العالم العربي»، معتبراً أن «أقرب دولة الى الديموقراطية هي سوريا». وأبدى تخوفه من «مرحلة انتقالية في سوريا قد تشكل تهديداً لمسيحيي الشرق».

سليمان وجعجع في قطر

على صعيد آخر، يتوجه الرئيس سليمان إلى قطر اليوم للمشاركة في مؤتمر دولي عن الاتصالات في 6 و7 الجاري. وكان رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، الذي يزور الدوحة، قد التقى أمس رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري حمد بن جاسم آل ثاني في منزله.

توافق 8 و14 آذار هندسيّاً

على صعيد آخر، سُجِّل توافق بين قوى 8 و14 آذار والحزب التقدمي الاشتراكي و«الجماعة الإسلامية» في الانتخابات التمهيدية الفرعية في نقابة المهندسين في بيروت، ما أدى إلى فوز المرشحين المدعومين من هذه القوى.

السابق
الأنوار: الجيش اللبناني يعزز وجوده في منطقة القاع بعد ازدياد نزوح السوريين
التالي
البناء: سيناريو التعطيل بين المعارضة وجنبلاط منذ ما قبل مؤتمر السنيورة