بعيدا عن الشعارات الطائفية والسياسية… يتكاتف الشعب اللبناني اليوم مع منتخبه الوطني

يذهب لبنان اليوم بعيدا، ويستحضر من الامارات مناسبة وطنية جامعة، وكأنه لم يفعل ذلك حتى في العيد الوطني، يتجه الناس برمتهم الى زعيمهم الكروي «منتخب الارز» الذي يتحضر ليأخذ حدود الوطن خارج الوطن وليصبح الملايين من اللبنانيين رهينة الساعة والنصف التي ستأسرهم بين الثلاث خشبات ومستطيل اخضر وتبعدهم عن العصبيات والمزاجيات الحادة، والهموم وما يستتبعها من امور تدخل في صلب الحياة المعيشية، يأسرهم اللقاء الذي يفصلهم عن تحقيق انجاز تاريخي، ينفردون فيه بالتجييش على الوطنية والوحدة وبالتحرر من الذهنيات المهترئة التي عاثت في مسيرة لبنان الكروية فسادا ومن الانانيات والمصالح والفئوية.

يعدو اللبنانيون وكأنهم يتسابقون على مرمى الامارات في مناسبة تبدو للناس اشبه بمباراة نهائية في المونديال لكنها في الواقع مجرد مباراة واحدة يمكن لها ان تغير في المقاييس والعبر لتبهر العقول وتغسل النفوس، مباراة بين الفقراء واصحاب المال الكروي، بين الامكانيات المتواضعة والجاه والثراء والامكانيات العالية فأي مكافأة للاعبينا لا تشكل ثمن اطار سيارة من سيارات اللاعبين الامارتيين، وعندما يعلن حكم الملعب صفارته في استاد «آل نهيان»، يكون لبنان اما قد قطع الى الدور الحاسم مجللا مكرما، ناسفا المقولة التي سبق وصنّفته في الصفوف المتدنية لكرة القدم، او قد يودع التصفيات لاسمح الله ويكون قد ادى ما عليه.

اليوم تتحرر الحناجر من الشعارات الطائفية ويتحول المنتخب طائفة واحدة لها… هنا في بيروت سيجلس مئات الالاف خلف شاشاتهم، وهناك في ابوظبي سيكون الملعب الذي لا يتسع سوى لعشرين الفا ممتلئا عن بكرة ابيه.
يتوحد لبنان على رنين قطعة الذهب «نادر مطر»، والحارس الطائر عباس حسن وترنيمات حسن معتوق، و«تجنيحات احمد زريق، ورقصات عباس عطوي، وبأس السد العالي يوسف محمد، ورامز ديوب وغيرهما، وقد تكون ارشادات رضا عنتر من المدرجات الذي ظلم في بطاقة صفراء خلال مباراة كوريا وتسببت بابعاده عن لقاء اليوم قد تكون ارشاداته حافزا للاعبين وفرصة لهم كي يتذوقون الاحتراف فهم يوازون بفنياتهم القائد ويتمنون ذلك حتى ولو بعد حين.
انها لحظة تاريخية قد لاتتكرر واذا قدر لنا التأهل سيتحول بوكير الى بطل قومي واللاعبون الى زعماء رياضيين، يجمعون خلفهم كل الفئات.

بوكير الذي يبدو حديث الناس والاعلام يعيش هاجس اللاعب المهاجم الصريح ولن يكتفي بما لديه هو بحاجة الى المهاجم البديل فوجود حسن معتوق قد يشعره بالراحة، لأنه ماذا لو اصيب احد من نجومه؟ أو انهم خرجوا لسبب من الاسباب».
ويأخذ بوكير كل الاحتمالات على محمل الجد ويدخلها في قاموسه، لذلك ينظر الى الأمام ولا يدير ظهره الى الوراء او الى ما قد تؤول اليه مباراة الكويت وكوريا في سيول، وهو يعلم تماماً ان خسارة الاولى تعني تأهله مهما كانت نتيجته مع الامارات، لكنه يأبى ان يعترف بها، لأنه يعتبر أن كرة القدم مليئة بالمفاجآت، فهو لا يؤمن بهذا الكلام لان كل شيء متوقع ان يحصل وقد تسقط كوريا وتفوز الكويت وعندها لا ينفع البناء على نتيجة تبقى في عالم الغيب.   

السابق
لا انتخابات في لبنان قبل رحيل الأسد
التالي
بان: تصاعد الأزمة السورية يؤثر سلباً في استقرار لبنان