كيوان: العالم العربي يعيش مرحلة انتقالية ستكون مطبوعة بالخضات

رأت الدكتورة كيوان في محاضرتها أن العالم العربي يعيش مرحلة انتقالية ستكون مطبوعة بالخضات وعدم الإستقرار والتشتت على المستوى الداخلي كما على مستوى المنظومة العربية بكاملها، لافتة إلى أن التجربة الإسلامية ستأخذ مجراها في الدول العربية الإسلامية الصرف وستفتح الباب واسعا امام النقاش العقائدي والمواجهات الثقافية والسياسية، آملة أن تبقى هذه التجربة سائرة ضمن المؤسسات وبشكل سلمي.

واعتبرت أن التحديات في الدول العربية ذات النسيج الإجتماعي المتعدد دينيا وطائفيا كبيرة ومصير حراكها يتوقف على استراتيجيات نخبها، مشيرة إلى انه إذا ظهر الإتجاه المعتدل والميل إلى التسوية عند السلطة والفئات المعارضة لها قد تستطيع هذه الدول تجاوز المحنة والإنتقال إلى أنظمة تنافسية، أما إذا تعنت أي من الفريقين او الفريقين معا فإن المواجهات والعنف سيزدادان ومعهما خطر تفكك الدولة والمجتمع وفرزها فئويا، ولافتة إلى أن هناك العديد من الجهات الخارجية ستهلل للتطرف وتدعمه واولها إسرائيل.

وسجلت كيوان ملاحظات عدة في قراءتها للتغييرات المتلاحقة في إطار الحراك العربي، فرأت سقوط النظريات الغربية التي تقول بعصيان العالم العربي على التغيير والديموقرطية نظرا إلى طبائع العرب او إلى ارتباط ثقافتهم العضوية بالإسلام".

وذكرت أن سقوط نظرية الركون إلى الدعم الخارجي للمحافظة على السلطة وبروز تمايز نسبي بين النخبة الحاكمة والانظمة بمعنى أن النماذج العربية المتعددة، اظهرت ان سقوط الرمز مع النخبة الحاكمة من حوله لا يعني تلقائيا، كما أن التضحية بالنظام في دولة ما لا يعني أفول النخبة الحاكمة القديمة التي تتشبث بالسلطة، مشيرة الى ان ان من ظواهر الحراك العربي عدم جهوزية البدائل.

وأكدت ظهور هيمنة المرجعية العقيدية الإسلامية على المرحلة الإنتقالية، نظرا إلى اعتقاد غالبية الناس بأن طروحات الإسلاميين ستحقق الحرية والديموقراطية والعدالة وحماية حقوق الإنسان، مشيرة إلى أن هذا الأمر يشكل تحد كبير للقوى الإسلامية نفسها. لأن الإنتظارات الشعبية كبيرة جدا.

ولفتت الى تحدي الدولة المدنية الذي يطرحه الحراك العربي خصوصا في الدول ذات النسيج الإجتماعي التعددي دينيا وإثنيا، وقالت ان التجارب الماضية غير مشجعة وأن الإتجاه إلى فرض العقيدة الإسلامية لا يشجع غير المسلمين على الإنخراط في الدولة.

ومن مظاهر الحراك العربي وسماته، أضاءت على إشكالية عدم المساواة بين الرجل والمرأة، متسائلة عما إذا كان سيبقى هذا الباب موصدا في ظل التغيير الجاري، مشيرة إلى غياب قضايا العرب الكبرى كقضية فلسطين والصراع العربي – الإسرائيلي عن الأجندة في كل دولة، ومتسائلة عن سر حماسة الولايات المتحدة لسقوط أنظمة لطالما كانت حليفتها.   

السابق
ويكيليكس: أردوغان خطط لقطع العلاقات مع إسرائيل قبل حادث “مرمرة”
التالي
رضوان السيد: لتحييد الدولة عن الدين وتحقيق نهوض فكري في الإسلام