سَلِمَ شعبنا..أم ســلَّم…؟!

ما الذي يحدث في بلدنا المسكين لبنان…..؟!
وأي حياة يحياها هذا الشعب المستضعف الذي يسمى بالشعب اللبناني…؟!
وهل ما يقدم لشبابه وأجياله الناشئة من خدمات تعليمية وتربوية واقتصادية واجتماعية يبشر بخير في المستقبلين القريب والبعيد…؟!
إن الأمور وللأسف الشديد قد وصلت إلى حالة أسوأ من السوء نفسه، وجعلت معظم شباب هذا البلد الذين هم في حقيقة الأمر الكنز الحقيقي جعلتهم يائسين.. محبطين.. متشائمين، همهم الأول والأوحد الخروج من بلدهم أيا كانت الطريق وأيا كان البديل….؟!
وهنا لا بد أن نتحدث وبصراحة حول الهدف المنشود من وراء ذلك التردي الحاصل في مجتمعنا والأسباب التي أدت إليه…؟!؟
وبكل صراحة أقول أن الشعب هو نفسه المسؤول الأول، فهو من توافق على صيغة متنافرة تجعل أي اعتراض على ظلم (أي ظلم) نوعا من الجريمة التي لا تغتفر…؟!؟
وهو الذي جعل أي انتقاد لمسؤول (أي مسؤول) من صنوف الإساءة المرفوضة ..؟!؟
وهو الذي التزم بالمجاملة والمداهنة فما فرق بينها وبين النفاق حتى اختلط (شعبان برمضان)…؟!؟
الشعب المسكين المستضعف … هو الذي يعاني من ضائقة اقتصادية خانقة ومع ذلك يصر ركوب أغلى السيارات وارتداء أفخر الملابس تطبيقا للمقولة الزائفة (تدّين لتتزيّن)..؟!؟
وهو الذي أدمن المنظرة حتى في التعليم … فأصر على إدخال الأبناء إلى أغلى المدارس الأجنبية بدلا من أن يطالب بتطوير وتنظيم وتفعيل المدارس الرسمية…؟!؟
وهو أيضا الذي يشتكي من أزمة السير الخانقة ويطلق الحرية للسانه للتعبير عنها (؟!؟) بينما يصر كل بيت أن يكون فيه لكل فرد سيارة خاصة …؟!؟
وأخيرا .. هذا الشعب هو ينتقد كل دقيقة السياسة ورجالها… وكله تابع لأحدهم لا يرضى بانتقاده أو مخالفته….؟!؟
إذن… التعاليم الربانية والوصايا النبوية الشريفة التي تأمر الإنسان بقول الحق وبالتزام الحق وبالدفاع عن الحق وبنشر الحق … باتت كلها حبرا على (قماش اليافطات) فقط لا غير….؟!؟
وقول الله تعالى {وَلاَ تَلْبِسُواْ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُواْ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ} ليس سوى آية قرآنية تعلق على الجدران في صالونات المسلمين…!؟
وما ورد في الأثر بأن ( الساكت عن الحق شيطان أخرس)… أصبح مادة استهلاكية لتغذية الخطابات والندوات…؟!
والمطلوب قبل أن ننتقد أو نلعن الأحوال أو نهاجم أحدا … أن نبادر نحن أنفسنا إلى النظر في داخلياتنا وعندياتنا ونقيّم أفعالنا وتصرفاتنا ونحدد موقعنا من الحق (مطلق الحق) وكيف تعاملنا معه..؟!
أما الشباب الواعد الذي هو (الاستثمار الحقيقي للبلد والكنز الثمين في بلدنا و… إلخ) والذي لا نسمع عنه إلا في نشرات الأخبار وتصريحات المسؤولين وخطب الدعاة .. فليتق الله حق تقاته … فإنه سبحانه سيجعل له سبيلا .. ففي الآية {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِب}..
ولكن يبقى أمر نذكره ….
أيها الشعب … تخل قليلا عن سلبيتك المتحكمة في الجذور كلها .. فنحن شعب لم نسلم بعد ولكننا شعب (سّلم) حتى انطرح أرضا..؟!
أما أنتم أيها المربون…. أيها السياسيّون … أيها الاقتصاديون … أيها الدعاة … فنقول لكم التفتوا قليلا لأحوال شباب هذا البلد .. فإنهم قد (تثقفوا؟!؟) لدرجة جعلوا شعارهم اليومي قول المتنبي طيب الله ثراه:
كفى بك داء أن ترى الموت شافيا
وحسب المنايا أن يكن أمانيا  

السابق
رومية… فندق خمس نجوم؟
التالي
حزب الله وخيار الضربة لإيران