قطع طرق صيدا بالإطارات المشتعلة ودعوات إلى إعدام قاتل الناتوت

يبدو أن عملية تمثيل جريمة قتل رجل الأعمال الصيداوي محمد الناتوت، الذي توفي طعنا متأثرا بجراحه فجر أمس الأول داخل مؤسسته للصيرفة، على يد ن. ف. بغرض السرقة، قد أجلت لأجل غير مسمى، وصرف النظر عنها بسبب الأجواء المحتقنة في الشارع الصيداوي، مع ارتفاع وتيرة المطالبة الحثيثة والمتزايدة بإعدام القاتل شنقاً.
واستمرت مجموعة من الشباب الصيداوي في إطلاق الحملة على مواقع التواصل الاجتماعي «فايس بوك» تطالب بإعدام قاتل الناتوت. ووزع هؤلاء الشباب بياناً حمل توقيع «حملة المطالبة بإعدام قاتل أبو مازن الناتوت» وأنشئت صفحة على الموقع تطالب بإعدام القاتل في المكان نفسه، الذي ارتكب فيه جريمته. وبعد ظهر أمس، عادت الإطارات المطاطية المشتعلة لتظهر في الشوراع الرئيسية في صيدا، للمطالبة بإعدام قاتل الناتوت. وأفاد شهود عيان أن «مجموعة من الشبان كانت بحال من الغضب، راحت تقطع الطرق بوجه السيارات بالإطارات المشتعلة». وعلم أن الجيش اللبناني اتخذ اجراءات أمنية مشددة من أجل إعادة فتح الطرق في المدينة.
وكان ملف الجريمه بكل تفاصيلها قد نقله رئيس بلدية صيدا بالتكليف إبراهيم البساط في زيارة للرئيس نجيب ميقاتي في السرايا الحكومية في بيروت، حيث وضعه في صورة الجريمة. وأعلن البساط أنه نقل إلى ميقاتي غضب أبناء المدينة «حيث شددت على ضرورة تسريع التحقيق، ناقلا مطلب مدينة صيدا وفاعلياتها وأبنائها بإنزال أشد العقوبات بحق المجرم، أي إنزال عقوبة الإعدام وتنفيذه في المكان الذي حصلت فيه الجريمة المستنكرة ليكون قصاصا وعبرة لكل من تسول له نفسه القيام بمثل هذه الأعمال الإجرامية». وأبدى ميقاتي شجبه الجريمة طالبا نقل تعازيه إلى عائلة المغدور الناتوت وإلى أهالي مدينة صيدا جميعا. كما أشار الى أن الرئيس ميقاتي، فور تبلغه نبأ الجريمة، أجرى اتصالا هاتفيا مع المدعي العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا من أجل تسريع إجراءات التحقيق مع الموقوف، واتخاذ المقتضى القانوني بحقه. وتمنى البساط من الرئيس ميقاتي ضرورة تعزيز دور الأجهزة والقوى الأمنية في مدينة صيدا.
إلى ذلك، تحول مقر «مؤسسة الناتوت» في صيدا، حيث قتل محمد، إلى مزار للصيداويين ولكل من عرفه وللطلاب والأهالي، حيث ألقيت باقات الورود مع تلاوة الفاتحة عن روح المغدور. كما تواصل توافد الشخصيات والوفود إلى منزل عائلة الناتوت في صيدا لتقديم التعازي به.
من جهة أخرى، وجه مجلس الأمن الفرعي لمحافظة الجنوب التحية لمخابرات الجيش اللبناني في الجنوب لكشفها الجريمة بسرعة قياسية. وكان محافظ الجنوب بالحلول نقولا بوضاهر قد ترأس اجتماع مجلس الأمن الفرعي في مكتبه في مبنى السرايا الحكومية في صيدا، حضره رؤساء الأجهزة الأمنية وجرى خلاله البحث في جريمة قتل الناتوت. وصدر عن الاجتماع بيان دعا المواطنين وخصوصا أبناء صيدا إلى «التعاون مع السلطات المختصة لتوفير الاستقرار الدائم والسهر على أمن مدينتهم بالحكمة»، منوها بـ«الجهود المميزة للقوى العسكرية والأمنية»، مثنيا على «تعاون المواطنين مع القوى الأمنية».
وقرر المجتمعون تكثيف الدوريات الأمنية وتفعيلها لدرء أي أعمال أو أحداث قد تشكل إخلالا بالأمن، إضافة الى زيادة عناصر قوى الأمن الداخلي، عدة وعديدا، لمواكبة كل المهام الأمنية، ودعوة بلدية صيدا الى تفعيل عمل الشرطة البلدية التابعة لها، وتكثيف دورياتها في شوارع صيدا عموما، ودعوة البلديات كافة والتجار في المحافظة الى وضع كاميرات للمراقبة في الساحات العامة وعلى الطرق الرئيسية بهدف الرقابة ومساعدة الأجهزة الادارية والقضائية والعسكرية والأمنية المختصة على كشف المخلين بالأمن ومعاقبتهم.  

السابق
تكريم الرئيس سليم الحص في صور
التالي
ركود اقتصادي غير مسبوق في أسواق حاصبيا والعرقوب